هل تبدأ معركة السيطرة على تل رفعت بعد الانتخابات التركية؟

هل تبدأ معركة السيطرة على تل رفعت بعد الانتخابات التركية؟
بعد تصريحات الرئيس التركي أردوغان عن نيتهم السيطرة على مدينتي تل رفعت ومنبج بريف حلب ومحافظة إدلب، بقي ملف مدينة تل رفعت يكتنفه الغموض بسبب عدم قيام وحدات حماية الشعب الكردية من الانسحاب من المدينة بالاتفاق مع الروس، والتأخر بالقيام بعملية عسكرية لقوات غصن الزيتون بالاشتراك مع الجيش التركي لطردهم من المدينة.

وقد خرج مئات المتظاهرين من أهالي مدينة تل رفعت في وقت سابق طالبوا فيها قوات غصن الزيتون بالسيطرة على المدينة التي سيطرت عليها وحدات حماية الشعب بدعم روسي على حساب الجيش الحر في عام 2016 وتم تهجير العوائل التي تشكل حاضنة للثورة من المدينة إلى مناطق إعزاز بريف حلب الشمالي.

رسالة أردوغان لأهالي تل رفعت

وقال رامي أبو بهجت وهو قائد عسكري في مجلس تل رفعت العسكري لأورينت نت بأن الرئيس التركي وجه رسالة إلى أهالي ووجهاء مدينة "تل رفعت" عن طريق قائد فرقة الحمزة سيف أبو بكر بأن ملف السيطرة على المدينة أمر حتمي وسيكون قريباً.

وأضاف أن السيطرة على المدينة ستكون بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية التركية بعد حوالي الشهر لأنه بحسب الرئيس التركي فإن الملف الأول للأتراك بعد الانتخابات سيكون طرد الوحدات الشعبية الكردية من تل رفعت أما بعملية سياسية تقضي بانسحابهم بضمانات روسية أو بعملية عسكرية تقوم بها الفصائل في المنطقة بدعم تركي.

وأشار القائد العسكري إلى أن هيئة إدارة مدينة تل رفعت شكلت لجاناً تتضمن مجالس محلية وعسكرية و إعادة الإعمار وتنظيم أمور النازحين وهيئات للإغاثة بحيث يتم استلام زمام الأمور في المدينة على أكمل وجه دون السماح للأشخاص الذين يريدون العبث والفساد والتصيد بالمياه العكرة من نيل مطلبهم. 

وقد بثت قناة سما الموالية للنظام تقريرا مصورا من داخل مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي يظهر تواجد قوات موالية للنظام داخل المدينة بعد تضارب الأنباء عن انسحاب وحدات حماية الشعب من المدينة، وتسليمها لقوات النظام من أجل منع الأتراك والجيش الحر من دخول المدنية.

ويقول الباحث في الشأن التركي محمد خير الشرتح بأن النظام يحاول أن يسيطر على مدينة تل رفعت بمفرده من أجل أن منع الأتراك من دخولها بعملية عسكرية، بعكس مدينة عفرين التي تقاسم فيها مع الوحدات الكردية السيطرة، لذلك استخدمت فيها تركيا القوة ضد قوات النظام لمنعهم من دخول المدينة وطرد القوات المتواجدة داخل عفرين.

أمر حتمي!

وأضاف أنه بعد تصريح الرئيس التركي بنيتهم السيطرة على مدينة تل رفعت أصبح دخول الأتراك عليها أمراً حتمياً لأن هذا الأمر يشكل ضغطاً على القيادة التركية للالتزام بتعهداتها لحلفائها في الجيش السوري الحر بالسيطرة على المدينة التي تعتبر خزاناً بشرياً لمقاتلي عمليات درع الفرات وغصن الزيتون التي قام بهما الجيش التركي ضد تنظيم الدولة والوحدات الكردية.

ويوضح بأن الروس يحاولون كسب أوراق لصالحهم من خلال المماطلة في عملية تنفيذ الاتفاق بين الطرفين الذين ينص على انسحاب الروس من المدينة والتخلي عن مدينة تل رفعت للأتراك، ولكن هناك تصميم تركي على السيطرة على المدينة وذلك بعد إجراء الاستحقاق الانتخابي.

من جهة أخرى يقول الباحث السياسي خيرو الأحمد بأن الرئيس التركي لن يكون مطلق اليدين في التصرف بالملفات الخارجية وخصوصاً الملف السوري إذا لم ينجح في الانتخابات الرئاسية القادمة لذلك فإن الحالة السياسية في تركيا الآن في حالة ركود لحين انتهاء الانتخابات وفوز أردوغان المتوقع ومن ثم فتح الملف السوري الذي يتضمن السيطرة على إدلب وتل رفعت.

ويضيف بأن تركيا تريد إنهاء التنظيمات المتشددة في المناطق التي ستسيطر عليها وستقوم ببسط نفوذها في مناطق إدلب وريف حلب حيث إنها ستسعى إلى إنهاء ملفات تل رفعت وإدلب بأسرع وقت لأن هناك مفاوضات بينها وبين الولايات المتحدة من أجل السيطرة على الرقة وربما يصل النفوذ التركي لمناطق في الحسكة ويعود هذا للاتفاقات الدولية.

ويشير إلى أنه هناك نية تركية لتشكيل ألوية عسكرية من فصائل الثورة في إدلب وحلب والمناطق التي ستسيطر عليها وذلك بهدف تشكيل أجسام عسكرية قوية يتم دعمها عسكرياً ولوجستياً وذلك بهدف قتال وحدات حماية الشعب في الطرف السوري من الحدود وحفظ الأمن في المناطق المحررة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات