محلل تركي: لهذا السبب أستبعد حدوث مواجهة عسكرية بين أنقرة وواشنطن

محلل تركي: لهذا السبب أستبعد حدوث مواجهة عسكرية بين أنقرة وواشنطن
مرّت العلاقات الأمريكية-التركية مؤخرا بمرحلة وصفت على لسان مسؤولين أتراك وعلى رأسهم وزير الخارجية (مولود جاويش أوغلو) بالحرجة والحساسة، وذلك لما شهدتها -العلاقات الثنائية- من تطورات على خلفية سير الأحداث السياسية والعسكرية في المنطقة.

ذهب بعض المحللين السياسيين والكتّاب إلى أنّ العلاقات الثنائية بين واشنطن وأنقرة لم تكن مستقرة بالمطلق في يوم من الأيام، فيما أكّد البعض الآخر على أنّ تحالف أنقرة وروسيا بسبب السياسة الأمريكية في المنطقة لن تصبّ في صالح أنقرة.

لا احتمال لحدوث مواجهة عسكرية بين واشنطن وأنقرة

المحلل والإعلامي التركي غوكسيل أكبنار أشار في حوار أجراه مع أورينت إلى أنّ السياسة الأمريكية في المنطقة، وتعاونها مع التنظيمات الإرهابية في سوريا، وعدم إيفائها بالوعود التي قدّمتها لأنقرة فيما يتعلق بالشأن السوري، هي التي دفعت بأنقرة إلى التحالف مع روسيا.

واستبعد أكبنار وقوع كلّا من أمريكا وتركيا في مواجهة عسكرية مع بعضهما البعض في منبج، قائلا: "إنّ الدولتين عضوان في حلف الشمال الأطلسي، واحتمالية المواجهة فيما بينهما عسكريا سيعني رفع سلاح الناتو ضد سلاح ناتو ىخر، وهذا مما لا يمكن حدوثه، أرى أنّ الدولتين بطريقة أو بأخرى ستصلان إلى حلّ مشترك يُرضي الطرفين، وأستبعد المواجهة العسكرية بينهما".

تركيا وأمريكا مقبلتان على أزمات كبرى

سيدات أرغين من صحيفة حرييت يرى أنّ أنقرة وواشنطن لم تعودا بالحليفتين كما كانتا في سابق عهدهما، موضحا أنّ الدولتين مقبلتان على أزمات كبرى، مؤكدا على أنهما شارفتا على التصادم والمواجهة، وخصوصا مع تعقّب التصريحات الأخيرة لأردوغان التي جاءت ردّا على التصريحات الأمريكية التي هددت تركيا بالرد في حال قيام أنقرة باستهداف جنودها في منبج، حيث قال أردوغان: "بما أنّهم أوصلونا إلى ما وصلنا إليه إذن فليتحملوا العواقب، لا يمكن لأمريكا أن تلعب على سيناريو داعش بعد الآن، فهذا السيناريو انتهى، سقطت الأقنعة وبانت الأوجه".

ما يهم تركيا وحدة أراضيها

الكاتب والإعلامي فخر الدين ألتون لفت إلى أنّ تركيا تفعل حيال أمريكا ما تفعله كلّ من روسيا والصين بالضبط حيال الدولة المذكورة، موضحا أنّ ما يهم تركيا ليس عداء أمريكا وإنّما الحفاظ على وحدة أراضيها ومنع تقسيمها.

وأضاف في الإطار ذاته: "إنّ من ينمّي العداء الأمريكي في تركيا -كما هي الحال في العالم كلّه- هي أمريكا نفسها، تركيا غير مهووسة بمواجهة أمريكا، ولا ترغب بحرب معها، كل ما يهم تركيا هو أن تسحب واشنطن دعمها من التنظيمين الإرهابيين (الكيان الموازي وبي كي كي)، فالممر الإرهابي الذي تحاول أمريكا إنشاءه على حدودنا وبالتالي تطويق تركيا به بات بعلم الجميع، ولو لم تقم تركيا بعمليتي درع الفرات وغصن الزيتون لكانت النتائج على الأرض مختلفة عما هي عليه اليوم، ومن هنا فعملية غصن الزيتون ستستمر لطالما أنّ التنظيم الإرهابي يتواجد بالقرب من حدودنا، وتركيا في هذه الحال لا يهمها من الجهة التي تقف إلى جانب التنظيم الإرهابي.

ماذا عن التحالف الروسي-التركي؟

وعن التحالف التركي الروسي لفت الكاتب والإعلامي محمد أوجكتان من صحيفة قرار إلى أنّ تحالف أنقرة مع موسكو -وخصوصا بعد الأزمات السياسية مع كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا- سيؤدي إلى مرحلة من شأنها أن تضرّ بتركيا أيضا.

ولفت أوجكتان إلى الهجمات التي قامت بها روسيا إلى جانب الأسد مؤخرا في مدينة إدلب المعلنة وفق اتفاقيات أستانة كمنطقة خفض نزاع، مضيفا: "قد يؤدي استمرار الهجمات على إدلب إلى خلق موجة لجوء جديدة، وهذا يشكل أهمية وجودية بالنسبة إلى تركيا، والأمر الثاني سلوك روسيا المزدوج في إدلب يضع تركيا في مأزق فيما يتعلق بعملية عفرين التي تقودها، وتشير التحليلات الأولية إلى أنّ مضاد الدبابة الذي أودى بحياة 5 شهداء من عناصر الجيش التركي روسي الصنع، وهذا يعني أنّ روسيا تنصب لنا الفخ، فهي تتحالف معنا ومن جهة تُمد تنظيم بي واي دي بالسلاح وتدفعه لمواجهتنا، منذ البدء ونحن نؤكد على أنّ روسيا ليست بالحليف الذي يمكننا الثقة به".

وذهب الكاتب إلى أنّ إمداد روسيا التنظيمات الإرهابية من خلف الكواليس بالأسلحة، والجلوس في الوقت نفسه على الطاولة كحليف من شأنّه أن يخلق تسؤلات لدى تركيا مفادها: هل لدى روسيا التي فتحت المجال أمام تركيا في عفرين حسابات أخرى حيال أنقرة.

وتابع الكاتب: "للأسف سواء أكانت أمريكا أم روسيا فكلاهما يتّبعان سياسة مُزعجة في سوريا، والأسهل أمام المشهد هذا هو أنّ نواجه روسيا وأمريكا بطرق مباشرة، ولكن علينا أن نعلم أنّ هذه خطوة مجهولة العواقب، والمهم هنا هو إبرز مهارة دبلوماسية في إطار حسابات القوى المتوازنة بمراعاة حساسيات تركيا الأمنية

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات