هكذا استفادت واشنطن من هجمات "داعش" الأخيرة في ريف ديرالزور

هكذا استفادت واشنطن من هجمات "داعش" الأخيرة في ريف ديرالزور
نشط تنظيم "داعش" في ريف دير الزور مؤخراً، وعاد لواجهة الأخبار حيث شنَّ هجمات قويّة ومُنظّمة على عدّة مواقع للنظام أسفرت عن قتل العشرات وجرح المئات من عناصر ميليشيات إيران.

وفي خضم الأحداث لم يستبعد رئيس مجلس محافظة  دير الزور(الثوري) الدكتور أنس الفتيح في تصريحه لأورينت نت إعادة داعش السَّيطرة على قرى جديدة ومدن منها مدينة البوكمال، ولكنّه أكَّد أن السيطرة ستكون مؤقتة.

أسلوب داعش

واعتمد داعش تكتيك حرب العصابات "اضرب واهرب" في هجماته الأخيرة متّخذاً من البادية السّوريّة الممتدة للحدود العراقيّة نقطة انطلاق لهجماته ولا سيّما بعد وقف التّحالف لعمليّاته ضد داعش في الضفة الشّرقيّة الشِّمالية لنهر الفرات وفق ما أفاد النَّاشط وسام العربي لأورينت، ويستخدم داعش هذه المساحات لشنِّ هجمات خاطفة مستفيداً من البؤر والإمكانيات التي حاول توفيرها لنفسه سابقاً وفق ما قال الدكتور الفتيح.

وقال المحلل العسكري أحمد رحال في تصريح لأورينت نت إنّ إعلان الانتصار على داعش لم يكن دقيقاً، ويلاحظ أنّ الهجمات لم تنطلق من المناطق المأهولة كمدينة "هجين" ما يدلّل على أنّ تكتيك التّنظيم الجديد يعترف بالواقع الجديد من جهة، مؤكداً أنّ التنظيم أعدّ جيداً لهذه المرحلة مستفيداً من الوفر المادي الذي حصّله سابقاً.

أسباب عودة داعش واستخدامها

وأكد النّاشط رمضان لأورينت أنّ عودة داعش تزامنت مع إعادة تفعيل جهاز الحسبة يؤكد أنّ داعش أعاد ترتيب ما تبقَّى في صفوفه مستفيداً من تجربته السَّابقة في الصَّحراء العراقية، ومستفيداً من خبراته القتاليَّة التي اكتسبها ناهيك عن الأموال وخبرات عناصره من أبناء المنطقة بالجغرافية السُّورية، في حين يرى العميد الرحال أنّ الاستخبارات الدّولية تقف وراء نشاط داعش الأخير، ويذهب العقيد عبد الله الأسعد في هذا الاتجاه حيث لا يستبعد وجود نيّة دوليّة لإعادة داعش فداعش يُصنَعُ صناعةً لأهداف وأجندة دول بعينها فهو باختصار لعبة تلعب بها الدول من أجل تنفيذ مصالحها.

والرّاجح أنّ داعش دخل في طورٍ جديد ودَّعَ فيه مرحلة الدَّولة (المزعومة) إلى مرحلة التَّنظيم مستفيداً من الوضع السِّياسي والعسكري الحالي إضافة لما سبق ذكره.

تأثير داعش على النِّظام

ويُلاحظ أنَّ معظم هجمات داعش في الفترة الأخيرة ركّزت على قوات النِّظام، وفي هذا مصلحة أمريكيّة وفق ما يقول العميد رحال، فالولايات المتحدة تريد قطع طريق بغداد دمشق بهدف تحجيم دور إيران. وهنا تقوم الولايات المتحدة باسترجاع ما أخذته داعش بوساطة قسد التي تحظى بالدَّعم والحماية الأمريكيّة.

فالهجمات تتركَّز في ريف البوكمال وصبيخان وبادية الميادين وفق ما أفاد النّاشط وسام ناهيك عن السّيطرة على محطة t2، ولا يُتوقَّع أن تؤدي هجمات داعش الأخيرة لتغيير الموازين بالنّسبة لقوّات النّظام لكنّها تستنزف قوّات النّظام المستنزَفة.

تأثير داعش على قسد

ورغم تكثيف داعش هجماته على النِّظام السوري إلا أن ذلك لم يمنعه من مهاجمة قسد فقد سيطر التَّنظيم على حقل صبيحان النَّفطي بعد انسحاب قسد منه.

ودفع نشاط داعش الأخير قوّات سورية الديمقراطيّة "قسد" لاستشعار خطر التّنظيم وخاصّة بعد استهداف عناصرها بعدّة عمليات فقد قُتِل عنصران تابعان لقسد نتيجة إطلاق نار من قبل مجهولين على حاجز لـ "قسد" قرب كازية السّلام في بلدة الجرذي. وتبع ذلك قيام قسد بحملة اعتقالات واسعة في بلدة غرانيج والجرذي بتهمة الانتماء للتنظيم، وذكرت مصادر إعلاميّة أنَّ أبو علي العراقي وأبو خديجة التّونسي من بين المعتقلين.

وفيما يخص "قسد" تحديداً" أكّد العقيد عبد الله الأسعد أنّه ليس لداعش أي تأثير على قسد. وربما يعود ذلك للداعم الأمريكي القادر على التَّدخل السَّريع.

مستقبل داعش والمنطقة

يبدو مستقبل داعش والمنطقة الشّرقيّة عموماً ضبابياً، فمهمة داعش كما يقول العقيد الأسعد لم تنتهِ، ولا سيّما بعد تصريح ترامب الأخير حول الانسحاب من سورية فذلك يعيد خلط الأوراق من خلال رفع الغطاء عن ميليشيات قسد التي ستكون هدفاً لتركيا والنِّظام وداعش، وفي الوقت عينه ينعش آمال داعش التي اقتربت من النِّهاية، لكنّ الواقع يشير خلاف ما أعلنه ترامب فيرى الدكتور الفتيح احتمال سيطرة داعش على قرى ومدن ليأتي حلفاء الأمريكان الجدد "العشائر" فهذا هو السِّيناريو المتوقع. 

فالأمريكان من يدير اللعبة شرقاً، وهذا ما أكَّده الشَّيخ عامر البشير أحد شيوخ البكارة لأورينت: تمدد داعش يعتمد على نيّة التّحالف الدّولي والتّفاهمات الدّوليّة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات