أين تتجه المواجهات القادمة بين إسرائيل وإيران في سوريا؟

أين تتجه المواجهات القادمة بين إسرائيل وإيران في سوريا؟
اعتبرت صحيفة "جورزالم بوست" الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمطار عسكري قرب حمص، العمل العسكري الأهم الذي ينفذه الجيش الإسرائيلي ضد أهداف إيرانية في سوريا منذ استهداف 10 أيار. بعد أن نقلت تقارير أخبارية، يوم الثلاثاء الماضي، عن استهداف إسرائيلي لمقر يتبع لقوات "حزب الله" بالإضافة إلى مخازن للأسلحة، وعدد من القوات الموالية لنظام (الأسد) في نقطة عسكرية تعمل كمركز لنقل الأسلحة القادمة إلى "حزب الله" في لبنان.

وتعد ضربات يوم الثلاثاء، بحسب الصحيفة الضربات الأهم من نوعها بعد تلك التي استهدفت فيها إسرائيل أكثر من 50 هدفاً إيرانيا في سوريا رداً على قذائف أطلقتها قوة عسكرية تابعة لـ "فيلق القدس" باتجاه نقاط للجيش الإسرائيلي في مرتفعات الجولان، والتي اعتبرها المتحدث العسكري الإسرائيلي "واحدة من أعظم عمليات سلاح الجو الإسرائيلي في العقد الماضي".

وعلى الرغم من التقارير التي تفيد بمقتل عشرات الإيرانيين في مطار الضبعة، إلا أن التوترات تناقصت على طول الحدود مع إسرائيل بشكل كبير. وهذا يشير بحسب الصحيفة إلى أن إسرائيل استطاعت إلى حد ما ردع الإيرانيين في سوريا، حيث يبدو أن إيران تفتقر إلى القدرة العسكرية التقليدية الكافية لإلحاق الضرر بإسرائيل. كما أن إيران بوضع حرج الآن بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وبالتالي تسعى إلى عدم الكشف عن كامل قوتها العسكرية في سوريا.

وتشير الصحيفة إلى أن العوامل التي تمر بها إيران في الوقت الحالي، تعيد الأمور في سوريا إلى نمطها المألوف: تواصل إيران جهودها بتأسيس موطئ قدم لها في سوريا، بينما تحاول إسرائيل إحباط جهود إيران من خلال ضرب الأصول الإيرانية على فترات.

الوضع الحالي للمواجهة

والسؤال هنا بحسب الصحيفة، الاتجاه الذي يمكن أن تأخذه هذه المواجهات على المدى القصير، خصوصاً أن ديناميكية المواجهة هذه غير مستقرة بطبيعتها ومن المستبعد أن تؤدي إلى توازن نهائي على المدى الطويل.

واعتبر العميد الإسرائيلي المتقاعد في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" (مايكل هيرزوج) أنه "من السابق لأوانه الإجابة" على هذا السؤال. قائلاً "من الواضح أن إيران وإسرائيل قد دخلتا في مسار تصادمي في سوريا. بسبب رغبة طهران بتحويل ساحة الصراع - سوريا – إلى خط مواجهة عسكرية.. والأمر يستغرق أكثر من جولة واحدة من القتال لرؤية أين تقف الأمور"

ويرى (هيرزوج) أن إيران، عانت من الضربة وربما تتعلم دروسها لتقرر مسار العمل الذي يجب أن تتخذه. وربما يكون ردها خارج سوريا. وأضاف "بالنسبة لإسرائيل، فإن الحاجة هي لوقف تعزيز التواجد الإيراني، وفي هذا الصدد، هناك الحاجة لمزيد من الوقت، لتقييم الوضع. لأن إيران لا يزال لديها عمليات نشر عسكرية كبيرة، لذلك هي لم تنته".

يعتقد (آفي دافيدي)، المدير السابق لإيران في وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، أن نتيجة المواجهة بين إيران وإسرائيل قد لا يحددها أي منهما.

وكان (بوتين) قد دعا في الأسبوع الماضي، جميع القوى الأجنبية للبدء بمغادرة سوريا. حيث أكد الناطق باسم الكرملين أن هذا يشمل القوات الإيرانية و"حزب الله".  يرى (دافيدي) أنه "من المحتمل أن تكون الضربات الإسرائيلية وربما الدعم الأمريكي قد أقنع بوتين أنه من مصلحته تلبية الطلب الإسرائيلي".

المهمة المقبلة لبوتين

تشير الصحيفة إلى أن الهجمات الانتقامية الأخيرة التي قامت بها إسرائيل ضد القواعد الإيرانية تزامنت مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) لموسكو التي بذل جهوداً حثيثة لتنسيق الضربات العسكرية مع روسيا، مع ذلك هنالك الكثير الذي يمكن فعله من الجانب الروسي لمنع حدوث تصعيد بين الطرفين قد يؤدي إلى انفجار في المنطقة.

وترى الصحيفة أن (بوتين) غير راغب أو غير قادر على وضع خطوط حمراء تفصل المواجهات بين إسرائيل وإيران، لذا فإن الاستقرار الذي يسعى له في سوريا مع انتهاء الحرب لا يمكن تحققه إلا من خلال الضغط على إيران للتخلي عن طموحاتها في سوريا، مشيرة إلى تصريح (نتنياهو) يوم الأحد، حول الضربات الجوية التي تستهدف إيران والتي قال فيها "ما زلنا مستمرين" في إشارة واضحة إلى عدم وجود نية إسرائيلية بالتوقف عن استهداف إيران في سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات