الوحدات الكردية تزيل العلم الأمريكي من فوق مقراتها في تل أبيض

أكدت مصادر محلية من داخل مدينة تل أبيض شمال الرقة والمتاخمة للحدود التركية ما أوردته وكالة الأناضول حول إزالة العلم الأمريكي من على مبنى الجمارك ضمن حرم البوابة السورية الحدودية في المدينة.

وقالت المصادر (رفضت الكشف عن هويتها) إن الوحدات الكردية أزالت العلم الأمريكي (الجمعة) حيث يعتبر حرم البوابة أبرز أهم مقرات الوحدات الكردية ومكاتب إدارية لبعض المؤسسات التي تعمل ضمن ما يسمى بـ "الإدارة الذاتية" التي تشكل الوحدات عمودها الفقري.

وأشارت المصادر إلى أن السبب من إنزال العلم غير معروف، وهل جاء بأمر من الأمريكيين أم بقرار منفرد من الوحدات الكردية "احتجاجاً على تخلي الأمريكيين عن مقاتليها في عفرين".

صورة نشرتها الأناضول لإنزال العلم الأمريكي من فوق مبنى الجماك في بوابة تل أبيض

وكانت الوحدات الكردية قد رفعت الأعلام الأمريكية على عدد من مقراتها منتصف أيلول عام 2016 في مدينة تل أبيض (قرية المنبطح شمال غرب تل أبيض 2 كم، ومبنى الجمارك ضمن حرم البوابة الحدودية، وصوامع الحبوب) وذلك إثر استنفار للجيش التركي على الحدود المواجهة لتل أبيض، وعقب قصف متبادل بينه وبين الوحدات الكردية آنذاك.

صورة توضح رفع العلم الأمريكي فوق مبنى الجمارك في بوابة تل أبيض 2016

وعلى خلفية رفع العلم الأمريكي في المنطقة، نفى الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية (بيتر كوك) خلال مؤتمر صحفي أجراه في مقر البنتاغون رفع العلم الأمريكي في تل أبيض.

ويأتي إنزال العلم الأمريكي بعد تحركات أمريكية أعقبت إطلاق تركيا لعملية "غصن الزيتون" في عفرين بهدف طرد الوحدات الكردية منها، وقد سبق العملية تصريح مغتضب للرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) حول الدعم الأمريكي لميليشيا "قسد" وإعلان التحالف عزمه إنشاء "قوة أمنية" من 30 ألف مقاتل سينتشرون على طول الحدود السورية والعراقية شرق الفرات مع تركيا، حيث قال (أردوغان) : "أزيلوا أعلامكم الموجودة في قواعد المنظمة الإرهابية حتى لا نضطر إلى تسليمها لكم".

صورة توضح رفع العلم الأمريكي فوق قرية (منبطح) في تل أبيض 2016

وفي سياق متصل، أكدت مصادر أورينت نت، أن المدينة تشهد حركة نزوح باتجاه الحسكة وريفها الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية، مشيرة إلى أن حركة النزوح اقتصرت على من هم ليسوا من سكان المدينة وعوائل المقاتلين الأكراد الذين استقدمتهم الوحدات الكردية إلى المنطقة، إثر سيطرتها على المدينة في حزيران عام 2016 ، بعد طرد تنظيم داعش منها بغطاء من طيران التحالف الدولي.

يشار إلى أن وزير الخارجية التركي (مولود جاويش أوغلو) قد أفصح مؤخراً عن أنّ نظيره الأمريكي (ريكس تيلرسون) قد اقترح عليه خلال لقائه به في العاصمة الفرنسية "باريس" إنشاء خط أمني بامتداد 30 كم في سوريا.

وبحسب ما أوردته صحيفة "NTV" قال وزير الخارجية الأمريكي لجاويش أوغلو خلال لقائهما الثنائي في باريس: "في الواقع كنا نفكر بخط أمني بامتداد 10 كم، ولكن يبدو أنّ ذلك لن يقلّص من المخاوف الأمنية التركية".

وتابع تيلرسون وفقا للصحيفة ذاتها: نقترح بإنشاء خط أمني بامتداد 30 كم، فهذا الامتداد وحده يكفل بتقليص مخاوفكم، فليكن خطا أمنيا من البداية حتى النهاية، ما نعنيه بالخط الأمني هو ألا تكون تركيا هدفا للهجمات الإرهابية".