قيادي في "قسد" لصحيفة بريطانية: الأرض التي نسيطر عليها تصبح لنا

قيادي في "قسد" لصحيفة بريطانية: الأرض التي نسيطر عليها تصبح لنا
أجرت صحيفة "التايمز" البريطانية عدداً من المقابلات مع شخصيات رئيسية في المؤسسات السياسية والعسكرية التابعة لـ "قسد" في شمال سوريا الشهر الماضي، ضمن تقرير أعدته عن مصير المناطق التي سيطرت عليها هذه الميليشيا مؤخراً بدعم من قوى التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة.

الرهان على الدور الأمريكي

تورد الصحيفة خشية الأطراف الإقليمية والمحلية في سوريا من استمرار الوضع الحالي، المتمثل في سيطرة "قسد" على معظم الشمال السوري، الأمر الذي أكدته معظم تصريحات مسؤولي الميليشيا الذين التقت بهم "التايمز" معربين عن نيتهم فرض الأمر الواقع ومعتمدين بشكل كبير على استمرار تواجد القوات الأميركية، في مرحلة ما بعد داعش. 

وقال (عبد القادر إفديلى) نائب قائد ميليشيا "قسد" للصحيفة "إننا نعيد بناء جيشنا ليكون مستعدا للتعامل مع أي تهديد من قبل أي شخص يريد غزو المدن التي حررناها إلى جانب التحالف"، وأضاف "إن الأتراك والإيرانيين والنظام سيكونون سعداء باستعادة كل ما حصلنا عليه، نحن نحاول تحقيق الاستقرار، وليس خلق المزيد من الحرب ولكن يجب أن نكون مستعدين لما سيحدث بعد ذلك، لدينا الإرادة والقدرة على حماية كل ما حررناه". 

وترى الصحيفة أن الأكراد يقومون بالمقامرة على دعم الولايات المتحدة للحفاظ على منطقة الحكم الذاتي التي يسيطرون عليها الآن، وفي هذا الخصوص اعتبر (آلدار خليل)، القيادي في "حركة المجتمع الديمقراطي" أن الأوضاع الحالية خطيرة جداً "كما كانت قبل ولادة داعش".

وأضاف خليل للتايمز "لا نعتمد على الأميركيين كلياً لأننا نقاتل هنا منذ وقت طويل قبل أن يأتوا لكننا على ثقة من أن النظام الإيراني ونظام الأسد لن يسيطروا على كل سوريا إذا بقي الأميركيون"، وعلى الرغم من أن الأكراد السوريين حذرين من نوايا نظام الأسد، كما تنقل الصحيفة البريطانية، إلا أنهم يعتقدون أن تركيا، تحت حكم الرئيس أردوغان، تشكل تهديدا أكبر من النظام، ويؤكد (آلدار خليل) هواجس قسد "سيكون من الغباء شن هجوم برى ولكن يمكن أن يحدث، وإن حدث، فسنقاوم حتى النهاية، بغض النظر عن الأمور الفظيعة التي قد تحدث لنا ".

مستقبل العلاقة مع النظام

وتشير الصحيفة إلى أن هزيمة "داعش" العدو المشترك لكل من "قسد" وقوات النظام أدت لظهور خط مواجهة طويل بين الطرفين يمتد بطول أكثر من 400 كلم، الخط الذي يقسم أيضاً بين الروس والأمريكيين. 

ويرى (مايكل ستيفنس)، الباحث في مركز "المعهد الملكي للخدمات"، أن الأمر "يمكن أن يذهب باتجاهين، الأكراد يريدون نوعاً ما أن يتكيفوا مع الأسد ولكنهم بالوقت نفسه مستعدون للقتال إذا لم يحصلوا على ما يريدونه" وترى الصحيفة أنه من الممكن إن تقع حرب بينهما، إلا أنها إن وقعت فستسبب عواقب وخيمة فكلا الجانبين مدعوم من قبل حلفاء أقوياء، ويضيف ستيفنس "أن كل طرف ينظر للآخر ويسأله ما النفوذ الذي لديك؟".

بالنسبة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ترى (التايمز) أن "الأكراد هم الحليف الأرضي الأكثر موثوقية في البلاد، على الرغم من عدائهم لتركيا"، ويضاف إلى ذلك تواجد نسبة عالية من السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في الأراضي التي تقع شمالي الفرات والتي تحتوي على أكبر حقول النفط في البلاد ومحطات الطاقة الكهرومائية؛ وهو أمر لا يرجح أن يسمح نظام الأسد باستمراره دون قتال.

الموقف البريطاني

يتلقى الانفصاليون القليل من الدعم في بريطانيا، حيث تعتقد أن جودهم من الممكن أن يهدد استقرار الدولة السورية بعد "نهاية النزاع"، وتشير الصحيفة إلى اجتماع "لجنة الشؤون الخارجية" البريطاني الذي دار حول القضايا الكردية في لندن، حيث دار نقاش شديد حول علاقة "قسد" بـ"حزب العمال الكردستاني" الذي يتخذ من تركيا مقراً له ويسعى لـ"استقلال كردي يشمل الأكراد السوريين"، وتنقل التايمز عن وزير التنمية الدولية (أليستر بيرت) دعوته إلى قطع الروابك بين قسد و"العمال الكردستاني" وأضاف في تصريحه للجنة "نحن ندعم وحدة الأراضي السورية".

طموحات الانفصال

وتقول التايمز أن "الأكراد السوريون" الذين التقتهم أكدوا أنهم لا يريدون دولة مستقلة، كل ما يريدونه هو درجة من الحكم الذاتي داخل سوريا، وهم يعترفون بأن استفتاء العام الماضي حول استقلال الأكراد في العراق (حيث صوت 93 في المائة منهم بنعم) كان انتحاراً سياسياً، وخلف تبعات سياسية شملت حتى السيطرة على الأراضي.

وقال (عمر علوش) العضو البارز، بحسب وصف التايمز، في ما يسمى "المجلس المدني في الرقة" للصحيفة "نحن لا نحاول تقسيم الأراضي السورية في الوقت الذي يحاول فيه الأكراد العراقيون تقسيم العراق" موضحاً أنهم توقعوا ما حصل في كركوك وكاتولونيا الاسبانية فـ"الاستقلال، كلمة صعبة جداً وتكسبك عدد قليل جدا من الأصدقاء، كل ما نريده هو بعض الاستقلالية ". 

للاضطلاع على الرابط الأصلي للتقرير:

*للاطلاع على المقال الأصلي اضغط هنا

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات