كيف سيكون شكل مناطق سكة الحديد في ريف إدلب بعد تثبيت نقاط روسية؟

كيف سيكون شكل مناطق سكة الحديد في ريف إدلب بعد تثبيت نقاط روسية؟
بعد دخول وفد عسكري روسي إلى مناطق سيطرة قوات النظام جنوب إدلب وشرق سكة الحديد بريف إدلب الشرقي، زار الوفد الروسي قرى أم صهريج وتل مرق في نية روسية لإقامة نقاط مراقبة عسكرية، حيث من المتوقع أن تصبح النقاط الروسية مقابل النقاط التركية في مناطق سيطرة الفصائل بريف إدلب الشرقي والجنوبي.

وقد قامت القوات التركية بتثبيت نقطتي مراقبة في منطقة تل الطوقان بريف أبو الظهور ونقطة الصرمان بريف معرة النعمان الشرقي، بالإضافة إلى نقطة عسكرية في منطقة مورك بريف حماة الشمالي، حيث تهدف هذه النقاط إلى رصد الخروقات من الأطراف المتصارعة بريف إدلب وذلك ضمن اتفاقية خفض التصعيد في أستانة.

الحد الفاصل بين الأتراك والروس

ويقول الناشط الصحفي محمد بلعاس لأورينت نت بأن اتفاق أستانة يقضي بأن تكون سكة الحجاز هي الحد الفاصل بين الأتراك والروس، حيث أن الجانب الشرقي من السكة هي منطقة نفوذ روسية في حين أن الجانب الغربي هي منطقة نفوذ تركية ولا يسمح لقوات النظام بالتواجد غرب سكة الحجاز.

ويضيف بأنه ما حصل في منطقة غرب سكة الحجاز هي خرق من قبل النظام، والاستيلاء على نقاط خارج نطاق الاتفاق في أستانة حيث سيطر على ما يقارب 7 كيلو متر غرب السكة، في حين أنه كذلك من ضمن الاتفاق أن يكون هناك واحد ونصف كيلو متر منزوعة السلاح غرب سكة الحديد.

ويوضح بأن منطقة غرب سكة الحجاز تعتبر مأهولة السكان حيث أنه من المؤكد أن النظام سيغادر هذه المنطقة لعدة أسباب أهمها هو أنه غير مرتاح في هذه المنطقة، كون أبناء العشائر رفضوا العودة إلى هذه المناطق بالإضافة إلى النظام يتعرض ما بين الحين والأخر إلى المضايقات من أبناء المنطقة.

ويشير إلى أن المنطقة شرق وغرب سكة الحجاز تعتبر منطقة عشائرية وهذه العشائر في مناسبات كثيرة أكدت وأصرت على الطرف التركي أنها لن تقبل بوجود النظام بمناطقها أبداً، حيث أن الرسالة وصلت من الطرف التركي للجانب الروسي بأنه يجب على النظام العودة إلى منطقة شرق سكة الحديد ورفض العشائر التعايش معه حيث أن عودته تعتبر مسألة وقت.

وقد خرج مئات المتظاهرين من أبناء العشائر بمظاهرات حاشدة أمام النقاط التركية في منطقتي الصرمان وتل الطوقان حيث كانت طلبات المتظاهرين التأكيد على الجانب التركي بإخراج النظام من مناطقهم من خلال الضغط على الطرف الروسي الالتزام بالاتفاق الموقع في أستانة.

وعود تركية

ويقول الدكتور علي الكسار وهو أحد الوجهاء من منطقة غرب سكة الحجاز لأورينت نت بأنه منطقة غرب وشرق سكة الحجاز لم يحكمها من قبل النظام أو حتى الفصائل المقاتلة إن كانت ثورية أو حتى تنظيم داعش حيث أنه من غير الممكن استمرار أي جهة وخصوصاً النظام في السيطرة على مناطقهم، والسبب الذي يمنعهم من الهجوم على قوات النظام هي الوعود التركية.

ويضيف بأن الأتراك وعودهم بإلزام الروس باتفاق أستانة والذي يقضي بانسحاب قوات النظام لمناطق شرقي سكة الحديد وإذا لم يلتزموا بهذا الاتفاق، فإن هناك كتلة بشرية جيدة من مقاتلي العشائر ستعمل على استعادة قراهم بالقوة حيث أن تسليم مناطق غرب السكة للعشائر يعود إلى سلوكهم وقوة تأثيرهم.

ويوضح بأنهم يعملون على توحيد الصف وتنظيم الأمور وقد قطعوا أشواطاً طويلة في هذا الأمر، بالإضافة إلى منع التواصل مع الروس بشكل نهائي ناهيك عن تحييد الشخصيات التشبيحية والتي ساهمت في إدخال النظام أمثال عضو مجلس الشعب أحمد درويش وشخص يدعى السباهي.

ويشير إلى أن الروس منعوا سكن أي شخص أراد العودة إلى منزله من العيش غرب مناطق سكة الحديد حتى لو كانت القرية تقسمها السكة، فإنه مجبور أن يسكن في البيوت الشرقية حيث أن هذا الأمر يعتبر مؤشر قوياً على عدم نية النظام البقاء في هذه المناطق.

من جهة أخرى يقول الباحث في الشأن الروسي قتيبة محمد بأن روسيا قامت بالسيطرة على كل الجيوب المعارضة من الغوطة الشرقية حتى جنوب دمشق وأخيراً ريف حمص الشمالي بالتوازي مع تنفيذ اتفاق أستانة والذي يشمل الانتشار في مناطق شرق سكة الحديد وإقامة نقاط مراقبة ستصبح قواعد عسكرية روسية لاحقاً لتأمين طريق خناصر مع تأكيدهم للسكان عن منع النظام عن دخول المناطق التي تدخلها القوات الروسية.

ويضيف بأن الروس سيعملون على إعادة النظام إلى مناطق بعيدة ما يقارب 10 كيلو متر شرق السكة وذلك من أجل بسط نفوذهم في هذه المنطقة وإبعاد خطوط نقاط الاقتتال بين الفصائل وقوات النظام، وإبقاء فقط نقاط مراقبة تركية وروسية ومنطقة منزوعة السلاح بينهما وذلك بهدف إعادة السكان للعيش في مناطقهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات