ما قبل الجلوس على الطاولة.. الحملات الأخيرة للدول الفاعلة في الشأن السوري

ما قبل الجلوس على الطاولة.. الحملات الأخيرة للدول الفاعلة في الشأن السوري
أشار المحلل السياسي التركي "جنكيز تومار" في دراسة نشرتها وكالة الأناضول إلى أنّ الملف السوري -ما قبل الجلوس على الطاولة- يشهد الحملات الأخيرة من قبل الدول الأكثر فاعلية في الساحة السورية، موضحا أنّه وفي ظل توجّه الأنظار إلى عفرين، تشهد إدلب في الشمال والحدود السورية-الإسرائيلية في الجنوب تطورات مهمة.

وذكر تومار أنّ الأسبوع الأخير على نحو خاص شهد تطورات مهمة، حيث تمّ استهداف دبابة تركية من قبل "الوحدات الكردية" بمضاد دبابة من المحتمل أن يكون أحد حلفاء تركيا هو الذي قدّمه للوحدات.

أوراق ستلوح بها الدول الأكثر فاعلية

وأكّد المحلل على أنّ التطورات التي تشهدها سوريا -انطلاقا من استعادة النظام لنقاط عدة من سيطرة (هيئة تحرير الشام)، مرورا بقصف القوات الجوية التابعة له -للنظام- لمنطقة كفرنبل، وصولا إلى استهداف روسيا لمدينة سراقب بالقصف المكثف، وإسقاط الطائرة الروسية في 2 شباط / فبراير ، بالإضافة إلى التطورات الأخيرة على الحدود السورية مع إسرائيل- يأتي جميعها في إطار سعي الدول الفاعلة في الشأن السوري إلى الإمساك بمزيد من الأوراق بين يديهم، لاستخدامها خلال المفاوضات التي ستُجرى لحظة الجلوس على الطاولة.

وتابع تومار: "هناك أنباء تتوارد عن استخدام النظام لغاز السارين في المنطقة، فبينما تركيا منشغلة في عفرين، يبدو أنّ روسيا وإلى جانبها النظام يسعيان إلى استغلال الوضع والاستفادة منه في إدلب من خلال تكثيف الهجمات في المدينة.

محاولات أمريكية لتمكين نفسها في القامشلي

ونوّه إلى أنّ روسيا التي حاولت من خلال اجتماع سوتشي أن تبرز نفسها وكأنّها اللاعب الرئيس فيما يخص الشأن السوري، لا يمكنها أن تغفل سهوا حضور معراج أورال المعروف بـ (علي الكيالي) مرتكب مجزرة بانياس والريحانية إلى اجتماع سوتشي، مؤكدا -الكاتب- على أنّ دعوة كيالي إلى سوتشي كانت بمثابة رسالة مبطنة من روسيا إلى تركيا.

وأردف تومار أنّ الأنباء عن التعزيزات العسكرية التي ترسل بها أمريكا للوحدات الكردية في القامشلي قد تكون خطوة من واشنطن لتمكين نفسها في المنطقة أكثر، وخصوصا في ظل استمرار الحديث من قبل تركيا عن عملية منبج بعيد انتهاء عملية عفرين التي تسيّرها القوات المسلحة التركية.

التصريح الذي أدّى إلى ارتياح تركي

وذهب المحلل إلى أنّ التصريح الذي أدّى إلى ارتياح لدى تركيا جاء من قبل المستشار السياسي لخامنئي، والذي أعلى عن مواجهة محتملة مع التواجد الأمريكي في شرق الفرات، التصريح الذي يتطابق بحسب الكاتب مع السياسة التي تتبعها أو التي ترغب بها تركيا.

وأضاف في السياق ذاته: "إيران تشعر بعدم ارتياح من التمكّن الأمريكي في شرق الفرات من خلال استخدام أداتي (PYD وYPG)، وتعلم أنّه عاجلا أم آجلا سيأتي الدور عليها".

ولفت تومار إلى أنّ التصريحات الأمريكية-الإسرائيلية فيما يخص جنوب سوريا مثيرة للقلق، مؤكدا على أنّ إسرائيل قد تنفذ هجمات على جنوب لبنان بحجّة "حزب الله"، ذاكرا توارد أنباء في الصحف الإسرائيلية عن احتمال تنفيذ إسرائيل لهجمات من الجولان باتجاه  دمشق.

تطورات في غاية الأهمية خلال المرحلة القادمة

وتابع تومار: "في الوقت الراهن النقاط الأكثر أهمية في سوريا هي (عفرين وإدلب والحدود السورية-الإسرائيلية)، وقد تتحول المعارك في هذه الأماكن -في أي لحظة- إلى حرب كبيرة في المنطقة".

وأشار إلى أنّ احتمالية إقناع تركيا حليفتها أمريكا فيما يخص (الوحدات الكردية) تبدو أمرا صعبا في الوقت الحالي على الأقل، مردفا: "في كل الأحوال لدى تركيا الخطة (ب)، وخصوصا أنّ روسيا وإيران منزعجتان من ازدياد نفوذ أمريكا في المنطقة، ولذلك الدولتان منفتحتان للتعاون المشترك مع تركيا، وكون روسيا وإيران حليفتان للنظام السوري، على الرغم من تضارب المصالح في بعض الأحيان مع تركيا، ستجعل الأخيرة بطريقة أو بأخرى أكثر تمكّنا في السياسات التي ستطبق في سوريا، والحرب السورية ستشهد خلال الأيام القادمة تطورات كثيرة مهمة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات