سوريون ترهقهم إجراءات دفن موتاهم في ألمانيا.. هذه الصعوبات والتكاليف

سوريون ترهقهم إجراءات دفن موتاهم في ألمانيا.. هذه الصعوبات والتكاليف
تعتبر إجراءات دفن الموتى في ألمانيا عملاً شاقاً بالنسبة للاجئين السوريين، فالكثير من الترتيبات والتكاليف المالية وحتى الضرائب، والذي من شأنه أن يرهق ذوي المتوفى.

انقطع "أحمد" عن الاتصال بالانترنت، وتقطّعت بأهله السبُل في الحصول على أي معلومات عنه، وهو الشاب السوري اللاجئ في ألمانيا منذ سنوات، أيام قليلة، يتّصل "البوليس" بأحد أصدقائه ويطلب حضوره على الفور، ليكتشف صديقه أنّ أحمد متوفى في المنزل منذ عدّة أيام، بذبحة قلبية.

إجراءات دفن الموتى

يقول "محمد الشايب" صديق أحمد، والذي شارك في مراسم الدفن التي جرت في إحدى المدن الألمانية: "إجراءات دفن الموتى هنا في ألمانيا، أمر غاية في الصعوبة، خصوصاً وإن كان المتوفى مسلماً، حيث إنّ الطقوس الإسلامية، من الصعب إجراؤها للمتوفى، كما أنّ التكاليف المالية باهظة جدّاً".

ولا تسمح أغلب الدول الأوروبية بدفن الموتى على الطريقة الإسلامية، ففي ألمانيا ترى جمعيات بيئية مناهضة للدفن بالكفن أن التابوت ضرورة ملحّة، إلا أن بعض الولايات في ألمانيا سنّت قوانين تسمح للمسلمين بالدفن حسب الشريعة الإسلامية.

تمكّن أخيراً أصدقاء الشاب "أحمد الموسى" من جمع مبلغ (6 آلاف يورو) بالتعاون مع جمعية تركية، وتكفّلوا بإجراءات الدفن، بعد طول جدال، عن إمكانية دفنه بلا تابوت، بناءً على رغبة أهله في ريف إدلب، وعملاً بالشريعة الإسلامية.

"الشايب" قال في هذا الصدد: "كان أهل المتوفّى يتّصلون بنا كل لحظة، وأحمد في المستشفى بقي قرابة عشرة أيام، ننتظر البدء بإجراءات الدفن، وعندما تأكّدنا بأنهم سيسمحون لنا بدفنه على الطريقة الإسلامية، أخبرنا أهله بذلك، وتسلّمنا الجثّة عندما تأكد الفريق الطبي الذي شرّحها بأن الموت طبيعياً".

تكاليف الدفن

"أبو صبحي" رجُل من بلدة المتوفى، رأى أنه من الضروري أن يتكاتف جميع السوريين لإجراء الدفن كما يحدث في سوريا، فهذا من شأنه أن يُرِيح قلب أم المتوفى التي تقيم في سوريا، فاتصل على أكبر عدد من السوريين ليحضروا الدفن، كما وصوّر الجنازة والدفن عبر البثّ المباشر في فيسبوك، ليتأكد أهل المتوفّى بأن كل شيء جرى حسب الشريعة الإسلامية.

يقول "أبو صبحي": "الحادثة أثّرت في نفسي كثيراً، وهي أن تموتَ غريباً، ولا أحد من أهلك حولك، وفي بلاد لا تتوقّعها، وفعلنا كلّ ما بوسعنا لنقيمَ طقوس الجنازة والدفن، والعزاء وفق الطريقة الإسلامية المتعارف عليها لدى المجتمع المسلم في سوريا".

وحول التكاليف التقريبية، لإجراءات الجنازة والدفن، فإنها تبدأ من 2500 يورو، وتشمل (نقل المتوفى من البيت والغسيل والكفن والتابوت) بالإضافة إلى ثمن القبر والذي يقدّر بحوالي 900 يورو، كما أنّ إنهاء المعاملات والأوراق الرسمية والضرائب تقدّر بـ300 يورو.

يقول أحد السوريين في ألمانيا، إن بعض المسلمين السوريين أو العرب بشكل عام، وهمّ قلّة قليلة يرغبون بأنواع خاصة من إجراءات الدفن، وهي غالية الثمن، حيث يختارون كفناً فاخراً، وعطور وطيْبٌ وكافور.

وأشار إلى أنّ التابوت العادي يكلّف 500 يورو، بينما التابوت الفاخر قد يصل حتى 5000 يورو أو أكثر، بالإضافة إلى شواهد القبور من الرخام والغرانيت، والتي يبدأ سعرها بـ1500 يورو، فما فوق.

لابدّ من الإشارة أخيراً إلى أن أقدم قبر، لم يندثر، لمسلم في ألمانيا يعود لعام 1689، وفق ما ذكرت وسائل إعلام ألمانية. كما أن الإحصائيات تشير إلى أن عدد المسلمين في ألمانيا يبلغ حوالي أربعة ملايين شخص.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات