هكذا تمكن "فيلق الشام" من فرض هدنة بين "تحرير الشام" و"تحرير سوريا"

هكذا تمكن "فيلق الشام" من فرض هدنة بين "تحرير الشام" و"تحرير سوريا"
أعلن المسؤول الشرعي في فصيل "فيلق الشام" (عمر حذيفة) عن توصلهم لاتفاق وقف إطلاق نار بين هيئة "تحرير الشام" وجبهة "تحرير سوريا" لمدة يومين قابلة للتمديد، مع وقف شامل لكل المهاترات الإعلامية و العمليات العسكرية من أجل التوصل لصيغة حل شاملة بين الفصائل.

وبعد الجلسات المتتالية بين جبهة "تحرير سوريا" و"صقور الشام" من جهة وهيئة "تحرير الشام" من جهة أخرى، توصَّل فيها الطرفان الى إعلان هدنة بينهما بشكل مبدئي لمدة 48 ساعة، بدأت من الساعة الثامنة من صباح (الجمعة) وتنتهي في الساعة الثامنة من صباح يوم (الأحد) بتاريخ 11/3/2018، تُبحث في هذه الفترة بعضُ الملفات المعيقة لوقف إطلاق النار في جلسة مشتركة برعاية "فيلق الشام".

ويقول (خالد أبو عمار) وهو مقاتل ضمن غرفة عملية "دحر الغزاة" التي تضم فصائل "فيلق الشام" و"جيش الأحرار" و"أحرار الشام" و"جيش النصر"، إن "فيلق الشام استطاع بعد مشاورات طويلة ومكثفة بين جبهة تحرير سوريا وهيئة تحرير الشام إزالة العقبات بين الطرفين بعد الشروط التي وضعوها من أجل وقف النار، حيث تم فرض هدنة لمدة يومين قابلة للتمديد من أجل إنهاء الاقتتال بشكل تام".

وأضاف لأورينت نت،  أنه بعد انتهاء الهدنة سيتم إنهاء الخلاف والتوصل لاتفاق يتضمن كل الأمور في المناطق المحررة وإعادة الحقوق لكل فصيل مع وضع آليات صارمة من أجل عدم التعدي من قبل فصيل على آخر في ظل المعارك التي أدت إلى خسائر جسيمة في صفوف الطرفين والمدنيين.

وأشار  (أبو عمار) إلى أن  "تحرير سوريا" و"تحرير الشام" التزمتا بشكل كبير بالهدنة حيث لم يسجل حتى الآن أي خروقات من قبل الطرفين من حيث إطلاق النار أو المداهمات، وقال "هذا الأمر يساعد بشكل كبير في إنهاء الخلافات ووقف الاقتتال بشكل نهائي".

وكان "فيلق الشام" قدم مبادرة حل على الفصائل والتي تقضي كمرحلة أولى مستعجلة بوقف إطلاق النار فوراً وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى من كلا الطرفين  وفتح الطرق وإزالة السواتر الترابية منها وتسهيل وصول المقاتلين إلى نقاط رباطهم على النظام بالإضافة إلى عدم المداهمات والملاحقات الأمنية لأي عنصر من عناصر الطرفين بين بعضهما.

ويقول الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية (عبد الخالق محمد) لأورينت نت إن "هيئة تحرير الشام حاولت أن يكون الاتفاق مع الأحرار والصقور عن وقف إطلاق نار مع تحييد مناطق الزنكي عن الاتفاق من أجل الاستفراد بها والقضاء عليها بعد عجزها القضاء على الفصائل مجتمعة، وهذا ما رفضته جبهة تحرير سوريا باعتبار حركة نور الدين زنكي أحد فصائلها". 

وأضاف بأن المعركة بين الطرفين أصبحت متكافئة ولا يمكن لفصيل الانتصار عن الأخر خصوصا بعد اتحاد ثلاث فصائل في جبهة "تحرير سوريا" وانفصال فصائل عن هيئة "تحرير الشام" أبرزها "نور الدين زنكي" و"جيش الأحرار" و"جيش البادية" حيث لم تعد تستطيع القضاء على الفصائل بسهولة.

مشيرا إلى أن الطرفين أدركوا بأن معركتهم معركة استنزاف ولا يمكن لطرف الانتصار على الآخر لذا فإن هدنة "فيلق الشام" هي بمثابة مقدمة للتسوية بين الفصائل من خلال اتفاق يتضمن عدم انفراد فصيل واحد بالحكم.

وقد اتخذ "فيلق الشام" و"جيش الأحرار" وفصائل الجيش الحر موقفا محايدا من الاقتتال الحاصل بين الفصائل وتم دعوتهم عبر بيانات رسمية إلى إيقاف القتال وحقن الدماء وإرسال قواتهم إلى الجبهات بعد سحب مقاتليهم من الجبهات.

ويقول الناشط الصحفي (محمد الحسن) لأورينت نت إن "الفصائل المحايدة قامت بسد الفراغ على جبهات النظام بعد انسحاب مقاتلي هيئة تحرير الشام وتحرير سوريا على نقاط رباط ريف حلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، حيث استلم فيلق الشام لوحده عشرات النقاط التي أخلتها الفصائل المقتتلة".

وأوضح أن 5000 مقاتل أصبحوا يتبدلون بنوبات الرباط في كل دفعة، بسبب نقص المقاتلين الذي يقاتلون بعضهم حيث أن الهدنة بين الطرفين ستؤدي إلى تعزيز نقاط المقاتلين على الجبهات وعدم فتح ثغرة للنظام في الجبهات.

ويشير (الحسن) إلى أن تواصل القتال سيؤدي إلى مزيد من الاستنزاف بين تلك الأطراف وخصوصا بعد دخول القتال مرحلة خطيرة وهو تدمير الدبابات التي يحتاجها المقاتلون لصد أي محاولة تقدم للنظام في المستقبل، حيث وصل عدد الآليات المدمرة أكثر 7 آليات في ريف حلب الغربي وهو ما تطلب حلا سريعا لهذا الاقتتال.

يذكر بأن عدد من الشرعيين والوجهاء و"حكومة الإنقاذ" تقدموا بمبادرات من أجل وقف القتال بين الفصائل ولكن جميع تلك المبادرات فشلت، وتعتبر مبادرة "فيلق الشام" هي المبادرة الأولى التي يتم التوافق عليها من قبل الطرفين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات