ما الهدف من الحشود العسكرية الأمريكية في حقل العمر النفطي؟

ما الهدف من الحشود العسكرية الأمريكية في حقل العمر النفطي؟
في وقت كشف فيه نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، (ألكسندر فينيديكتوف)، أن الولايات المتحدة أنشأت نحو 20 قاعدة عسكرية في المناطق الخاضعة لسيطرة "الوحدات الكردية" في سوريا، أفادت تقارير إعلامية بأن أمريكا بدأت بتعزيز قاعدة عسكرية جديدة متقدمة في حقل العمر النفطي شرقي دير الزور ، في خطوة رأها محلّلون مؤشراً على تحضير التحالف الدولي لهجوم عسكري على مناطق نظام الأسد في الضفة الأخرى من نهر الفرات (شامية) بهدف قطع الهلال الشيعي الإيراني في المنطقة بشكل نهائي، ولا سيما أن واشنطن أنشأت قاعدة عسكرية لها بين منطقة البوكمال وحصيبة في القائم العراقية.

تحرك أمريكي مرتقب

ويؤكد العميد والمحلل العسكري (حاتم الراوي) في تصريح لأورينت نت، أن الهدف من زيادة الحشود العسكرية الأمريكية في حقل العمر النفطي الخاضع لسيطرة ميليشيات قسد، هو "جعل حقلي كونيكو والعمر قاعدة انطلاق باتجاه الضفة اليمنى من نهر الفرات الخاضعة لسيطرة النظام، وأن أيام تفصلنا عن التحرك الأمريكي عبر قسد، لأن النظام بدأ بسحب معظم قواته النظامية من البوكمال والميادين باتجاه ديرالزور المدينة، ولم تبق في تلك المناطق سوى الميليشيات الشيعية وقوات الدفاع الوطني".

قطع الهلال الشيعي

وأشار العميد والمحلل العسكري إلى أن "الولايات المتحدة بدأت تلّمح إلى أن المنطقة من البوكمال إلى تدمر وما يقابلها من التنف في جنوب سوريا ستكون لها، وأن الهدف من ذلك هو قطع الهلال الشيعي بشكل نهائي، ومنع وجود أي ثغرة قد تتسلل منها إيران وتصنع منها ممر لها"، مشيراً إلى أن "النظام غير قادر على الوقوف في وجه أمريكا، وبالتالي لن يجرأ على المقاومة في الضفة اليمنى من نهر الفرات، وأنه من الممكن أن يتم العبور بدون قتال، هذا فضلاً من أن غاية الولايات المتحدة هو مد يدها على ما تبقى من النفط والغاز في المنطقة علماً أن النصيب الأكبر من الثروات هو في الضفة اليسرى".

عبور نهر الفرات

ولفت (الراوي) إلى أن النظام حاول أكثر من مرة التقدم باتجاه حقل العمر النفطي، إلا أنها كانت جميعها ضعيفة وعبارة عن جس نبض وخاصة بعد الضربة الأمريكية التي تلقاها النظام في حقل كونيكو مؤخراً"، موضحاً "أن المعدات العسكرية الأمريكية وصلت حقلي كونيكو والعمر كونها محصنة ومحمية، وحتى أن الجسور التي تسعى الولايات المتحدة لعبور نهر الفرات تم تجهيزها في حقل كونيكو للتوجه باتجاه الضفة اليمنى(الشامية) المتصلة أيضاً مع العراق، ولا سيما أنه جرى قطع الطريق على النظام بسبب إنشاء أمريكا قاعدة عسكرية بين منطقة حصيبة والبوكمال في القائم العراقية".

وحول مدى قدرة النظام على مقاومة الهجوم الأمريكي أوضح (الراوي) أن "النظام بالنهاية إذا استقتل في القتال فهو بسبب مطار ديرالزور العسكري، ولكن وارد جداً أن يتم إخراج النظام من المنطقة كونه لم يعد له أطماع بالمنطقة وبالتالي لا تعود المغامرة تغطي العائد، كونه أفلس من الضفة اليمنى من البوكمال للميادين، وبالتالي لم يعد أي أهمية لوجوده في ديرالزور".

الدلائل تشير إلى عمل عسكري

بدوره أوضح (صهيب الجابر) صحفي في شبكة (فرات بوست)، في تصريح لأورينت نت، أن "كل الدلائل تشير إلى عمل عسكري محتمل ضد النظام ولا سيما أن الأمريكان ألقوا خلال الأيام الماضية منشورات على ضفة نهر الفرات (الجزيرة) تنبّه المدنيين من عدم الاقتراب من نقاط داعش، وفي الضفة الأخرى (الشامية) كانت المنشورات تأمر عناصر النظام بالانسحاب من المنطقة".

وأضاف (الجابر) أن "الأمريكان استقدموا تعزيزات عسكرية طوال الفترة الماضية من قاعدة الشدادي ورميلان في الحسكة باتجاه حقل العمر الذي جرى تحويله إلى قاعدة عسكرية عقب سيطرة قسد عليه من تنظيم داعش، وحالياً تجري عمليات الترميم بسبب الأضرار التي تعرض لها الحقل خلال معركة السيطرة عليه".

وأشار إلى أن "التحالف استبدل عناصر قسد وبي كي كي المتواجدين داخل حقل  العمر بجنود أمريكيين، وأرسلهم إلى خط الاشتباك الأول مع النظام في منطقة الطابية، كما أدخل التحالف إلى الحقل قواعد صواريخ، أمّن فيها محيطه من داعش الذي أصبح بعيداً جداً عنه".

ولفت  (صهيب الجابر) إلى أن النظام يريد أن يكون في موقف الهجوم وليس الدفاع للضربات المحتملة لأن كل ما يقوم به التحالف هو ضربات دفاعية وليست هجومية، لذلك فإن التحالف الدولي قام مؤخراً بضرب النظام حينما حاول التقدم على نقطة شرق الفرات،  هذا فضلاً من أن النظام لم ينجح في أي محاولات التقدم على الضفة اليسرى من النهر".

وتتقاسم قوات نظام الأسد والميليشيات الأجنبية بدعم روسي وميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية/قسد" مدعومة من التحالف الدولي السيطرة على محافظة دير الزور في حين ينتشر تنظيم داعش في مناطق صغيرة شرقي المحافظة.

يشار إلى أن قوات النظام والميليشيات الإيرانية وبغطاء من الطيران الروسي، قد بسطت سيطرتها على دير الزور والعشرات من مدن وبلدات وقرى الريف الشرقي الواقعة على الضفة الجنوبية الغربية من نهر الفرات (الشامية) مطلع شهر تشرين الثاني من العام الفائت 2017، حيث فر مئات آلاف المدنيين، جراء المعارك الدائرة في المنطقة، وخوفاً من الإبادة على يد هذه الميليشيات والتي بدأت بسرقة منظمة لممتلكاتهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات