ما أسباب تراجع هيئة "تحرير الشام" في شمال سوريا؟

ما أسباب تراجع هيئة "تحرير الشام" في شمال سوريا؟
فقدت هيئة "تحرير الشام" العديد من نقاط سيطرتها في الشمال السوري المحرّر، بالإضافة لفقدانها بعضاً من موارد دخلها الدائمة خلال الاشتباكات الجارية بينها وبين جبهة "تحرير سوريا" في الشمال السوري.

حيث خسرت "تحرير الشام" أغلب قرى وبلدات جبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي وجبل شحشبو في محافظة ادلب، بالإضافة لتراجعها عن قرى سهل الغاب وريف حماة الشمالي وبعضاً من قرى وبلدات ريف حلب الغربي.

ويعود سبب هذا التراجع، بحسب نائب قائد الجيش الحر سابقاً العقيد (مالك الكردي) إلى الانقسامات الحادة التي حصلت داخل هيئة "تحرير الشام" كخروج جيش الأحرار وانشقاق الأمراء المبايعين لتنظيم القاعدة ومعهم مجموعات كبيرة من العناصر، بالإضافة لانقلاب الحاضنة الشعبية التي عايشت قرارات الهيئة الارتجالية ومخالفتها للمنطق الاجتماعي والحضاري في المنطقة كإغلاق جامعة حلب الحرة، التي كانت أهم أسباب تراجع الهيئة في الشمال.

وأضاف (الكردي) في حديث لأورينت، أن انصراف كوادر "تحرير الشام" للعمل الإداري والخدمي كحكومة الإنقاذ وإدارة الخدمات والركون إلى رغد العيش سبّب تصدّعاً كبيراً في بنية الهيئة، وزد على ذلك "العمل المخابراتي الدولي ضدّ الهيئة الذي أدى لزعزعتها وفرط عقدها" حسب قوله.

من جانبه، أوضح الدكتور (ياسر العمر) مُشرف "الهيئة العامة الثورية السورية"، أن السبب الرئيسي لتراجع الهيئة ليس نقصاً بالرجال أو العتاد، وإنما هو النقص الأخلاقي والعقائدي عند قادة الهيئة وظهر ذلك جليّاً بتحليل دم "أحرار الشام" وباقي الفصائل.

وأردف (العمر) لأورينت قائلاً إن "انعدام الأمن في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، وعدم الاهتمام بالأمور الخدمية ومراقبة الأسعار، كل ذلك زاد من احتقان الشعب ضدهم فانفجر بوجههم مع أول طلقة تم أطلقتها بوجه جبهة تحرير سوريا".

وخلال الاشتباكات الحاصلة بين هيئة "تحرير الشام" و"تحرير سوريا"، تخلّت "تحرير الشام" عن معبر مدينة مورك لصالح ثوار المدينة بعد تحييدها عن القتال. ويُعتبر هذا المعبر من أهم الموارد الاقتصادية للهيئة إضافة لموارد فواتير الكهرباء والماء والتي بات من الصعب جبايتها، ففقدت الهيئة بذلك أهم الموارد الاقتصادية لها.

من جهة أخرى قال الإعلامي (أحمد نور) لأورينت نت، إن كلاً من حركتيّ "الزنكي" و"أحرار الشام" قد خبرتا تكتيك "تحرير الشام" بعد قتالها لهما سابقاً، فأولى أسباب تراجع الهيئة أمامهما هو توحدهم بفصيلٍ واحد، والسبب الثاني هو التفكك الذي شهدته الهيئة خلال الآونة الأخيرة في صفوفها وعزوف الكثير من المقاتلين عن المشاركة في الاقتتال الأخير.

 وأشار (نور) إلى أن النهضة الشعبيّة التي لم تكن بحسبان "تحرير الشام" بسبب ممارساتها، وبسبب معركة شرق سكّة الحديد والانسحابات التي حصلت من عشرات القرى ومعاناة أهالي تلك المنطقة، جعل هؤلاء ينهضون ضد الهيئة مع أول عملية استهداف لفصيل ما ويقولون كلمتهم رافضين ممارساتها.

في حين رأى مدير وكالة "حق" الإخبارية (عبدالرزاق سلطان) إن الحاضنة الشعبية هي أساس قوة أي فصيل ثوري. وأكد في حديث لأورينت أن "تحرير الشام فقدت الغالبية العظمى من حاضنتها الشعبية، وهذا تجلّى بحالة الغليان والمظاهرات التي عمّت بلدات وقرى عديدة ليس حبّاً بجبهة تحرير سوريا وإنما كرهاً ببعض ممارسات الهيئة".

وأضاف (سلطان) "جميع الفصائل لم تلبّ تطلعات الشعب بالمناطق المحررة, ومن بين هذه الفصائل كانت هيئة تحرير الشام التي تعتبر هي الحاكم الفعلي للشمال السوري، وهذا كان سبباً بلفظ هذه الفصائل والسعي فوراً لتحييد البلدات من قبل أهلها وعدم السماح لهم بدخول بلداتهم".

في المقابل، قال (أبو جمال) عنصر سابق في "تحرير الشام" لأورينت نت، إن "الهيئة فوجئت بفرض الاقتتال عليها مع جبهة تحرير سوريا بهذا التوقيت الذي لم تكن تتوقعه ولم تُهيّئ عناصرها له، وكذلك حالات الاحتقان بين المدنيين لأيّ اقتتال بين الفصائل بعد خسارة شرق محافظة إدلب والذي سبب ضغطاً كبيراً على الهيئة فتراجعت عن بعض النقاط وأخلت بعض المناطق، ولكن هذا لن يدوم طويلاً لأن المعركة هذه المرة معركة بقاء أو فناء لمشروعيّ تحرير الشام وتحرير سوريا، وأعتقد أنّ المعركة الحقيقية ستبدأ بردّة فعل قريبة من الهيئة لتسترجع ما خسرته".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات