جامعة حلب.. متجر لـ"جني المال" بيد سماسرة "الاتحاد الوطني"!

جامعة حلب.. متجر لـ"جني المال" بيد سماسرة "الاتحاد الوطني"!
كشف العلامات بنصف مليون، وسحب مصدقة التخرج بمليون ليرة سورية"، لا مستحيل في جامعة حلب؛ فنجاح طالب في مادة ما بات أمراً ممكناً بمساعدة من الموظفين في دوائر الامتحانات لقاء دفع مبالغ مالية، بينما يستلم زمام جلب الطلاب المحتاجين لمثل هذه الخدمات الغير قانونية وسطاء من "الاتحاد الوطني لطلبة سوريا" المرتبطين بأجهزة أمن النظام.

وحصلت العديد من عمليات التزوير لقاء مبالغ مالية خيالية لطلاب تعاملوا مع هؤلاء الوسطاء للوصول لموظفين يقبلون بتنفيذ هذه الأعمال ضمن أقسام جامعة حلب.

تمكن الشاب "علي، أ" البالغ من العمر 29 عاما، من الحصول على مصدقته الجامعية، مقابل دفع ما يقارب مليون ليرة سورية (2000 دولار أمريكي) مقابل ذلك. ويقول لأورينت نت "شاركت في المظاهرات بحلب ومن المرجح أنني مطلوب للنظام لكنني لم أتأكد من ذلك، وعندما خرجت من حلب كنت قد استكملت دراستي الجامعية في 2012، ولكنني لم أحصل على مصدقة التخرج، وبعد مرور وقت أدركت حاجتي للمصدقة من أجل إكمال الدراسات العليا".

سماسرة الاتحاد الوطني

ويوضح ما حصل معه قائلا "عن طريق صديق لي تواصلت مع أحد سماسرة الاتحاد الوطني لطلبة سوريا الذين يعملون في مجال تأمين الأوراق الجامعية، وطلب في البداية مبلغ 850 ألف ليرة سورية بين تكاليف استخراج شهادتي الجامعية والوكالة ومصاريف أخرى".

ويتابع "بالفعل حولّت له المبلغ كاملاً بكفالة صديقي وبعد مرور نحو عشرة أيام، أكد لي أن المصدقة أصبحت لديه، وطلب مبلغا إضافيا لإرسالها لي، الأمر بكل تفاصيله كلفني مليون ليرة سورية".

بدوره، يقول الطالب في كلية الآداب بجامعة حلب "جميع الطلاب حاليا يعرفون أن سماسرة الاتحاد الوطني لطلبة سوريا يمكنهم أن يرفّعوا لك أي مادة، لقاء دفع 250 ألف ليرة سورية".

المستحيل سهلا!

نقل أوراق الجامعة لأخرى، استخراج كشف علامات، ترفيع مواد، تقديم امتحان عن الغير، شراء الأسئلة، والكثير من الحيل التي يتم ممارساتها من سماسرة الاتحاد الوطني الذين بغالبيتهم من الطلاب الجامعيين.

ويتابع سامر حديثه بالقول "المحسوبيات والغش والرشاوى، أمر من الطبيعي أن يحصل في جامعة حلب، خاصة أن الفوضى تنتشر في منطقة الجامعة وعناصر الجيش يكادون لا يفارقونها، فيما وضعوا لجانا أمنية تجول ليل نهار في الجامعة".

ويضيف سامر "اعتدنا على انتشار هؤلاء قبل الثورة السورية في جامعة حلب، فالأمر ليس بجديد، لكن في السابق كانت تتم إدارته بشكل سري، أما اليوم فبات على العلن".

وعن أكثر الأمور التي يلجأ إليها سماسرة الاتحاد الوطني لربح المزيد من المال هي الكذب على الطالب الذي يحتاج استخراج وثيقة ما، كأن يقول إن الموظف طلب مبلغاً أكبر بسبب المسؤولية الحساسة التي قد تكون خطراً على وظيفته أو يقول إن المال وصل للموظف وبات الأمر خارج عن إرادته، وهذه من طرق الاحتيال الكثيرة، حسب ما يؤكده سامر.

ولم تعد جامعة حلب كما كانت عليه في السابق؛ فنسبة الإناث تضاعف نسبة الذكور، كما في كل الجامعات السورية، جراء الهروب من التجنيد الإجباري أو معارضة النظام، وبات العديد منهم مهاجراً في دول أوروبا والدول المجاورة لسوريا، وتمكن عدد كبير من إكمال دراسته في جامعات جديدة لكن البعض منهم عانوا من تأمين أوراقهم الثبوتية قبل تسجيلهم بجامعة أخرى.

وشارك "الاتحاد الوطني لطلبة سوريا" -الذي يرأسه عمار ساعاتي المقرب من ماهر الأسد- في قمع المظاهرات في الجامعات السورية، واعتقال الطلاب المعارضين للنظام والوشاية وكتابة التقارير بزملائهم، حتى بات أشبه بفرع أمني داخل الجامعات، وخاصة في جامعة حلب التي شهدت حراكا طلابيا واسعا ومظاهرات هتفت للحرية وإسقاط الأسد، حتى أطلق عليها "جامعة الثورة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات