في الذكرى السابعة للثورة السورية.. محللون: هذه الأخطاء التي ارتكبتها المعارضة

في الذكرى السابعة للثورة السورية.. محللون: هذه الأخطاء التي ارتكبتها المعارضة
دخلت الثورة السورية عامها الثامن ضد نظام الأسد، في ظل تشتّت وانقسام في جسم المعارضة السياسية، في وقت يرى محللون أن المعارضة ما تزال تملك أوراقاً رابحة قادرة على تضييق الخناق أكثر على نظام الأسد الذي أصبح كما يرون عبارة عن ميليشيا تابعة لإيران وروسيا يمكن إزاحتها متى شاؤوا، ولا سيّما أن النظام دفع بسوريا نحو التقسيم الذي وجد فيه سُترة النجاة الوحيدة.

ماهو وضع الثورة السورية اليوم سياسياً؟

قال الباحث السياسي التركي (باكير أتاجان) في حوار مع الأورينت نت، إن المجتمع الدولي يريد تقسيم سوريا إلى دويلات بما فيها الولايات المتحدة وروسيا وإيران وبريطانيا وفرنسا. وبالتالي فإن جنيف واحد إلى جنيف 9 هي ليست مؤتمرا للحل في سوريا وإنما مؤامرة، وكذلك فيينا وأستانا وسوتشي كلها مؤتمرات مؤامرة وجميعها لا تسعى للحل في سوريا. 

ماذا على المعارضة السورية أن تفعل؟

يجيب (أتاجان) إن على المعارضة السورية بناء ندّية قائمة على الكفاءات وليس المحسوبيات، لكن في الوقت الحالي لا يمكن للمعارضة تشكيل جسم جديد بسبب الانقسامات التي حصلت وكثرة المنصات فهذا يتبع لموسكو، وهذا للقاهرة، والأردن، والسعودية، وتركيا، لكن لا أرى في المستقبل البعيد قدرة للمعارضة على إيجاد الحل في ظل عدم وجود المحسوبيات داخلها، حسب تعبيره.

هل يحاول المجتمع الدولي إعادة تعويم الأسد من جديد؟

يُقدم الباحث السياسي التركي الإجابة على السؤال بـ "نعم هذا الذي يجري"، معتبراً أن "بقاء الأسد فيه حماية لمصالح الدول التي ذكرتها آنفاً، ولأن وجود بديل للأسد يتعارض مع مصالح تلك الدول". إضافة إلى حالة الانقسامات السياسية والعسكرية بين المعارضة، وبالتالي باتت المعارضة بشقّيها تضرب بعضها البعض وليس فقط العدو المشترك".

هل هناك صراع روسي أمريكي في سوريا ولمن الغلبة؟

الباحث السياسي  (أتاجان) يعتقد أن "هناك فقط صراعا أمريكيا أمريكيا في سوريا بامتياز، وأن روسيا خارج اللعبة في سوريا، والدليل انقسام الغرب على نفسه، فضلاً من أن الولايات المتحدة كذلك منقسمة، فوزارة الدفاع (البنتاغون) تريد شيء، والبيت الأبيض الذي يحكم بشكل خارجي يريد شيء آخرى، (فالبنتاغون) يريد السيطرة على الشرق الأوسط من خلال تقسيم سوريا كخطوة أولى بالتحالف مع إسرائيل، فيما البيت الأبيض والخارجية يريدان تقاسم سوريا مع بقية الأطراف الأخرى".

بعد سبع سنوات من الثورة السورية كيف تقيّم وضعها سياسياً؟

يُجيب الكاتب والمحلل السياسي (عمر كوش) في حوار مع الأورينت نت، إنه "على المستوى السياسي لم يتحقق أي شيء، فالمفاوضات التي دخلنا بها طوال أكثر من عام سواء في جنيف أو أستانا أو فيينا لم تُجد أي شيء ولم يحصل فيها أي تقدم، لأن النظام كان متمسكاً بالحل العسكري، وكان يُسوّف الأمور عندما يذهب إلى أي جولة مفاوضات".

المعارضة قدّمت تنازلات كبيرة

ويضيف (كوش) أن "هيئات المعارضة قدّمت تنازلات كبيرة مقابل لا شيء، وأن أكبر تنازل حصل في (مؤتمر الرياض2) هو ضم منصتي موسكو والقاهرة ونحن نعلم أن منصة موسكو لا تعترف بالثورة وهي ضدها وهي أقرب للنظام كونها تعيش في حضن روسيا، وخاصة أن الأخيرة هي عدوة الشعب السوري، والتي تمثّل قوة احتلال، هذا فضلاً عن ذهاب رئيس منصة موسكو (قدري جميل) مؤخراً إلى طهران، وكان في أحضان الملالي، وبالتالي كيف يمكن لأعضاء هيئة التفاوض اعتبار أعضاء هذين المنصتين (موسكو- القاهرة) هم معارضين".

تمييع مفهوم المعارضة

وشدّد الكاتب والمحلل السياسي على أنه "جرى تمييع مفهوم المعارضة، فالمعارضة هي أن تكون ضد النظام وضد كل من يقف إلى جانبه، وبالتالي تم بوجود أعضاء من الائتلاف وهيئة التنسيق وغيرها من التشكيلات السياسية ضم تلك المنصتين، وبالتالي فإن هناك على المستوى السياسي خسارة كبيرة قدمت سواء من الائتلاف أوهيئة التفاوض مقابل لا شيء، وحتى جماعة الأستانا الذين ذهبوا لاتفاقات "خفض التصعيد" وهم يعلموا أن النظام لا يحترم تلك المناطق وبالتالي جرى الاستفراد بالغوطة الشرقية مقابل تبريد باقي الجبهات نتيجة هذه الاتفاقات، وهذا ما انعكس على الأرض، وبالتالي عندما نبرد جبهات معينة والنظام يهاجم مع الروس والإيرانيين مناطق بعينها، وهذا يعني أن هناك على المستوى العسكري أيضاً خسارات".

وسائل استمرار الثورة السورية

ولفت (كوش) إلى أنه "إذا كان للثورة السورية خسائر عسكرية، فإنها يمكن أن تستمر بوسائل أخرى، وهي بالأصل لم تكن عسكرية بل ثورة أُناس سلميين خرجوا بصدورهم العارية لمواجهة قوات الأمن، والوسائل كثيرة سواء على المستوى المدني والحراك الجماهيري في دول المهجر، كما إنه لا يمكن التعويل على المجتمع الدولي، فالغوطة أكبر مثال أمامنا لحرب الإبادة، وبالتالي فإن المجتمع الدولي غير قادر على تطبيق القرار 2401 بفرض هدنة لمدة شهر في سوريا وإطلاق النار ، ولكن في النهاية إذا تخلى المجتمع الدولي عن السوريين يعني يجب أن نتعلم من هذا الدرس ونعتمد على انفسنا"، وفق تعبيره.

ماذا على المعارضة السورية أن تفعله الآن؟

يجيب (كوش) أنه "أبسط شيء يمكن أن تفعله المعارضة السورية هو طرد منصتي موسكو والقاهرة من هيئة التفاوض، ثانياً يجب على جماعة الأستانا التخلي عن هذا المسار الذي يعد مسار روسي بامتياز، وبالتالي يجب أن تعود هذه المعارضة إلى الناس إلى الثوار والحاضنة الاجتماعية ولا تذهب مذاهب الروس والإيرانيين، فكيف نرضى للروس والإيرانيين الذين يقتلون شعبنا أن يكونوا ضامنين لاتفاقات ونوقع معهم وهذا ما يتعارض مع مبادئ الثورة السورية".

هل بقي لجنيف روح أو أمل للسوريين؟

"طبعاً لا"، ويوضح (عمر كوش) أن "كل جولات التفاوض لم يحصل فيها تفاوض حقيقي، كما أن النظام لم يعترف أصلاً بالمعارضة، إذ أن نظام الأسد يذهب غير معترفاً لا بالمعارضة ولا بالمسارات الدولية، بل يذهب فقط للاستعراض والتحدث عن الإرهاب وهو منبعه، لذلك كانت المفاوضات في جنيف لا جدوى منها، ولم تحقق أي نتيجة ولم تخرج أي معتقل واحد"نوفق قوله.

ماذا يمتلك النظام اليوم من أوراق رابحة؟

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي (عمر كوش) أن "النظام هو عبارة عن ميليشيا تابعة لإيران وروسيا، فما تريده الأخيرتان تفرضه على النظام، وبالتالي نظام الأسد أصبح صورة لاحتلالين روسي وإيراني، إضافة إلى وجود مناطق نفوذ أمريكية في المنطقة الشرقية، وأيضاً في التنف بالجنوب، وبالتالي أصبحت سوريا مناطق نفوذ تتقاسمها الدول الإقليمية والدولية، وعليه فإن النظام أصبح صورة باهتة بإمكان روسيا وإيران ازاحت بشار الأسد كالذبابة عن المائدة"، وفق تعبيره.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات