أسباب دخول الرتل التركي إلى ريف حماة.. ما الأهمية الاستراتيجية للمنطقة؟

أسباب دخول الرتل التركي إلى ريف حماة.. ما الأهمية الاستراتيجية للمنطقة؟
بدأت عدد من الآليات تحمل ضباطاً وجنوداً أتراك بمرافقة الجيش السوري الحر الأسبوع الحالي باستطلاع عدد من المناطق في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي ومنطقة سهل الغاب، حيث قام الوفد التركي باستطلاع مناطق واسعة شملت عدداً من التلال في أول مرة يتم استطلاع مناطق بريف حماة من قبل الأتراك في نية لنشر نقاط مراقبة فيها.

 ورجح عدد من الناشطين في ريف حماة الشمالي أن يكون هذا الإجراء التركي من أجل  قطع للطريق على محاولة لقوات النظام و القوات الروسية في التقدم باتجاه المناطق المحررة، خصوصاً بعد تصريح مسؤول روسي كبير عن نيتهم التقدم باتجاه مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي وجسر الشغور بريف إدلب الغربي.

الأهمية الاستراتيجية للمنطقة

ويقول الناشط الصحفي من ريف حماة الشمالي فياض أبو راس لأورينت نت بأن الوفد التركي استطلع منطقة تل عاس مروراً ببلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي، من ثم انتقل إلى معسكر الخزانات في مدينة خان شيخون وبعد الانتهاء من ريف إدلب، انتقل إلى منطقة ريف حماة الشمالي إلى مدينة كفرزيتا  وتلة الصياد والمصاصنة وتل سكيك.

ويضيف بأن الأهمية الإستراتيجية للمناطق التي زارها الوفد التركي بأنها متاخمة لقوات النظام في حلفايا والحماميات وكرناز وبلدة سكيك، حيث إن انتشار نقاط المراقبة سيمنع قوات النظام من استهداف هذه المناطق ويقطع الطريق على القوات الروسية في التفكير في السيطرة على ريف حماة الشمالي.

ويشير إلى أنه من المتوقع أن يتم انتشار نقاط تركية في معسكر الخزانات في مدينة خان شيخون وعلى أطراف تل سكيك وتل فاس بالقرب من مدينة حلفايا التي تقع سيطرة قوات النظام، بالإضافة إلى نقطتي مراقبة بالقرب من بلدة الحماميات التي تعد معسكراً للشبيحة، وفي بلدة الصخر التي تقع تحت سيطرة الثوار.

تهديدات روسية

وقد وسع الوفد التركي نقاط استطلاعه حيث شمل منطقة سهل الغاب في ريف حماة، حيث قام باستطلاع عدد من المناطق منها منطقة التنمية  في بلدة الزيارة والتي سيتم نشر نقطة مراقبة فيها، ويأتي هذا الأمر بعد تهديدات روسية سابقة لأهالي قلعة المضيق وسهل الغاب بالتقدم إلى مناطقهم في حال لم يتم السماح لقوات النظام بالدخول لهذه المناطق سلمياً.

ويقول الخبير في الشؤون التركية محمد الإسماعيل بأنه مع دخول الوفود التركية إلى كل هذه المناطق، أي أنها أصبحت بشكل تلقائي تحت الحماية التركية، ولم يعد من الممكن لروسيا أو قوات النظام بالتفكير بالتقدم نحو هذه المناطق وخصوصاً بعد انتشار أرتال تركية في عدد من المواقع الاستراتيجية في ريف حماة الشمالي وسهل الغاب قريباً.

ويضيف بأن التصريحات الروسية السابقة عن نيتهم التقدم باتجاه سهل الغاب وجسر الشغور ومعرة النعمان هو عملية ابتزاز لتركيا من أجل الإسراع بتطبيق قرارات مؤتمر أستانا وإكمال انتشار نقاط المراقبة التركية، والتي تأخر انتشارها بسبب المعارك بين الفصائل المتقاتلة في ريف إدلب وعدم الانتهاء من معركة عفرين.

مناطق انتشار الجيش التركي

ويشير إلى أنه بعد الانتهاء من العمليات الأمنية في مدينة عفرين من أجل تأمينها من اختراقات الوحدات الكردية ستقوم بنشر الأرتال التركية في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب ومن ثم لتشمل منطقة جسر الشغور والساحل السوري، والذي يعد بعداً استراتيجياً لتركيا لأنه تقطن فيه الأقلية التركمانية المعارضة للنظام.

من جهة أخرى لا يعتقد الناشط الإعلامي عبد الكريم الجود أن يتم انتشار النقاط التركية في ريف حماة الشمالي بسهولة لأنها قريبة من المناطق الموالية للنظام، وهذا الأمر لن يؤمن لقوات النظام والشبيحة الأمان لأنه لن يبعد الخطر عن قراهم لذا فإنه ستكون هناك عراقيل بوجه القوات التركية ربما بقصف الأرتال التركية كما حصل بالعيس.

وينوه إلى أن دخول الأرتال التركية إلى ريف حماة الشمالي سيؤدي إلى عودة 200 ألف نازح على الأقل كانوا قد غادروا قراهم بسبب القصف المكثف الشبه يومي من قبل مدفعية وطائرات النظام، خصوصاً على مناطق اللطامنة وكفرزيتا ولطمين والتمانعة.

يذكر بأن عدد من الارتال التركية انتشرت في وقت سابق في عدد من المناطق المحررة في عدد من النقاط في ريف إدلب وحلب منها منقطة الصرمان وتل الطوقان في إدلب ومنطقة صلوة وعندان والعيس في ريف حلب حيث إن الانتشار التركي في ريف حماة إن حصل سيعد الأول من نوعه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات