لهذه الأسباب عائدات كأس العالم لن تنعش الاقتصاد الروسي

لهذه الأسباب عائدات كأس العالم لن تنعش الاقتصاد الروسي
أشار تقرير نشرته محطة "CNBC" الأمريكية إلى أن المنافع التي تتوقعها روسيا من إيرادات مونديال كأس العالم، لن تكون كما يريدها الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) الذي يأمل أن تؤدي بطولة كأس العالم إلى تعزيز اقتصاد بلاده.

روسيا التي تستضيف أكبر حدث رياضي في العالم، من 14 حزيران إلى 15 تموز، ستستضيف البطولة في عدد من المدن الروسية، بما في ذلك موسكو وسانت بطرسبورغ وسوتشي. حيث أنفقت روسيا، التي تستضيف كأس العالم لأول مرة، 14 مليار دولار على استضافة البطولة، مما يجعلها البطولة الأغلى في التاريخ.

وأشار تقرير صادر عن " مؤسسة موديز" المختصة بالأبحاث الاقتصادية والتحليلات المالية إلى أن "روسيا ستختبر منفعة اقتصادية قصيرة من استضافة بطولة كأس العالم 2018" وأضاف التقرير "معظم التأثير الاقتصادي تم في الإنفاق على البنى التحتية، التي تعتبر ذات تأثير محدود. الاستثمارات المتعلقة بكاس العالم من 2013 إلى 2017 لا تمثل سوى 1٪ من إجمالي الاستثمارات".

وأوضحت (كريستين ليندو) المحللة ونائبة الرئيس في "موديز" قائلة، إن هذا الحدث سيستمر شهراً واحداً فقط، وستكون الحوافز الاقتصادية المرتبطة باهتة مقارنة بحجم اقتصاد روسيا الذي تبلغ قيمته 1.3 تريليون دولار.

وذكرت وسائل الإعلام الروسية، أن روسيا قد أنفقت ما مجموعه 14.2 مليار دولار على استضافة هذا الحدث، وهذا الإنفاق يعد أكثر بكثير من التكلفة الرسمة المتوقعة والتي تبلغ 11 مليار دولار، حيث تم تعديل الميزانية الرسمية المطلوبة للبطولة 12 مرة منذ فوز روسيا في استضافة كأس العالم عام 2010.

ملاعب للأسواق الشعبية

شهدت المدن الروسية الإحدى عشرة التي تستضيف المباريات تحسناً في البنى التحتية الخاصة بالنقل والمرافق، ولكن ذلك لم يأت بدون تكلفة.

وأكد تقرير "موديز" أنه "بالنسبة للمناطق الروسية، فإن البنى التحتية الجديدة ستولد عائدات ضريبية إضافية وتقلل من الإنفاق في المستقبل" كما أثر الإنفاق في كأس العالم، سلباً على الموازنة الحكومية في عدة مناطق، مثل سانت بطرسبورغ وسمارا أوبلاست.

وقال (بوتين) إن الإنفاق على البنى التحتية يجب أن يؤتي ثماره مشدداً على ألا تتحول الملاعب لـ "أسواق شعبية بعد انتهاء البطولة".

"أود الآن أن أخاطب زملائي في المناطق، وأطلب منهم عدم السماح، تحت أي ظرف من الظروف، للأسواق شعبية وما شابه ذلك من الظهور في هذه الملاعب، كما ظهر في المباني الأخرى ذات الصلة بالرياضة في موسكو في منتصف التسعينات" قال (بوتين).

عوامل سلبية

يتوقع منظمو كأس العالم أن يشارك 570 ألف مشجع أجنبي و700 ألف روسي في مباريات كأس العالم في روسيا، مما يمنح القطاع السياحي، بدءا من الفنادق مروراً بالمطاعم، دفعة اقتصادية، وإن كانت قصيرة الأجل.

وأشار تقرير "موديز" إلى أن "المطارات في موسكو، هي من بين المستفيدين الرئيسيين في قطاع النقل لأن المرافق المطورة ستدعم تدفق عدد أكبر من الركاب، حتى بعد انتهاء الحدث".

وأعتبر لاعب دولي سابق لكرة قدم، موجود في روسيا من أجل البطولة، أن موسكو هي خلية من النشاط، قائلاً "لقد تم بيع جميع الفنادق.. الليلة الماضية، كنت في الخارج وكانت المطاعم والحانات معبأة. تخيل فقط مقدار الأموال التي ستضخ للاقتصاد بسبب استضافة حديث رئيسي كهذا". 

وقال (آلان روانان) مدير صناعة الرياضة في "يورومونيتور"، الشركة المستقلة الرائدة في مجال أبحاث الأسواق، أنه "من المتوقع أن يسجل عدد الوافدين في روسيا معدل نمو سنوي يبلغ 4 في المئة بحلول عام 2022 ليصل إلى 37.5 مليون رحلة" متوقعاً زيادة 1.4% في عدد الوافدين إلى روسيا في عام 2018، كنتيجة مباشرة لاستضافة كأس العالم.

إلا أن (روانان) أشار إلى وجود عدة "عوامل سلبية، مثل الافتقار إلى مرافق متوسطة المستوى للإقامة، والمخاوف المتعلقة بالسلامة، وتكاليف القيمة المضافة المرتفعة نسبياً، وضوابط التأشيرات المرهقة لحاملي التذاكر" كل هذا بحسب (روانان) سيؤثر سلباً على تدفق السياح القادمين. 

"علاوة على ذلك" قال (روانان) "من المرجح أن يؤدي التوتر السياسي الأخير بين روسيا والمملكة المتحدة إلى تقويض تدفق السياح من الأخيرة".

علاقات متوترة

لا تزال روسيا خاضعة للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدة بلدان أخرى بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 بالإضافة إلى دورها في دعم المتمردين المؤيدين لروسيا في شرق أوكرانيا.

كما أن تدخل الكرملين في الانتخابات الأمريكية عام 2016 ومحاولة اغتيال العميل الروسي السابق في المملكة المتحدة رفع حدة التوتر بين روسيا والغرب.

وتشير "CNBC" إلى وجود مخاوف من اندلاع أعمال عنف خارج الملعب على غرار بطولة أوروبا لكرة القدم 2016، خاصة بين مشجعي روسيا وبريطانيا، الأمر الذي قد يفسد البطولة.

للاطلاع على التقرير باللغة الإنكليزية (إضغط هنا)

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات