بلومبيرغ: هكذا سترد إسرائيل في حال زودت موسكو النظام بـ "إس 300"

بلومبيرغ: هكذا سترد إسرائيل في حال زودت موسكو النظام بـ "إس 300"
حذرت روسيا من العواقب المترتبة على الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة ضد نظام (الأسد). ومن بين تلك العواقب خرج توضيح واحد فقط من الكرملين، معلناً رغبة موسكو بتزويد نظام الأسد بأحدث الدفاعات الجوية.

وبحسب التقرير الذي نشر على موقع وكالة "بلومبيرغ" عن الأزمة المقبلة في سوريا بسبب التصعيد الروسي المحتمل، فإن خطوة كهذه من المرجح أن تدق نواقيس الخطر بصخب في إسرائيل، عوضاً عن الولايات المتحدة. حيث تنفذ إسرائيل غارات جوية مستمرة على المناطق الخاضعة لنفوذ (الأسد) أكثر بكثير من الولايات المتحدة، وتسعى جاهدة لمنع أي وجود عسكري بالقرب من حدودها، سواء لـ(الأسد) أو داعمه الرئيسي الآخر، إيران.

ويشير التقرير إلى أن رداً واحداً فقط يتوقع من إسرائيل، وذلك بناء على شهادات المحللين العسكريين ومسؤولي الدفاع السابقين، إذا تم تسليم أنظمة صواريخ أرض - جو "S-300" إلى سوريا فإنها ستتعرض للتدمير الفوري. ما سيزيد حساسية العلاقة بين إسرائيل وروسيا، والتي حافظت فيها روسيا على قنوات اتصال مفتوحة على الرغم من دعمها لأطراف معادية لإسرائيل في سوريا.

ويضيف التقرير أن تصعيداً من هذا النوع، في الحرب السورية المستمرة منذ سبع سنوات سيؤدي حتماً إلى توسيع رقعة الصراع.

كيف سترد إسرائيل؟

يضم الصراع السوري حالياً، العديد من القوى الإقليمية والعالمية. في الأسبوع الماضي مثلا حدث أخطر تصعيد منذ عقود بين قوتين نوويتين متنافستين هما روسيا والولايات المتحدة. 

على الأرض، يوجد الجنود الأمريكان والأتراك في أجزاء منفصلة من شمال البلاد، بينما يقاتل الإيرانيون والروس إلى جانب قوات (الأسد). وفي السماء، تتمتع إسرائيل بحرية المناورة بفضل تفوقها الجوي - وضوء أخضر ضمني من موسكو. إلا أن كلا الوضعيين قد يتغير الآن.

وبحسب التقرير، فإن لدى (عاموس يادلين)، رئيس الاستخبارات العسكرية السابقة وأحد الطيارين الإسرائيليين الذين دمروا مفاعل "أوزيراك" النووي العراقي في عام 1981، خبرة طويلة في كيفية الرد الإسرائيلي على تهديدات مشابهة، وذلك يشمل بدون شك التهديد الحالي الذي تواجهه إسرائيل. 

وأشار (يادلين) في حديثه لـ " بلومبيرغ" إلى أن نشر "S-300" في سوريا كان مصدر قلق كبير لإسرائيل لعقدين من الزمن، معتبراً أنه "سيحدث في نهاية المطاف" وأضاف "على حد معرفتي بالقوة الجوية، فقد قمنا بالفعل بوضع خطط مناسبة للتعامل مع هذا التهديد.. بعد إزالة هذا التهديد، وهو بالطبع ما سيحدث، سنعود إلى المربع الأول".

روسيا، قامت بالفعل ببيع أنظمة "S-300" إلى إيران على الرغم من الاعتراضات الأمريكية والإسرائيلية. وكانت سوريا بطريقها إلى امتلاك هذه المنظومة حتى عام 2013، عندما جمد الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) العقد رداً على مناشدات من إسرائيل. إلا أن (بوتين) قال في ذلك الوقت إذا هاجمت الولايات المتحدة، فإن موسكو "ستفكر في كيفية الرد في المستقبل".

هل حان الوقت؟

بحسب التقرير فإن اللحظة التي تحدت عنها (بوتين) حدثت في الأسبوع الماضي، بعد توجيه ضربات جوية للنظام من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، رداً على الهجوم الكيماوي الذي نفذه جيش (الأسد).

وبعد ساعات فقط من الضربة، قال (سيرجي رودسكي)، نائب رئيس أركان القوات الروسية، إن روسيا "ستعيد النظر" بإمكانية تزويد نظام (الأسد) بالدفاعات الجوية. بينما قال وزير الخارجية الروسي (سيرجي لافروف) في مقابلة معه أجرتها "BBC" إن الخطة قد يتم إحياؤها لأن روسيا تشعر أنها يجب أن تفعل "كل ما هو مطلوب لمساعدة الجيش السوري في ردع العدوان".

وينقل التقرير عن (تسفي ماجين) السفير الإسرائيلي السابق في موسكو، أن إسرائيل نفذت ما لا يقل عن 150 غارة جوية في سوريا منذ بدء الحرب في عام 2011. كان آخرها في 9 نسيان، حيث استهدفت قاعدة جوية يستخدمها الجيش الإيراني. وشملت الأهداف الأخرى قوافل أسلحة متجهة إلى "حزب الله".

ويمكن لمنظومة "S-300" إطلاق صواريخ على ستة أهداف في وقت واحد، ويصل مداها إلى 200 كم. ما يعني أن مداها من الممكن أن يمتد إلى المجال الجوي اللبناني، الذي تستخدمه في بعض الأحيان الطائرات الإسرائيلية لضرب النظام - بل ومن الممكن أن يمتد حتى لداخل إسرائيل نفسها.

تقنية فوق الحاجة

ويضيف التقرير أنه وبالنظر إلى الرد الإسرائيلي المحتمل، فإن بعض المحللين في موسكو، يرون أنه من المنطقي جداً استخدام المنظومة كورقة مساومة.

وقالت (إيلينا سوبونينا)، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، الذي يقدم المشورة للكرملين، إن تسليم منظومة الدفاع من شأنها "أن تغذي التوترات في المنطقة وتسبب احتكاكاً كبيراً مع إسرائيل" وأضافت "سوريا تكفيها أنظمة دفاعية أخرى لا تثير مثل هذه الردود".

ويشير التقرير إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الحالية صممت في العهد السوفييتي، والتي تم تحديثها خلال الأشهر الـ 18 الماضية، تضررت بعض الشيء.

في شباط، أسقطت طائرة من طراز "F-16" قيل إنها أول طائرة إسرائيلية فقدت منذ بداية الثمانينات. وبينما تقول وزارة الدفاع الأمريكية إن جميع الصواريخ التي أطلقت – قرابة 100 صاروخ - في غارة الأسبوع الماضي وصلت إلى أهدافها، تقول روسيا إنه تم اعتراض ثلثيها. ونقلت مجموعة من المراقبين السوريين التابعة للمعارضة، شهادات مشابهة مستشهدة بضابط يعمل في الدفاع الجوي السوري.

قابلة للتدمير

قال (جيريمي بيني) محرر الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلة الدفاع الأسبوعية "سوريا لديها بالفعل بعض الأنظمة القصيرة والمتوسطة ذات المواصفات الجيدة" وأعتبر أن إضافة منظومة "S-300" ستشكل "مظلة دفاع جوي شاملة إلى حد ما ومتعددة الطبقات فوق البلاد".

وقال من المحتمل أن تستخدم إسرائيل طائرات الشبح الأمريكية الجديدة "F-35" والحرب الإلكترونية لتدمير الأسلحة الجديدة التي من الممكن أن يحصل عليها النظام.

وبحسب التقرير، فإن الخبراء العسكريين الروس، يعتبرون نظام "S-300" قويا للغاية، إلا أنه وفي الوقت نفسه ليس مضموناً كلياً.

وقال (فيكتور موراكوفسكي) الكولونيل السابق في الجيش والذي يعمل الآن كمستشار حكومي "لا يوجد نظام دفاع جوي لا يقهر، مثلما لا توجد طائرات لا تقهر".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات