ما أسباب الاقتتال الأخير بين "تحرير الشام" و"تحرير سوريا" في ريف إدلب الجنوبي؟

ما أسباب الاقتتال الأخير بين "تحرير الشام" و"تحرير سوريا" في ريف إدلب الجنوبي؟
تتواصل الاشتباكات بين جبهتي تحرير سوريا وهيئة تحرير الشام بعد هدنة دامت عدة أيام في عدد من المناطق بريف إدلب منها جبل الزاوية وجبل شحشبو وريف حلب الغربي، حيث تبادل الطرفان مناطق السيطرة مرة أخرى وسط استنزاف في العتاد والجنود بين الطرفين؛ بالإضافة إلى مقتل عدد من المدنيين بسبب الاشتباكات في عدة مناطق ما أدى إلى قطع طريق الأوتستراد الدولي لفترات طويلة وإعلان عدد من البلدات مناطق عسكرية.

وسيطرت هيئة تحرير الشام على عدة مواقع استراتيجية في ريف إدلب الجنوبي مؤخرا منها مدينتي خان شيخون ومدينة مورك ومعبرها التجاري وبلدات كفرسجنة وحيش، فيما سيطرت جبهة تحرير سوريا على كرسعة والفقيع وترملا في ريف حماة وجمعية الفرسان والرحال ومنطقة السعدية وبلدة عاجل بريف حلب الغربي وسط فشل تحرير الشام بالسيطرة على مدينة معرة النعمان بعد هجوم من عدة محاور.

توازن عسكري

وقال الباحث في شؤون الفصائل الإسلامية ثائر الحلبي لأورينت نت بأن هيئة تحرير الشام لم تستطع في الفترات الماضية إنهاء الفصائل بسبب فقدانها الزخم العسكري بعد انشقاق عدة من الألوية العسكرية التي كانت تشكل ثقلاً عسكرياً هاماً في الهيئة وخصوصاً جيش الأحرار وحركة نور الدين زنكي وفصيل حراس الدين الذي يضم فصائل أكثر تشدداً في موضوع التدخل التركي.

ويضيف بأن فصيل حراس الدين كان يشكل جيش البادية وجند الملاحم وكتائب من الساحل ويعتبر هؤلاء المقاتلون رأس الحربة للهيئة في الاقتتال مع أي فصيل آخر، ولكن مع النأي بأنفسهم عن القتال وتعليق العمل مع الهيئة احتجاجاً على إدخال الهيئة للأرتال التركية بعدما تم قتال أحرار الشام سابقاً خوفاً من إدخال الأحرار للأتراك.

ويشير إلى ما تبقى من فصيلي صقور الشام وحركة أحرار الشام والزنكي استطاعوا أن يخلقوا توازناً عسكرياً مع الهيئة في المناطق المحررة بعد تفردها بالحكم لعدة أشهر بعد إنهاء حركة أحرار الشام، والسيطرة على مقراتها ولكن المعارك أصبحت متكافئة لذا فإنها ستطول كثيراً.

ألف قتيل بين الجانبين

وقد دخلت المواجهات بين هيئة تحرير الشام من جهة و جبهة تحرير سوريا من جهة أخرى اليوم 60 على التوالي  كشفت مصادر صحفية عن وصول عدد قتلى الطرفين خلال المواجهات المستمرة العسكرية إلى ما يقارب 1000 قتيل من الطرفين القسم الأكبر منهم من هيئة تحرير الشام وتدمير ما يقارب 8 دبابات وعشرات الآليات العسكرية فيما قلل مصدر عسكري من تحرير سوريا من هذه الأعداد.

ويقول المحلل العسكري ياسر رضوان بأن أحد أسباب الخلاف هو محاولة الهيئة التفرد في السيطرة على المناطق المحررة وإقصاء الطرف الأخر بالقوة بعد استطاعتها القضاء على عدة فصائل سابقة خلال فترة قصيرة ما أدى لحصول حال تكتل بين هذه الفصائل الأمر الذي أدى إلى منع الهيئة من القضاء عليهم.

ويضيف بأن الفصائل تعتمد التكتيك العسكري الذي يعتمد على الضربات المتفرقة في  ريف حلب الغربي وجبل الزاوية وريف حماة ما يؤدي إلى إنهاك الهيئة وعدم قدرتها على الثبات في مناطقها في حين تقوم الهيئة بجلب قوات النخبة من مناطق متفرقة من أجل زجهم في المعارك وتحقيق تقدم في عدد من المواقع.

ويشير بأن أسباب استمرار المعارك هي قناعة الطرفين بأن طول وقت المعركة سيكون لصالحه ويعتمد على عدة قدرة الطرف الأخر على الاستمرار بسبب الإنهاك العسكري، حيث إنه من المؤكد بأن جميع الفصائل أصبحت منهكة بشكل تام بسبب الاستنفار العسكري لمدة شهرين وهذا سيعود بالنفع على الفصائل التي لم تشارك فيه.

ولم تحقق الوساطة التي قادها الشرعي العامّ في فيلق الشام عمر حذيفة  بين الفصائل المقتتلة أي نتيجة تذكر باستثناء وقف إطلاق النار لفترات محدودة، حيث أكد في شهادة نشرها على موقعه أن هيئة تحرير الشام لم تبد ليونة باتجاه الصلح على عكس "جبهة تحرير سوريا.

ويقول الناشط الصحفي قدور الإدريس بأن تحرير سوريا وتحرير الشام فقدت قسماً كبيراً من قوتهما خصوصاً بعد سحب جميع مقاتليهم من على الجبهات ودمار آلياتهم بشكل يومي وفقدان حاضنتهم الشعبية بالإضافة إلى الاحتقان الشعبي من قبل المدنيين بسبب الإضرار بمصالحهم وتوقيف أعمالهم وعودة الشبان القتلى إلى ذويهم من الطرفين.

ويضيف بأن هذه المعارك عبثية وهي بمثابة تصفية حسابات بين قادة وشخصيات محسوبة على الطرفين والجنود هم وقود لهذه المعارك حيث إن قسما كبيراً من الجنود قد أدرك حقيقة المعركة، ما أدى إلى ترك قسم منهم لسلاحهم وانضمام القسم الآخر لفصائل مثل فيلق الشام وجيش إدلب الحر.

ويشير إلى أسباب احتدام المعارك في ريف إدلب الجنوبي مؤخراً من أجل السيطرة الطرفين على معبر مورك التجاري مع النظام والتي تعتبر عائداته الشهرية بالملايين على الفصيل المسيطر عليه حيث تبين أن الصراع أضحى صراع للنفوذ والمال بشكل واضح للجميع. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات