ثلاث إشارات ينتظرها الرئيس ترامب لتنفيذ ضربة عسكرية ضد الأسد

ثلاث إشارات ينتظرها الرئيس ترامب لتنفيذ ضربة عسكرية ضد الأسد
تنتظر وسائل الإعلام العربية والعالمية خروج الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) من اجتماعه مع كبار القادة العسكريين في الولايات المتحدة، والذي جاء بناء على طلب الرئيس لبحث إمكانية تنفيذ عمل عسكري ضد نظام بشار الأسد، بعد الهجوم الكيماوي الذي نفذه الأخير ضد المدنيين في الغوطة الشرقية. 

الإشارات الثلاث 

وبالتزامن، سيبحث فريق الأمن القومي الخاص بالرئيس الأميركي الموضوع ذاته، والخيارات المحتملة لوضعها على طاولة (ترامب) ربما قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي المقرر اليوم (الإثنين). 

ويعقد مجلس الأمن اليوم (الإثنين) جلسة خاصة بطلب من تسع دول في مقدمتها (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا)، لبحث تطورات الضربة الكيماوية وخيارات الرد على النظام السوري، من خلال قرار لن يفلت – كالعادة- من الفيتو الروسي. 

وكان النظام قد تلقى أولى الضربات بعد الهجوم الكيماوي والذي استهدف قاعدة (التيفور) الجوية، إحدى أهم وأكبر القواعد والمطارات السورية، لكن البنتاغون نفى مسؤوليته عن هذا الهجوم، وكذلك فرنسا التي توعدت سابقاً النظام بهجوم عسكري، لتبقى أصابع الاتهام موجهة نحو إسرائيل، التي اعتادت طائراتها التحليق وقصف مواقع سورية وإيرانية، مستخدمة الأجواء السورية واللبنانية. 

وبانتظار الموقف الأميركي أو الأفعال المباشرة، بعد تصريح الرئيس الأميركي الحاد والقاسي تجاه رأس النظام بشار الأسد الذي وصفه بـ "الحيوان"، وتوعده بدفع الثمن باهظاً، ينظر ترامب أيضاً، إشارات ثلاث من (فريقه الخاص بالأمن القومي، القادة العسكريين "البنتاغون"، مجلس الأمن الدولي الذي يجتمع اليوم)، لإقرار الضربة من عدمه، وحيث تبقى جدية الولايات المتحدة ورئيسها على المحك حول نوع الضربة التي قد توجهها – هذا إن ما فعلت ذلك حقاً- أي، هل ستكون كسابقتها، خاطفة وسريعة؟ أم موجعة وقاسمة؟.

الفرصة الأخيرة أمام ترامب  

وفي هذا الصدد يقول الضابط المنشق والطيار السابق في قوات النظام العقيد (زياد حاج عبيد): " إن لم ينفذ الأمريكان أو غيرهم ضربة رادعة وقوية ضد هذا النظام المجرم، فهذا سيكون بمثابة صك يُمنح لبشار الأسد لاستباحة سوريا وأراضيها وأرواح المدنيين فيها دون أي رقيب أو رادع". 

وتابع: " اليوم هناك فرصة أخيرة للمجتمع الدولي والولايات المتحدة تحديداً للتصدي لهذا النظام الفاشي، وباعتقادي هي الورقة الأخيرة بيد ترامب لتنفيذ ما عجر عنه أوباما على حد وصف ترامب ذاته، فإن لم ينفذ الأخير، سيكون بهذا المقياس أسواء من سابقه، وبالتالي سيعني ذلك أن الشعب السوري وأرواح أبنائه مجرد العوبة مصالح بيد هؤلاء الذين يتلاعبون بمصيره، بناءً على مصالح تخلو من المواقف الانسانية". 

ضربة تأديبية 

وأشار العقيد (حاج عبيد) أنه: " كان من الأجدى تنفيذ عمل عسكري قبل إفراغ الغوطة من أهلها، وإضعافها بإخراج المقاتلين منها، وكانت يمكن أن يؤدي إلى إضعاف النظام جدياً، وذلك بحساب المصالح يمكن أن يستفيد منه الأميركي، لكن بعد خروج المدنيين والمقاتلين أتصور ان تكون الضربة تأديبية ورادعة لكسر شوكة النظام فقط دون إسقاطه". 

وتنمى (الحاج عبيد) وتوقع: "أن تشل الضربة قدرات النظام الجوية من خلال استهداف المطارات التي يستخدمها لقصف المدنيين وتنفيذ هجمات كيماوية وغيرها، وتدمير كافة عناصر سلاح الجو من طائرات وحظائر ومدرجات، وبالتالي النظام لم يعد قادراً على شراء طائرات جديدة بسبب الخنق الاقتصادي الذي يعانيه، والروس مهما كانوا داعمين له، فلن يقدموا له الطائرات بالمجان". 

الأهم من الضربة.. هو؟

فيما يرى إبراهيم الأصيل وهو باحث سياسي في "معهد الشرق الأوسط" ومقره واشنطن، أنه "من غير الواضح بعد فيما إذا كان ترامب سيتخذ قرار الضربة، فهناك رأي داخل وزارة الدفاع بأن الولايات المتحدة لا يجب أن تتدخل بما يجري في الغوطة وأن تركّز اهتمامها على أماكن تواجد قواتها في الشمال الشرقي لسوريا". 

وأضاف: "اجتماع مجلس الأمن القومي هو الذي سيحدد مسألة توجيه ضربة للنظام السوري كعقاب على استخدام السلاح الكيماوي في دوما، وليس ما يريده أو ما يقرره ترامب وحسب، ولكن بكلا الحالتين وحتى وإن وقعت الضربة، فمن المستبعد أن يكون هناك أثر استراتيجي لها على ما يجري في الغوطة، أو أن تغيّر من مجرى الأحداث هناك".

 وتابع: "الوضع في دوما أصبح بمرحلة من الصعب إنقاذه عسكرياً، ورغم أن الضربة قد تغير في معطيات الصراع، إلا أن دوما غالباً ستبقى خارج هذه التغيرات وسيتابع النظام حملته عليها، ولكن توجيه ضربة أمريكية جديدة للنظام ستعطي مؤشر على أن ترامب جاد أكثر بخصوص الملف السوري، ما هو مهم أكثر من توجيه ضربة للنظام، هو بقاء القوات الأمريكية في سوريا، فهذه القوات تمنع النظام من متابعة زحفه وقضمه للمناطق الخارجة عن سيطرته هناك، وهذا ضروري جداً على المدى الطويل". 

موقف بولتون قد يرجح خيار الضربة 

يشار إلى أن وزير الدفاع الأميركي (جيم ماتيس) قال اليوم "الإثنين"، "إنه لا يستبعد أي شيء في الوقت الحالي" وذلك رداً على سؤال الصحفيين عما إذا كان بوسعه استبعاد تحركات، مثل شن ضربات جوية ضد نظام بشار الأسد. 

والجدير بالذكر، أن اجتماع فريق الأمن القومي الخاص بـ (ترامب) واجتماع الأخير بالقادة العسكريين، يأتي بالتزامن مع تولي مستشار (ترامب) الجديد للأمن القومي (جون بولتون) مهام منصبه رسمياً، خلفاً لـ (هربرت ماكماستر)، حيث يعرف عن (بولتون) تأييده الشديد شن ضربات جوية ضد نظام الأسد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات