رويترز تسلط الضوء على التعاون بين الأسد و"الوحدات الكردية" في عفرين

رويترز تسلط الضوء على التعاون بين الأسد و"الوحدات الكردية" في عفرين
ذكرت وكالة (رويترز) في تقرير نشرته (الأحد) أن "الوحدات الكردية" تلقت دعماً من قبل نظام بشار الأسد مؤخراً أثناء المعارك التي تخوضها ضد قوات الجيش الحر والجيش التركي ضمن عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها تركيا في 20 كانون الثاني بهدف طرد "الوحدات" من عفرين.

وجاء في مقدمة التقرير "جاء المدد لأكراد سوريا المدعومين من الولايات المتحدة من حيث لم يحتسبوا في الحرب التي يخوضونها في مواجهة تركيا بمنطقة عفرين في شمال غرب البلاد. فقد كان بشار الأسد هو مصدر العون"، وأضاف متساءلاً "القوات المؤيدة للنظام تقاتل قوات يقودها الأكراد في مناطق أخرى من سوريا كما يعارض النظام مطالب الأكراد بالحصول على الحكم الذاتي"؟.

وأوضح أن الذي دفع بشار الأسد لدعم "الوحدات الكردية" في عفرين هي المصلحة المشتركة بينهما لأن "العدو" مشترك للجانبين ولهما مصلحة متبادلة في صد تقدم القوات التركية، بحسب رويترز.

وكشف التقرير أن ممثلين من الجانبين (الوحدات والنظام) قالوا حكومة الأسد توفر دعماً غير مباشر للأكراد من مقاتلين ومدنيين وساسة من خلال السماح لهم بالوصول إلى عفرين عبر الأراضي الخاضعة لسيطرتها، وأضاف "بشار الأسد يستطيع أن يحقق مكاسب دون أن يفعل شيئا يذكر".

ورجح التقرير، أن يدعم النظام وصول تعزيزات عسكرية لـ"الوحدات" ويعطل تقدم القوات التركية ويطيل من أمد الصراع الذي يستنزف موارد القوى العسكرية التي تنازعه السيطرة على الأراضي في سوريا.

الموقف الأمريكي من دعم النظام للوحدات

يرى تقرير رويترز، أن دعم النظام للوحدات يمثل من وجهة النظر الأمريكية تعقيدا جديدا في الحرب الدائرة منذ نحو سبعة أعوام في سوريا، وأن حلفاء واشنطن من الأكراد يتعين عليهم أحيانا التوصل لصفقات مع الأسد حتى في الوقت الذي يعملون فيه على تعزيز روابطهم العسكرية مع الولايات المتحدة.

وتقول "الوحدات الكردية" إنها توصلت في غياب "الحماية الدولية" إلى اتفاقات مع نظام الأسد للسماح بإرسال تعزيزات إلى عفرين من مناطق أخرى يسيطر عليها الأكراد في عين العرب/كوباني والجزيرة.

وقال (كينو غابرييل) المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية/قسد" التي(تعتبر الوحدات الكردية عمودها الفقري) إنه "توجد طرق مختلفة لإرسال التعزيزات إلى عفرين لكن مبدئيا هناك الطريق الأساسي الذي يمر عن طريق قوات النظام. وهناك تفاهمات بين القوتين لتأمين المنطقة لإرسال التعزيزات".

وفي الوقت الذي تعتمد فيه "الوحدات" على نظام الأسد في الوصول إلى عفرين تقول مصادر كردية إن "للأكراد بعض النفوذ لدى النظام لأنها تحتاج لتعاونهم في الحصول على الحبوب والنفط من مناطق في الشمال الشرقي تخضغ لسيطرة كردية".

في حين، قال قائد في الميليشيات المساندة للنظام إن "الأكراد ليس أمامهم خيار سوى التنسيق مع النظام للدفاع عن عفرين"، وأضاف (القائد الذي اشترط إخفاء هويته) لرويترز "النظام يساعد الأكراد إنسانيا وببعض الشيء اللوجستي كغض النظر وتسهيل وصول بعض الدعم الكردي من بقية الجبهات".

"غصن الزيتون".. منعطف جديد في العلاقات المركبة

تعتبر أنقرة "الحدات الكردية" امتداداً لحزب العمال الكردستاني والذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيماً إرهابيا.

وقد اعتمدت الولايات المتحدة على "الوحدات الكردية" كقوة برية أساسية في حربها على تنظيم "الدولة" كما دعمت تلك الجماعة في مناطق أخرى تخضع لإدارة الأكراد في شمال سوريا على امتداد الحدود مع تركيا، إلا أن القوات الأمريكية ليس لها وجود في عفرين ولذلك لم تتمكن من التدخل في إيقاف التقدم التركي الأخير فيها.

في الوقت نفسه، تتهم "الوحدات الكردية" روسيا بإعطاء الضوء الأخضر للهجوم التركي وذلك بسحب مراقبيها الذين كانت قد نشرتهم في عفرين العام الماضي.

وتمثل حرب عفرين منعطفا جديدا في العلاقات المركبة التي تربط بين الأسد و"الوحدات" التي اقتطعت مناطق من سوريا وأخضعتها للحكم "الذاتي" شمال البلاد بعد عام 2011.

وتسيطر "الوحدات" على كل الحدود السورية مع تركيا تقريبا. غير أن عفرين تفصلها عن المنطقة الأكبر الخاضعة للسيطرة الكردية في الشرق منطقة تمتد مسافة 100 كيلومتر يسيطر عليها الجيش التركي وفصائل الجيش السوري الحر.

وطوال الأعوام الماضية، تحاشت قوات نظام الأسد و"الوحدات الكردية" المواجهة ومرت أوقات قاتل فيها الطرفان فصائل المعارضة وتنظيم "الدولة"، غير أن التوترات تصاعدت في الأشهر الأخيرة وهدد النظام بالتوغل في مناطق من شرق سوريا وشمالها استولت عليها "الوحدات" بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ومما يؤكد ذلك أن القوات الموالية للنظام هاجمت "قسد" في محافظة دير الزور مؤخراً، الأمر الذي أدى إلى تدخل طيران التحالف ليلاً في غارات أسفرت عن مقتل أكثر من 100 فرد من القوات المهاجمة حسبما أعلن التحالف.

وقال "نواه بونزي" المحلل المتخصص في الشأن السوري بمجموعة الأزمات الدولية لوكالة رويترز، "سمح النظام للوحدات الكردية بنقل أفراد إلى عفرين في الوقت الذي هاجمها فيه شرقي (نهر) الفرات". وأضاف "أعتقد أن ذلك دليل على حالة العلاقات بين الجانبين".

وأردف قائلاً "لا تزال هناك فجوة كبيرة بين مواقف الوحدات والنظام في مستقبل شمال شرق سوريا".

الوحدات الكردية: النظام لم يستجب لطلباتنا

يقول تقرير (رويترز) إن "الوحدات الكردية" لا تزال متمسكة برؤيتها لدولة سورية تتمتع فيها بالحكم الذاتي في ظل شكل من أشكال الفيدرالية يختلف عما عقد الأسد العزم عليه من استرجاع سوريا كلها.

وأضاف "قد سمح كل جانب للآخر بأن يكون له موطئ قدم في أراضيه. ففي القامشلي حيث السيطرة للأكراد لا يزال النظام يسيطر على المطار. وفي حي الشيخ مقصود في مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام تجوب قوات الأمن الكردية الشوارع".

وقال مسؤولون  عن "الوحدات" في حي الشيخ مقصود إن "عشرات الأكراد توجهوا من الحي إلى عفرين للمشاركة في القتال. وتتطلب هذه الرحلة القصيرة الانتقال عبر مناطق تحت سيطرة النظام أو الفصائل الشيعية المدعومة من إيران المتحالفة معها".

وأضاف المسؤول الكردي من حي الشيخ مقصود (بدران حمو) إن "المئات من حي الشيخ مقصود حملوا السلاح وتوجهوا للدفاع عن عفرين"، وأضاف "قتل حوالي عشرة منهم". وكان يتحدث (لرويترز) أثناء لقاء نظمته قوات الأمن الكردية لتشييع أحد هؤلاء القتلى.

ويقول شهود إن "قافلة تضم مئات السيارات توجهت منذ أيام إلى عفرين من مناطق أخرى تحت سيطرة الأكراد إظهارا للتضامن، حيث تجاهل نظام الأسد مناشدات الوحدات الكردية تأمين الحدود السورية عند عفرين".

ويقول أحد كبار الساسة الأكراد (الدار خليل) "حاولنا عن طريق الروس أن يقنعوهم على الأقل بأن يحموا الحدود... يأ خدوا موقف.. ولكن لم نتوصل إلى نتيجة".

وأضاف (لرويترز) "إذا كان النظام لا يريد حماية الحدود السورية على الأقل ليس من حقه أن يسد الطريق أمام أناس سوريين مواطنين يحموا هذه الحدود بغض النظر عن المواضيع الأخرى الداخلية"، حسب قوله.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات