دايلي بيست: ترامب يعيد تجربة أمريكا الفاشلة بالعراق في سوريا

دايلي بيست: ترامب يعيد تجربة أمريكا الفاشلة بالعراق في سوريا
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي (مايكل ويس) أن إعلان الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) عن خطة لإحلال قوات عربية مكان القوات الأمريكية، إعلان غير صادق في نواياه. وأشار (ويس) في تقرير نشره على موقع "دايلي بيست" الأمريكي أن خططا كهذه كانت تعتزم الولايات المتحدة تنفيذها في العراق إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً.

وأشار (ويس) إلى الحاكم الأمريكي في بغداد (بول بريمر)، والذي كان على قناعة تامة بضرورة حل القوة العسكرية الكردية المعروفة باسم البيشمركة لصالح وجود جيش وطني في العراق. 

وبالفعل، أرسل (بريمر) مستشاراً من مؤسسة الأبحاث "راند" للعمل كصلة وصل بينه وبين رئيس الاستخبارات الكردية حول هذه النقطة. بعد أيام من التفاوض، أتفق الطرفان على حل البيشمركة وتحويل قواتها إلى ثلاث تشكيلات عسكرية: حراس الجبل، وقوات التدخل السريع، وقوة لمحاربة الإرهاب.

ولكن بينما كان مستشار (بريمر) على وشك العودة بطائرته الهليكوبتر إلى بغداد، تساءل عن السبب وراء تخلي أكبر جماعة مسلحة عن وجودها لصالح فكرة الجيش الوطني، وليجد جواباً على سؤاله طلب ترجمة حراس الجبل إلى الكردية ليجد أن معناها هو بيشمركة! 

تعديل خطة (تيلرسون)

يقول (ويس) أن هذه الحكاية، تسللت إلى ذهنه مباشرة في الأسبوع الماضي عندما علم أن مستشار (ترامب) الجديد (جون بولتن) ومرشحه لوزارة الخارجية (مايك بومبيو)، قد توصلا لحل يرضي (ترامب) بسحب القوات الأمريكية البالغ تعدادها 2,000 جندي أمريكي وتحقيق الاستقرار في سوريا بعد هزيمة "داعش" عبر قوات عربية بديلة تحل محل الجيش الأمريكي شرق نهر الفرات، كما تقتضي الخطة بجعل العرب يدفعون ثمن كل شيء. 

ويرى (ويس) أن استراتيجية كهذه يمكن أن تنجح في حال لم تنسحب الولايات المتحدة من سوريا، وشاركت بدفع الكثير لإعادة استقرارها.

وكانت خطة الولايات المتحدة في سوريا بحسب ما عبر عنها وزير الخارجية السابق (ريكس تيلرسون)، هي إبقاء حوالي 2,000 جندي أمريكي هناك إلى أجل غير مسمى لثلاثة أسباب: ضمان عدم عودة "داعش" ومحاربة النفوذ الإيراني، بالإضافة إلى منع (الأسد) من جني ثمار الحرب ضد التنظيمات المتطرفة. إلا أن الخطة هذه وبحسب مصادر أطلع عليها (ويس) تم تعديلها على يد فريق (ترامب) الجديد للأمن القومي.

حيث كلف (ترامب) فريق الأمن القومي التابع له بتغيير أو مراجعة استراتيجية (تيلرسون) بحيث تلبي أربعة شروط رئيسية. هي كما يلي:

1- ألا تتحول الولايات المتحدة إلى قوة احتلال تشارك في بناء الدولة، كما هو الحال في العراق وأفغانستان.

2- ألا تبقى الولايات المتحدة إلى أجل غير مسمى، كقوة طوارئ تحل مشاكل المنطقة، عوضاً عن ذلك يجب أن تحصل الولايات المتحدة على مقابل بسبب تواجدها.

3- ألا يثقل دافع الضرائب الأمريكي بمليارات الدولارات بسبب سوريا.

4- عدم السماح لـ "داعش" بإعادة تشكيل نفسه مرة أخرى وخلق تهديد مباشرة للولايات المتحدة.

ويضيف (ويس) أن (ترامب) ركز على الشرط الثالث، ولذلك وحتى قبل أن يصل ولي العهد السعودي الأمير (محمد بن سلمان) إلى واشنطن في الشهر الماضي، طلب (ترامب) مساهمة مالية من المملكة السعودية بمقدر 4 مليارات دولار.

وجاء الرد السعودي على لسان وزير الخارجية (عادل الجبير) والذي قال إن "مناقشات" تجري مع الولايات المتحدة حول إرسال قوات إلى سوريا.

واقعية تشكيل قوة عربية

ويشير (ويس) أن المسرح الرئيسي لمواجه إيران بالنسبة للسعودية هو اليمن، حيث تشن طهران حرب أخرى في الوكالة هناك ضد المملكة. 

أما البلدان الأخرى التي سيتم إشراكها في هذا الائتلاف الذي وصفه (ويس) بالضعيف، هي مصر وقطر والإمارات العربية المتحدة. ويبدو أن (بولتون) اتصل هاتفيا برئيس المخابرات المصرية (عباس كامل) لإطلاعه على الفكرة، متناسياً بحسب (ويس) أن نظام (السيسي) يؤيد (الأسد) بشكل شبه علني، كما أن مصر مرتاحة أكثر في العمل مع الإسرائيليين لمحاربة النفوذ الجهادي في شبه جزيرة سيناء، وهو تهديد أمني أكثر إلحاحا لها من الرقة أو دير الزور.

القطريون، الذين رحب بهم (ترامب) مؤخراً كشركاء في مكافحة الإرهاب بعد إلقاء اللوم عليهم لتمويل الإرهابيين من غير المرجح أن يعرضوا جنودهم للأذى لمواجهة القوات الإيرانية وميليشياتها.

أما بالنسبة للإمارات، فيقول (ويس)إن السفير البريطاني السابق في العراق (جون جينكنز)، أطلعه أن دولة الإمارات تدرس المشاركة في سوريا كجزء من عمليات إحلال السلام في المناطق المحررة بوجود الولايات المتحدة.

ويشير (ويس) إلى أن التواجد الأمريكي مهم لتوفير الغطاء الجوي، وتأمين الأمور اللوجستية، ومشاركة المعلومات الاستخبارية، وحماية القوى على الأرض، وهو ما يعني بالتأكيد وجود جنود أمريكيين إلى جانب نظرائهم العرب. 

مما يعني بحسب (جينكنز) أن "خطة التحالف العربي بحاجة إلى 2,000 جندي أمريكي للبقاء في سوريا، إلى جانب القوات الجوية الأمريكية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات