ما الغاية من الاجتماع "الروسي الأمريكي الأردني" فيما يخصّ الجنوب السوري؟

ما الغاية من الاجتماع "الروسي الأمريكي الأردني" فيما يخصّ الجنوب السوري؟
أعلنت روسيا عن رغبتها بعقد اجتماع ثلاثيّ، يضمّ بالإضافة لروسيا كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية والأردن، ويتركّز الاجتماع لبحث قضية مصير الجنوب السوري بعد حشودات النظام لاقتحامه، والتهديد الأمريكي بمنع النظام المساسَ بمنطقة خفض التصعيد في الجنوب.

ودعا نائب وزير الخارجية الروسي "ميخائيل بوغدانوف" أن يُعقد الاجتماع سريعاً، وخاصةً بعد التوترات التي يشهدها الجنوب السوري، من حشودٍ للنظام وتهديد من إسرائيل لمنع أيّ تواجد عسكريّ ايراني في المنطقة، ومطالبة وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" أن تكون قوات النظام هي الوحيدة المتواجدة بالجنوب السوري.

حماية الحدود الاسرائيلية

وقالت القناة الاسرائيلية العاشرة، إن روسيا تعهّدت لإسرائيل بحماية وضبط حدودها مقابل قبول الأخيرة للنظام السوري باستعادة السيطرة على الجنوب السوري في القنيطرة ودرعا.

وهذا ما أكّده اللواء المنشقّ "محمد حاج علي" لأورينت نت بقوله، "إن اسرائيل تبحث حالياً عن جهة رسمية تحمي وتضبط حدودها بعيداً عن الفصائلية الموجودة على حدودها المتاخمة لها، ولن تجد اسرائيل أكثر من نظام الأسد حامياً وضامناً لحدودها، وهو الذي حماها أكثر من أربعين سنة دون أيّ طلقة".

ومن جانبه، قال الخبير والمحلل الاستراتيجي، العميد "أحمد رحال" لأورينت نت، "جميع السيناريوهات المطروحة حالياً من الدول الثلاث (الروسية والأمريكية والأردنية) بالإضافة لإسرائيل، ستُعطي الحق للنظام باستعادة حدود اسرائيل بالقرب من الجولان المحتل، وذلك كوْنه حامي الحدود الاسرائيلية الأمثل".

طرد إيران من الجنوب السوري

وطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي "بنيامين نتنياهو" بخروج الميليشيات الايرانية من الجنوب السوري، وقال بأنه لن يقبل بتفاهمات تقبل بأقل من ذلك.

وبهذا السياق، قال الناشط والمعارض السوري "كمال الشوفي" لأورينت نت، "إنّ المغزى الحقيقيّ لاجتماعات الدول الثلاثة هو طرد الميليشيات الايرانية من الجنوب السوري لحماية حدود اسرائيل، وما الوعود الروسية وتطمينات نظام الأسد لإسرائيل بأنهم سيُخرجون ميليشيات ايران وحزب الله من الجنوب السوري، إلاّ باباً للسماح لقوات الأسد باستعادة السيطرة على الجنوب وبالتالي تكون قد حققت الدول الثلاثة بالإضافة لإسرائيل غاياتها بحماية حدود اسرائيل، وتحقيق بعض المكاسب العسكرية والاقتصادية للنظام السوري وكذلك الاردن".

وكانت قد نشرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، أنّ بشار الأسد ينوي إبعاد الميليشيات الايرانية من الحدود الاسرائيلية، كيّ لا تكون ذريعة لإسرائيل باستهداف الأراضي السورية.

فتح معبر نصيب الحدودي

وطرح مساعد وزير الخارجية الأمريكية "ديفيد ساترفيلد" قبل انعقاد الاجتماع الثلاثي عدة طروحات، من بينها سيطرة النظام على الحدود الجنوبية مع الأردن وفتح معبر "نصيب" تحت رقابة أمريكية وروسية.

وأكّد على ذلك، اللواء المنشقّ "محمد حاج علي" خلال حديثه مع أورينت نت قائلاً، "ما يهمّ الأردن التي دعت للاجتماع الثلاثي هو فتح معبر نصيب الحدودي والتي تُسيطر عليه حالياً المعارضة السورية ولكنه متوقف عن الحركة التجارية، ولذلك ستعمل الأردن جاهدة من خلال هذا الاجتماع لإعادة فتح المعبر والاتفاق على آلية عمل مشتركة مع النظام السوري الراغب بذلك، وآلية مراقبة لهذا العمل من قبل باقي الضامنين الدوليين".

بينما أشار المعارض "الشوفي" إلى أنّ الأردن سعت سابقاً لضمّ الجنوب السوري لمنطقة خفض التصعيد بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لحماية حدودها، واليوم تسعى لعقد هذا الاجتماع الثلاثي لتحقيق مكاسبها الاقتصادية من خلال فتح معبر نصيب، والذي تُريد أن يكون من الطرف المقابل النظام السوري وليس المعارضة، وبالتالي فتح اوتوستراد دمشق- عمّان.

فصائل الجنوب إلى أين؟

ورفضت فصائل الجنوب السوريّ أي مفاوضات مع الجانب الروسيّ أو النظام السوري، تقضي هذه المفاوضات بتسليم المنطقة وتهجير ثوارها وتسليم السلاح الثقيل لقوات النظام.

ونوّه اللواء "حاج علي" على أنّه من غير الممكن ترحيل فصائل الجنوب للشمال السوري كما طلب البعض، ولكن لا يُستبعد ترحيل الفصائل الاسلامية للشمال والشرق السوري، وخاصة عناصر هيئة تحرير الشام وتنظيم الدولة "داعش".

وكذلك أوضح العميد "رحال" أنّ معلوماته عن فصائل الجنوب أنّها رافضة تسليم المناطق الحدودية على الأقل مع الأردن لقوات النظام، لأن ذلك يعني حصارها داخل الجنوب السوري وبالتالي حصول الصِّدام وليس الاتفاق.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات