أين تتجه المواجهات الإسرائيلية الإيرانية في سوريا؟

أين تتجه المواجهات الإسرائيلية الإيرانية في سوريا؟
شهدت الساحة السورية تسارعاً في وتيرة الأحداث، بعد أن تطور للمرة الأولى الاشتباك المعتاد بالتصريحات السياسية بين إسرائيل من جهة ونظام الأسد وإيران وصول إلى حد تدمير طائرات لكلا الطرفين، إذ اعترفت إسرائيل بسقوط مقاتلة لها (السبت) من طراز F16 بعد تدميرها طائرة بدون طيار إيرانية داخل الأراضي المحتلة ليعقب ذلك قيام إسرائيل بتدمير 12 موقعاً عسكرياً بينها 4 إيرانية داخل سوريا، وإطلاقها تصريحات مفادها أن "نظام الأسد وإيران يلعبان بالنار" في حين أنها هي لا تسعى إلى التصعيد، مؤكدة أنها ستبقى على استعداد لكل الاحتمالات.

وحول هذا التطور، رأى المحلل السياسي الدكتور (هيثم بدرخان)، أن المواجهة الإيرانية الإسرائيلية باتت قادمة وأن سوريا ستدفع ثمنها لأنها ستكون مسرحاً لها، مرجعاً السبب إلى المكاسب الكبيرة التي حققتها إيران في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في سوريا ولبنان واليمن والبحرين والعراق، لافتاً إلى أن طموحات إيران تجاوزت تهديد ليس فقط مصالح وأمن إسرائيل بل إسرائيل ككيان.

وتوقع (بدرخان) في حديث لأورينت نت أن المواجهة بين إيران وإسرائيل في سوريا ستستمر وأن كبح التمدد الإيراني في سوريا سيكون من قبل أمريكا وبتنفيذ إسرائيلي، مشيراً إلى أن التصريحات الإيرانية حول "فتح أبواب جهنم" تدل على طبيعة السياسة الإيرانية العدوانية تجاه دول المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى تعبر عن سياسة انفعالية ووعود وتهديدات نسمعها دائما برمي إسرائيل في البحر، حسب قوله.

وأردف "أما الموقف الإسرائيلي الذي يدعو إلى عدم التصعيد فهو دلالة على الحنكة الإسرائيلية في السياسة ووضع نفسها أمام المجتمع الدولي بدور المدافع عن نفسها وليس المعتدي كما تفعل الدول الضعيفة والحماسية".

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن السفير الإسرائيلي في موسكو (هاري كورين) قوله، إن "على ميليشيات حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والمقاتلين الإيرانيين الانسحاب فوراً من منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا"، مضيفاً "نفضل التحدث عن تنفيذ الاتفاقات المختلفة بشأن مناطق خفض التصعيد، وفي حالتنا هذه، في الجنوب على الحدود مع إسرائيل".

الموقف الروسي من التصعيد

وحول موقف روسيا -حليف نظام الأسد وإيران في سوريا- من التصعيد الأخير، قال (بدرخان) إن "موسكو ستكون على الحياد وغالباً ستدعو إلى ضبط النفس والتهدئة"، لافتاً إلى أن روسيا ترتبط مع إسرائيل باتفاقيات استراتيجية بينما تربطها بإيران اتفاقيات متحولة واقتصادية وخاصة في سوريا بسبب قوات إيرانية على الأرض.

واستبعد (بدرخان) أن تكون هناك موافقة روسية على الغارات الإسرائيلية لمواقع عسكرية إيرانية في سوريا، وأردف قائلاً "إنما هناك تبادل للمعلومات فيما بينهما لأن إسرائيل تعتبر أنه جرى تهديد مباشر على أمنها وأمن مواطنيها من جهة ايران. وبهذه الحالة فهي تدافع عن نفسها".

وحول طلب إسرائيل من روسيا وأمريكا "وقف تدهور الأوضاع"، قال المحلل السياسي لأورينت، إن "إسرائيل ترتبط مع روسيا وأمريكا بعلاقات استراتيجية ومن الطبيعي أن تخبر الأطراف وتستبق الأحداث وتعطي صورة للمجتمع الدولي أنها ضد الحرب وهي لا تريد التصعيد"، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر مكسب كبير للرأي العام الروسي والأمريكي لصالح إسرائيل، ولتخفيف التناقضات الروسية الأمريكية تجاه الصراع في مواجهة إيران وكسب الطرفين في آن واحد، حسب تعبيره.

إسرائيل: لا نريد التصعيد

وكانت إسرائيل قد طالبت عقب الغارات كلاً من روسيا وأمريكا وقف تدهور الأوضاع، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي (جوناثان كونريكوس) للصحافيين خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف بحسب صحيفة (الشرق الأوسط) إن "إيران والنظام يلعبان بالنار بارتكابهما مثل هذه الأعمال العدوانية وسيدفعان ثمن باهظ"، مؤكداً أن إسرائيل لا تسعى للتصعيد مستدركاً "لكننا جاهزون لمختلف السيناريوهات على مثل هذه الأعمال... الانتهاك الإيراني الأشد والأفضح على السيادة الإسرائيلية خلال السنوات الماضية".

وأعلنت إسرائيل شن ضربات "واسعة النطاق" استهدفت مواقع إيرانية وأخرى تابعة لنظام الأسد داخل الأراضي السورية، بعيد سقوط مقاتلة لها من طراز F16 في أراضيها، وإثر اعتراضها لطائرة من دون طيار في أجوائها أكدت أنها إيرانية انطلقت من سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات