ما مصير الميليشيات الإيرانية في إدلب بعد تثبيت نقاط المراقبة؟

ما مصير الميليشيات الإيرانية في إدلب بعد تثبيت نقاط المراقبة؟
مع بدء انتشار ودخول الأرتال التركية نحو عدد من المواقع في محافظة إدلب من أجل إقامة نقاط مراقبة ضمن اتفاقية خفض التصعيد بين روسيا وتركيا وإيران؛ بدأ الأهالي  في عدد والقرى والبلدات في العودة إلى قراهم ومدنهم بعد نزوحهم بسبب القصف الروسي وخصوصا مناطق ريف إدلب الشرقي.

وقال (محمد عبد اللطيف) قائد كتيبة في حركة أحرار الشام لأورينت نت بأن القوات الروسية تواصل قصفها على محافظة إدلب وتبرره بحجة وجود جماعات إرهابية في المناطق المحررة، وستواصل قصفها هذا لكي يكون مبرر لها من أجل قصف المناطق المحررة رغم انتشار الأتراك في المحافظة.

إيران تعيق انتشار القوات التركية

وأشار إلى أن الميليشيات الإيرانية حاولت إعاقة انتشار الأتراك في تلة العيس لأن هذا الأمر ينهي مشروعها في التقدم نحو كفريا والفوعة لذلك قامت بقصف الرتل التركي مما أدى إلى انسحابه؛ ولكن الرد التركي السريع على الميليشيات  أجبرها على وقف هذا الهجوم وتم تثبيت النقاط بالقوة.

وتنتشر النقاط التركية في منطقة صلوة وتل العيس في ريف حلب الجنوبي فيما انتشرت نقطتين أخريين في منطقة تل الطوقان بريف سراقب الشرقي وصوامع  الصرمان بريف معرة النعمان الشرقي، فيما سيتم نشر 6 نقاط أخرى في ريف إدلب والساحل حيث يتوقع مراقبون أن تكون في منطقة جبل شحشبو وجبل الزاوية وبالقرب من خطوط المواجهة في الساحل.

أهمية النقاط التي تتمركز فيها القوات التركية

وتعتبر أهمية المناطق التي تنتشر فيها القوات التركية كونها تتركز على التلال والمناطق المرتفعة حيث أن هذا الأمر سيساعدهم على رصد تحركات قوات النظام والخروقات والانتهاكات التي تحدث بين ميليشيا النظام والفصائل وكذلك الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الحربية.

بدوره، قال الناشط في مجال توثيق الانتهاكات (أحمد نور الرسلان) لأورينت نت "بالتأكيد أن تثبيت نقاط المراقبة يقطع آمال النظام وأيران في التوسع أكثر لاسيما بعد تثبيت نقطة تل العيس وقبالتها نقطة مراقبة روسية في الحاضر؛ ما يقطع الآمال أمام إيران في الوصول لكفريا والفوعة ويلزمها بالالتزام بالحدود الحالية".

وأضاف "لكن من جانب الطرف الروسي لا نرى أي جدية حتى اليوم في تطبيق اتفاق خفض التصعيد من استمرار القصف والغارات والتدمير الممنهج لكل ما هو خدمي في المناطق المحررة؛ والتي من المفترض أن يتوقف القصف بمجرد بدء دخول القوات التركية فعلياً للمحرر لاحظنا خلال الأيام الماضية ورصدنا العديد من الغارات على مناطق بريف إدلب بعد مرور الرتل التركي مباشرة دون أي اعتبار لأي اتفاق".

ويشير إلى أن الأيام أو الأسابيع القادمة مع استمرار تركيا في نشر باقي خطوط المراقبة التي من المفترض أن تصل لريف حماة وعمق ادلب؛ توضح حقيقة الالتزام الروسي في وقف القصف نهائيا والدخول في هدنة طويلة الأمد لابد أن تعود فيها الخدمات للمناطق المحررة وإعادة الحياة تدريجيا إليها دون أي قصف؛ وهذا ما ننتظر تطبيقه فعلياً علما أن المدنيين لم يعد لهم أي ثقة بالضامن الروسي؛ ولكن دخول الأتراك للمحرر بشكل جاد يترك لهم أملاً في توثق القصف ومجالاً للعودة لمناطقهم التي هجروا منها بفعل القصف الروسي.

وواصلت الطائرات الروسية قصفها على المناطق المحررة رغم تعهدها عن التزامها باتفاقية خفض التصعيد في محافظة إدلب حيث تعتبر روسيا ضامنا لقوات النظام؛ ولكنها واصلت قصف المشافي وفرق الدفاع المدني وقتلت عددا من المسعفين وخصوصا بعد دخول الأرتال التركية إلى ريف إدلب وذلك بعد استهدافها مستشفى شام الجراحي وإخراجه عن الخدمة.

تفاؤل من قبل المدنيين

ويقول الناشط السياسي (سليمان محمد) بأن الطيران الروسي يقوم بشن حملة جوية مكثفة على كل منطقة قبل أن يتم الانتشار فيها من قبل القوات التركية وهذا ما جرى في منطقة العيس والمنطقة الواقعة بين تل الطوقان ومنطقة سراقب؛ بالإضافة إلى تهجير آلاف العوائل من ريف إدلب الشرقي بسبب القصف قبل أن يعودوا مع انتشار الأتراك في منطقة الصرمان.

ويضيف بأن نسبة كبيرة من الأهالي في المناطق المحررة متفائلين بالدخول التركي  حيث إنهم سيصبحون سدا بوجه قوات النظام والقوات الروسية من التقدم باتجاه المحافظة؛ فيما يتخوف القسم الآخر من القصف الروسي المتواصل رغم وجود الأتراك ما سيعطل عودة الحياة إلى طبيعتها.

ورجح المحمد بأن يكون مطار تفتناز العسكري قاعدة عسكرية تركية في المستقبل؛ وخصوصا بعد أنباء عن زيارته من قبل وفد تركي حيث نشرت صور لنقل ركام الطائرات الحربية من قبل الفصائل من داخله حيث إن هذا الأمر يدل على قرب نشر القوات التركية داخله.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات