قاضي تحقيق يوضح لأورينت دلالات العقوبات الألمانية ضد جميل حسن

             قاضي تحقيق يوضح لأورينت دلالات العقوبات الألمانية ضد جميل حسن
‏قالت ‏مجلة دير شبيغل الألمانية إن المدّعي العام في ألمانيا أصدر مذكرة اعتقال دولية ضد اللواء جميل حسن، رئيس إدارة المخابرات الجوية في ‎سوريا، والمسؤول عن تعذيب المعتقلين في فرع حرستا في ريف دمشق وذلك بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. 

وتعتبر هذه الخطوة هي الأولى من نوعها على الإطلاق التي تقوم بها ألمانيا ضد أحد مسؤولي نظام الأسد وذلك بعد رفع دعوة قضائية من قبل السوريين النازحين إلى ألمانيا، حيث جمدت  الولايات المتحدة من قبل وعدة دول أوروبية أموالاً وحسابات مصرفية على عدة شخصيات في نظام الأسد متهمين بارتكاب جرائم حرب .

آلاف الأدلة ضد مجرمي النظام في سوريا

وقال قاضي التحقيق في دائرة محكمة الجنايات السورية الخاصة المنشق عن النظام خالد شهاب الدين لأورينت نت، بأنه في الدول الأوروبية والولايات المتحدة يوجد في وزارات العدل ما يسمى الادعاء العالمي، حيث يحق للمدعي العام وفق شروط معينة أن يلاحق جرائم خارج نطاق الدولة إذا كان لها صفة جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، ويتم استقبال الادعاءات من الشخص الهارب إلى هذه الدولة بصفة لاجئ أو يحمل بطاقة إقامة مؤقتة أو دائمة.

مضيفاً بأن هذا الأمر يعتبر جيداً حتى لو أتى متأخراً أمام الكم الهائل من الجرائم خلال 7 سنوات كان على العالم أن يتحرك وأن يجلب كل هؤلاء المجرمين للمحاكمات العادلة، في حين أن هذه الخطوة تثبت بأن النظام  لا يمكن أن يحكم سوريا مجدداً كونه ارتكب جرائم حرب وخصوصاً بأن الأفرع الأمينة هي منظومة كاملة داخلة في النظام وهي من ثبتت حكمه.

وأشار القاضي إلى أنه هناك آلاف الأدلة من قبل منظمات حقوقية دولية ولجان التحقيق تدين مئات الشخصيات من نظام الأسد وخصوصاً المسؤولين عن الأفرع الأمنية والمخابرات الجوية حيث أن التحرك السريع في هذا الملف من شأنه أن يسرع عملية العدالة الانتقالية وبالتالي فإن ما صدر هو أمر بديهي لقاء الجرائم المرتكبة في سوريا.

وتعد أسباب العقوبات الأمريكية والأوروبية على شخصيات عسكرية وأمنية في نظام الأسد بسبب ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية وذلك بعد نشر ضابط المخابرات المنشق أكثر من 13 ألف صورة لمعتقلين جرى تعذيبهم وقتلهم أمام الكونغرس الأمريكي مما شكل حالة من الإدانة الدولية الواسعة للنظام.

جمع شهادات ضد نظام الأسد

ويقول اللاجئ السوري محمود الياسر وهو يعيش منطقة برلين في ألمانيا لأورينت نت بأنه بعد وصولهم إلى ألمانيا يكون هناك جلسات مع اللاجئين وسؤالهم عن أسباب لجوئهم، حيث إن السبب الأول عند معظم اللاجئين هو الخوف من القصف والاعتقال والتعذيب من قبل النظام.

مضيفاً بأن عشرات المعتقلين في سوريا بعد لجوئهم إلى ألمانيا قاموا بالادعاء ضد النظام بسبب تعذيبهم وذلك من خلال الكشف عن الندبات المتبقية في أجسادهم، وكذلك شرح طرق التعذيب للادعاء الألماني وخصوصاً فرع المخابرات الجوية في حرستا والذي يقوده اللواء جميل الحسن ويتسم الوحشية المفرطة ضد المعتقلين.

ويشير إلى أن العشرات من الناشطين والحقوقيين يتابعون عملهم في عدد من البلدان الأوروبية من خلال جمع شهادات للمعتقلين السوريين في أوروبا وبعض الصور للأفرع الأمنية في سوريا، وجمع أسماء الشخصيات التي تلطخت أيديها بالدماء وذلك من أجل تقديمها للمحاكم الأوربية والغربية لمحكمة هؤلاء الأشخاص مستقبلاً.

من جهته يقول الباحث السياسي أ.عبد الله عمر بأنه مع اقتراب الوضع السوري من حل العقد فيه يأتي موضوع إبعاد الأشخاص التي تلطخت أيديهم بالدماء من المشهد السوري ضرورياً من أجل الانتقال للمرحلة الانتقالية لذا فإن القرار الذي اتخذ ضد اللواء جميل حسن سيتبعه قرارات دولية ضد عشرات الشخصيات العسكرية في النظام.

وأضاف أن مقتل عصام زهر الدين ومن قبله جامع جامع ورستم غزالة يأتي في إطار تصفية الشخصيات الأكثر وحشية في النظام والذين لن يكون نظام الأسد مقبولاً بوجودهم، لذا فإنه قد يضطر إلى تصفيتهم أو إبعادهم عن الساحة السورية وذلك بدعوى التصنيف أو إحالتهم لاحقاً إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم على جرائمهم.

ويذكر بأن هناك العديد من الخطوات التي اتخذتها المحاكم الأوروبية ضد النظام من خلال الحجز على أموال شخصيات كثيرة من بينها مقربين من رئيس النظام وشقيقه ماهر الأسد وشخصيات عسكرية وأمنية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات