هل يمكن للحكومة التركية أن تلبي دعوات المعارضة وتتفق مع الأسد؟

هل يمكن للحكومة التركية أن تلبي دعوات المعارضة وتتفق مع الأسد؟
دعت المعارضة التركية المتمثلة بحزب الشعب الجمهوري حكومة "العدالة والتنمية" بهدف إيقاف سيل الدماء، وتحقيق الأمن والاستقرار في سوريا، إلى تحسين العلاقات مع النظام السوري.

تصريحات كليجدار أوغلو زعيم "الشعب الجمهوري" أحدثت صدى كبيرا لدى الرأي العام التركي ما بين مؤيد للدعوة، وآخر رافض، حيث أشار بعض المحللين إلى أنّ إعادة العلاقات مع نظام الأسد سيُفيد ثقة الشعب بالحكومة التركية التي لطالما اتخذت موقفا رافضا لمشاركة بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، والتي لطالما لم تتوانَ عن وصفه بالإرهابي في كل محفل.

الدكتور علي حسين باكير الخبير في الشؤون السياسية الخارجية لتركيا تطرّق إلى دعوات المعارضة للحكومة التركية بتحسين العلاقات مع النظام السوري، موضحا الأسباب التي دفعت بتركيا إلى تغيير سلّم أولوياتها فيما يتعلق بالشأن السوري.

المعارضة تهدف إلى توثيق فشل السياسة الخارجية

ففي المقال الذي أوردته صحيفة يني عقد التركية يرى باكير أنّ المعارضة تصر على مثل هذه الدعوات لحسابات داخلية، مؤكدا على أنّها تهدف من خلال هذه الدعوات إلى محاولة الإمساك بوثيقة ماديّة وملموسة على عدم نجاح الحكومة التركية في سياستها الخارجية كما تدّعي، قائلا: "المعارضة عندما تروّج لمثل هذه الدعوات -وخصوصا مع تزايد عدد "شهداء" الجيش التركي في العمليات التي تسيّرها القوات المسلحة في سوريا، وفي ظل استغراق العمليات زمنا طويلة- فإنها تدفع بالشعب التركي إلى الاعتراض ورفض العمليات التي تسيّرها الحكومة خارج الحدود، الأمر الذي سيدفع بدوره الحكومة إلى اتخاذ خطوة إلى الوراء".

ونوّه باكير إلى أنّ مثل هذه الدعوات ستضع الحكومة التركية بالنسبة إلى المراقبين في الخارج في موضع وكأنها غيّرت موقفها من الأسد ولم تعد ترى عائقا في بقائه.

الموقف التركي إزاء الأسد لم يتغيّر

وبحسب باكير إن اللهجة الناعمة التي تستخدمها الخارجية التركية أو رئاسة الوزراء في بعض الأحيان، فيما يتعلق بالشأن السوري ونظام الأسد تحديدا، غالباما يأتي بهدف التخفيف من حدّة سياسة الرئاسة التركية في هذا الصدد، موضحا أنّ القرار الأخير في هذا الأمر هو في عهدة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان".

وتابع الخبير السياسي في الإطار ذاته: "وبالعودة إلى موقف الرئاسة التركية نجده موقفا واضحا وصريحا، فالمتحدث باسم الرئاسة التركية (إبراهيم كالن) قال في وقت سابق (لا يمكن للظالمين الذين سفكوا دماء شعوبهم أن يشاركوا في رسم مستقبل سوريا)، وتصريح كالن دليل على أنّ أنقرة لا يمكنها إكمال طريقها مع الأسد.

وأضاف باكير أنّه مع عدم التغيّر في موقف الحكومة التركية إزاء الأسد، وعدم التخلّي عن إصرارها على عدم اشتمال المرحلة الانتقالية عليه، إلا أنّ تغييرات عديدة طرأت على سلّم أولويات تركيا فيما يتعلق بالشأن السوري.

هذه الأسباب التي لعبت دورا في تغيّر سلّم الأولويات

ولفت إلى أنّ أولوية محاربة التنظيمات الإرهابية المتمركزة على الحدود التركية مع سوريا، والتي ظهرت منذ ما يزيد عن سنتين حلّت مكان أولوية رحيل الأسد وسقوطه بالنسبة إلى الحكومة التركية.

وبرأي الكاتب فإن الأسباب التي أدّت إلى تغيّر سلّم أولويات تركيا فيما يتعلق بالشأن السوري هي:

1- الدور الذي تؤديه كلّ من روسيا وإيران المتحكمتين بنظام الأسد في سوريا وفاعليتهما على الأرض، وفي هذا الإطار رأى باكير أنّ تركيز الحلفاء على محاربة داعش لعب دورا بإنقاذ الأسد من السقوط، وبالتالي في تسليم وترك سوريا بين يدي موسكو وطهران.

2- عدم تمكّن أنقرة بمفردها من إقناع الدول الأخرى بموقفها من الأسد، ووفقا لباكير فإنّ هذا الامر لا يشير بالضرورة إلى تغيّر في موقف أنقرة من الأسد، وقبولها ببقائه في السلطة.

3- السبب الثالث هو أنّ نظام الأسد لا يشكّل الخطر ذاته الذي تشكّله التنظيمات الإرهابية المتمثلة بـ بي كي كي وي بي غي بالنسبة إلى تركيا، 

تخفيف من حدة النبرة حيال الأسد لا يعني القبول ببقائه

وختم باكير بقوله: "وإن خففت أنقرة من نبرتها تجاه الأسد فهذا لا يعني أنّها عادت تقبل ببقائه، وعلى الرغم من دعوات المعارضة للحكومة التركية بتحسين العلاقات مع النظام السوري للحفاظ على أمن واستقرار تركيا، إلا أنّ الحكومة ما زالت تسيّر مباحثاتها عن طريق روسيا وإيران فيما يتعلق بالشأن السوري، وإثارة مثل هذه الأنواع من النقاشات تهدف بطريقة أو بأخرى إلى تغطية جرائم الأسد ونسيانها، والأسد الأب هو من استضاف عبد الله اوجلان زعيم بي كي كي لسنوات في الشام، وفي الوقت الراهن الأسد الابن يقاتل جنبا إلى جنب وبشكل غير مباشر مع بي كي كي ضد تركي".

التعليقات (2)

    أبو فارس

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    كلام السيد باكير مقنع ، أن كانت الروس مهتمة بقواعدها وإيران بمد نفوذها ، وأميركا إثبات وجودها ، فهل يستطيع الرئيس أوردغان الصد لهذا الشر الممدود ، ولاحتى لو اجتمعت دول العالم للوساطة - فإن الأمر بيد أصحاب ( الفيتو )

    أبو سرايا الشمري

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    اعتقد أن اردوغان يريد طمأنة روسيا وليس نظام بشار فسيقوم اردوغان بتمكين الجيش السوري من وضع قدم قوية في شمال سوريا للتحرر والمناورة الواسعة وستكون العاصمة لتحرير كامل سوريا هي مدينة الرقة عندها سترضى روسيا بالأمر الواقع وستنصاع لتحابي تركيا والجيش الحر لكي لاتذهب مصالحها ادراج الرياح .
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات