هآرتس: هذه خيارات بوتين عندما حان وقت الاختيار في سوريا

هآرتس: هذه خيارات بوتين عندما حان وقت الاختيار في سوريا
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إنه عندما حان الوقت للاختيار بين إسرائيل وإيران، اختار (بوتين) الجانب الإسرائيلي، حيث تجري صياغة رسمية للتفاهمات التي كانت طور الإعداد بين إسرائيل وروسيا، يصيغها وزير الدفاع الإسرائيلي (أفيغدور ليبرمان) ونظيره الروسي (سيرغي شويغو) لإضفاء طابع رسمي على التفاهم بين البلدين.

وأضافت الصحيفة، أن الرئيس الروسي ليس من النوع العاطفي، ولذا فإنه يؤيد إسرائيل في سوريا لأنها القوة الإقليمية الوحيدة القادرة على تدمير خططه. 

وأشارت (هآرتس) إلى خطط (بوتين) في سوريا، حيث سعى لدعم نظام (بشار الأسد) ولذلك تقاطعت مصلحته مع إيران التي ترى سوريا جزءاً من محور نفوذها، حيث زودت إيران نظام (الأسد) بالقوات البرية، بعد أن كان على وشك السقوط عام 2015. وإيران لم ترسل بقواتها الخاصة للمحاربة إلى جانب النظام، بل جندت ميليشيا "حزب الله" اللبنانية، وعشرات الآلاف من اللاجئين الأفغان، بعد أن مولتهم وأعطتهم الأسلحة للانضمام إلى ميليشيات "فاطميون".

وتوافق (بوتين) مع إيران لأسباب سياسية، فهو لم يرد المخاطرة بعدد كبير من الجنود الروس في سوريا، فتوابيت القتلى الروس العائدة للوطن ستتسبب بتآكل شعبيته، لذا زودت موسكو طهران بالقوة الجوية عبر مزيج من الطائرات الروسية المقاتلة من طراز "سوخوي" وقامت بقصف جيوب الثوار على بعد آلاف الأمتار، بينما قتل المقاتلون الشيعة الناجين من الطيران الروسي، وبهذه الطريقة تقول الصحيفة "تم إنقاذ (بشار الأسد)".

وتشير الصحيفة إلى أن روسيا ليس لديها خطط لمغادرة سوريا بعد أن أصبحت دولة تابعة لها. فبفضل نظام (الأسد)، أصبحت روسيا تمتلك موانئ في المياه الدافئة على البحر المتوسط، وكذلك إيران تريد البقاء، إلا أن إسرائيل ترى الوجود الإيراني طويل المدى تهديداً استراتيجياً لها، وبعد أن انعدمت حاجة روسيا لإيران، أصبح الخيار أمام (بوتين) واضحاً.

ضمان إسرائيلي

ولكي تحافظ إسرائيل على مصالح روسيا، لم تهاجم القوات البرية الداعم للنظام، استهدفت فقط قوافل ومستودعات الصواريخ المتقدمة التي يمكن استخدامها مستقبلا من قبل "حزب الله" أو الضباط الإيرانيين لضرب إسرائيل. 

وتؤكد (هآرتس) على أن الحرص الإسرائيلي بعدم استهداف العناصر التي تحتاجها روسيا لدعم (الأسد) إلى جانب التأكيد الإسرائيلي لروسيا بعدم نية إسرائيل إسقاط النظام في دمشق، ضمِنَ بأن روسيا وإسرائيل على جانب واحد في الحرب.

وبحسب الصحيفة، يدرك (بوتين) تماماً أن القوة الإقليمية الوحيدة التي يمكن أن تفسد خططه بشكل جذري، إذا ما اختارت فعل ذلك، هي إسرائيل، خصوصاً بعد أن أعاد (الأسد) السيطرة على معظم سوريا، وتراجع الثوار إلى جيوب قليلة متبقية منها. وبنفس الوقت لا يمكن لإيران أن تنقلب ضد روسيا، لأنها بحاجة إلى علاقات تجارية قوية مع موسكو أكثر من أي وقت مضى، بعد أن انسحبت إدارة (ترامب) من الاتفاق النووي الإيراني وأعادت فرض العقوبات على النظام في طهران. 

تفاهمات عميقة

بعد وصول أول طائرة روسية إلى "قاعدة حميميم الجوية" في أيلول 2015، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) في موسكو لوضع أسس عامة لعلاقة مع (بوتين). ومنذ ذلك الحين، استمرت إسرائيل بتنفيذ غاراتها الجوية بشكل دوري على الأصول الإيرانية و"حزب الله" في سوريا، بدون أي احتجاجات دبلوماسية تذكر من الكرملين، حيث سُمِحَ لإسرائيل بتدمير أهداف تقع تحت مظلة الدفاع الجوي الروسي، وكان التفاهم واضحاً بحسب الصحيفة، إسرائيل لن تفعل ما يمكنه عرقلة حملة روسيا لإنقاذ (الأسد). 

وتشير الصحيفة إلى إدراك (نتنياهو) المبكر، أن الولايات المتحدة لم تعد اللاعب الأساسي في المنطقة، منذ اللحظة التي تخلى فيها الرئيس الأمريكي السابق (باراك أوباما) عن التزاماته وقرر عدم الرد على استخدام (الأسد) للأسلحة الكيميائية ضد السوريين، حيث قام (بوتين) بملء الفراغ الأمريكي الذي أوجده (أوباما). لذا تحرك (نتنياهو) بسرعة لتأسيس تفاهمات خاصة مع (بوتين).

ختاماً، تقول الصحيفة، إن العديد من المسؤولين الأمنيين والخبراء الإسرائيليين كانوا قلقين من أن حرية العمليات الإسرائيلية في سوريا قد انتهت بعد هبوط أول "سوخوي" في سوريا، إلا أن أحد زملائهم في موسكو قال حينها "سترون، كيف أن بوتين يحترم القوة العسكرية الإسرائيلية. وبوتين ونتنياهو يفهمان بعضهما البعض. سيجدون طريقة للتفاهم فيما بينهم".

للاطلاع على المادة باللغة الإنكليزية في صحيفة هآرتس (إضغط هنا)

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات