وول ستريت جورنال: ترامب يبحث استبدال القوات الأمريكية في سوريا بقوات عربية

وول ستريت جورنال: ترامب يبحث استبدال القوات الأمريكية في سوريا بقوات عربية
تبحث إدارة (دونالد ترامب)، مقترح لخطة جديدة تقضي باستبدال الوحدات العسكرية الأمريكية المتواجدة في سوريا وذلك بعد هزيمة تنظيم "داعش" بقوة عسكرية عربية للمساعدة في تأمين شمال البلاد، بحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

وأشارت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن (جون بولتون) مستشار الأمن القومي الجديد للرئيس (ترامب) اتصل مؤخرا بـ(عباس كامل) رئيس المخابرات المصرية بالوكالة لمعرفة ما إذا كانت القاهرة ستساهم في هذا الجهد.

وتأتي هذه المبادرة، بحسب الصحيفة، بعد أن طلبت الإدارة الأمريكية من السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة المساهمة بمليارات الدولارات للمساعدة في دعم جهود استقرار شمال سوريا، حيث يرغب (ترامب) من الدول العربية المساعدة في تأمين القوات العسكرية كذلك.

وظهرت التفاصيل حول المبادرة الجديدة، التي لم يتم الكشف عنها مسبقاً، عقب الضربة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة على المواقع المرتبطة بقدرات النظام الكيميائية.

وكان (ترامب) قد أعرب خلال إعلانه عن توجيه الضربات، ليلة الجمعة، نفاد صبره المتزايد بالإضافة إلى الكلفة المادية والجهد المبذول لتحقيق الاستقرار في سوريا. قائلاً "لقد طلبنا من شركائنا تحمل مسؤولية أكبر في تأمين مناطقهم، بما في ذلك المساهمة بمبالغ أكبر من الأموال".

ورفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي التعليق على دعوة (بولتون) لـ (كامل) - الشخصية ذات التأثير الواسع في النظام المصري – والإدلاء بأي تصريحات للصحيفة.

ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن المسؤولين في الإدارة، اعترفوا بالمحادثات وأشاروا إلى أن الإدارة قد استطاعت التوصل إلى حلول مع دول الخليج أيضا.

وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية " تواصلنا مع المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، للمساهمة بالدعم المالي"، ولم يتسن للصحيفة الاتصال بالمسؤولين العسكريين المصريين والمتحدث باسم مكتب الرئيس المصري للتعليق على الخطة الجديدة.

تحديات تواجه المقترح الجديد

وبحسب المسؤولين العسكريين الأمريكيين فإن استكمال هزيمة تنظيم "داعش" في سوريا، يبقى تحدياً بالنسبة للولايات المتحدة. علاوة على أن أي تحرك جديد بهدف جمع قوات عربية عسكرية ليتم نشرها بعد مغادرة القوات الأمريكية سوف يواجه عقبات.

وقال (تشارلز ليستر)، الزميل في معهد الشرق الأوسط للصحيفة، إن تجميع قوة جديدة سيكون تحدياً لأن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تعمل عسكرياً في اليمن - لمواجهة جماعة الحوثي – كما أن مصر مترددة في الدفاع عن أراضي لم تكن خاضعة لسيطرة نظام (الأسد).

وأضاف أن الدول العربية لن تكون حريصة على إرسال قوات إلى سوريا إذا لم يوافق الجيش الأمريكي على الاحتفاظ ببعض القوات هناك، قائلاً "لا يوجد أي أساس حالي أو يعمل عليه لصياغة استراتيجية ناجحة".

وتثار العديد من الأسئلة حول ما إذا كان الجيش الأمريكي سيحافظ على تواجد له ولو في الحد الأدنى لتنفيذ مثل هذه الخطة. حيث تعمل حالياً القوات الكردية، تحت حماية القوات الأمريكية في سوريا وبمساندة من القوة الجوية الأمريكية. ولا يزال من غير الواضح، بحسب الصحيفة، الدور الذي يمكن أن تلعبه الطائرات الحربية الأمريكية، إن بقيت، ومن هي القيادة العسكرية التي ستنفذ الغارات الجوية، في حال احتاجت إليها القوات العربية في المستقبل.

وقال (مايكل أوهانلون) من معهد بروكينغز، للصحيفة، ضمن إشارته إلى القوة الجديدة، أنها "يجب أن تكون قوية بما يكفي لمواجهة الأسد أو إيران في حال حاولوا استعادة هذه المنطقة، ربما بمساعدة روسيا".

شركات عسكرية خاصة

وتشير الصحيفة إلى أن مهمة القوة الإقليمية ستكون العمل مع المقاتلين الأكراد والعرب المحليين الذين تدعمهم الولايات المتحدة لضمان عدم عودة تنظيم "داعش"، ومنع القوات المدعومة من إيران إلى الانتقال إلى الأراضي التي كانت سابقاً تحت سيطرة التنظيم.

كما تشير الصحيفة إلى أن الفكرة هذه، لقد لفتت انتباه، (إريك برينس) رجل الأعمال الخاص الذي أسس شركة "بلاك ووتر" في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي ساعد بتأسيس شركة أمنية في الصومال لمساعدة قوات الأمن الخاصة هناك.

وقال (برينس) يوم الإثنين إنه تم الاتصال به بشكل غير رسمي من قبل المسؤولين العرب، لدراسة إمكانية إنشاء قوة عسكرية في سوريا، إلا أنه ينتظر ليرى ما سيقرره (ترامب) بخصوص هذا الموضوع. 

الموقف المصري

ومن غير الواضح، بحسب الصحيفة، فيما إذا كانت مصر مستعدة لدعم جهود عسكرية في سوريا. فعلى الرغم من الجيش المصري يعد واحداً من أكبر الجيوش في الشرق الأوسط، إلا أن مصر، منشغلة بقتال الفرع المحلي لتنظيم "داعش" في شبه جزيرة سيناء بالإضافة إلى تأمين الحدود الصحراوية الشاسعة للبلاد مع ليبيا، والتي يحكمها خليط من الميليشيات.

وتشير الصحيفة إلى أنه، نادراً ما نشرت مصر قوات في الخارج، وكانت آخر مرة، عندما شاركت في حرب الخليج عام 1991، حيث أرسلت أكثر من 30 ألف جندي للانضمام إلى التحالف الذي تقوده أمريكا. 

كما أن الموقف المصري، بحسب الصحيفة، ليس واضحاً، فقد أصدرت الحكومة المصرية أحياناً بيانات تدعم نظام (الأسد)على الرغم من أنها تدعي أنها لم تنحاز إلى أي جانب في الصراع.

ويقول الخبراء، في حال لم ترغب مصر بإرسال قوات عسكرية، يمكن حينها، المساعدة بطرق أخرى، مثل تدريب المقاتلين السوريين خارج بلادهم، وتأمين الأمور اللوجستية لهم.

ليست المرة الأولى

وتشير الصحيفة إلى أن جهود إدارة (ترامب) ليست الأولى التي تهدف إلى مشاركة قوات إقليمية في سوريا. فقد أعرب وزير الدفاع (آش كارتر) أثناء إدارة (أوباما)، مراراً وتكراراً، عن آماله في مشاركة قوات السعودية والإمارات العربية المتحدة، مع القوات الأمريكية الخاصة في الهجوم الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش"، ولكن بدون جدوى.

وتساعد السعودية والإمارات في دفع رواتب المقاتلين السوريين الذين تدعمهم الولايات المتحدة، كما صرح المسؤولون الأميركيون، للصحيفة.

ويأمل المسؤولون في الإدارة الأمريكية، الحصول على رد إيجابي من الدول العربية، وذلك بعد الطلب الذي وجهه (ترامب) لهم ضمن إطار المساعي المشتركة لاستعادة المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم "داعش" سابقاً.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات