تعرّف إلى حزب الحركة القومية التركي والسياسات التي يرفضها

تعرّف إلى حزب الحركة القومية التركي والسياسات التي يرفضها
تأسس حزب الحركة القومية في 9 شباط من عام 1969، وذلك من خلال عقد مؤتمر استثنائي تمّ بموجبه تغيير تسمية حزب (الجمهوري القروي القومي) إلى حزب الحركة القومية، حيث يمثل الحزب الاتجاه القومي المتعصب في تركيا.

ويعدّ الحزب امتدادا للحركة القومية التي ترأسها الزعيم الراحل (ألب ارسلان تركيش) في ستينيات القرن الماضي، حيث حقق الحزب في الانتخابات التي أجريت في عامي 1969 و1973 نجاحات كبيرة.

وبقي الزعيم الراحل (ألب ارسلان تركيش) منذ انتخابات 1965 وحتى عام 1973 النائب والممثل الوحيد للحزب في البرلمان التركي، ليدخل الحزب في عام 1973 البرلمان بـ 3 نوّاب، ويتمكّن الحزب في عام 1977 من الحصول على نسبة أصوات بلغت 6.4 بالمئة، الأمر الذي مكّنه من تمثيله في الحكومة آنذاك عبر 5 وزراء ونائب رئيس الوزراء.

كيف اكتسب الحزب شعبية كبيرة؟

اكتسب الحزب شعبية كبيرة مع مقتل الطالب القومي (أرطغرل دوسون أون كوزو) في 23 تشرين الثاني من عام 1970 إثر تعذيبه لـ 3 أيام متواصلة، ويعقبه بعد ذلك مقتل ثلاثة قوميين آخرين وهم النائب والإعلامي (إلهان دارين دادا أوغلو)، والنائب (غون سازاك) وزير الجمارك آنذاك، والنائب (رجب هاشاتلي) إثر هجوم استهدفهم، ما أدّى تحرّك شعبي واسع في السياسة والساحة التركيتين.

وأكبر نجاح حققه الحزب كان في انتخابات 1999، حيث فاز حينها بنسبة أصوات بلغت 17.9 بالمئة.

وانتقلت زعامة الحزب من ألب أرسلان تركيش إلى دولت باهشلي الزعيم الحالي للحزب في عام 1999،  حيث خاض الحزب انتخابات 1999 بالزعامة الجديدة، محققا نجاحا كبيرا، إذ دخل البرلمان التركي محققا المركز الثاني بين الأحزاب السياسية آنذاك.

التوجّه الفكري للحزب

يُعرف الحزب بتوجهه القومي، واستقطابه للفئة المتعصبة للقومية التركية، ويُعدّ من أشد المعارضين للتعديلات الدستورية التي تمنح الأكراد الحقوق الثقافية في البث والإعلام والتعليم وغيرهم، ليُعرف بمعارضته تلك بأنّه الحزب الأشد حساسية وكرها إن صحّ التعبير حيال الأكراد.

وكذلك يٌعرف الحزب بمواقفه الرافضة لسياسة الانقياد لأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ويظهر ذلك جليا في التصريحات التي يدلي بها زعيم الحزب الحالي دولت باهشلي، الذي لا يفوّت فرصة إلا وينعت فيها أوروبا وأمريكا بالإمبريالية، حيث يُذكر أنّه قال في معرض انتقاده لمشروع القرار الذي تمت المصادقة عليه من قبل مجلس النواب الاتحادي اللألماني فيما يتعلق بأحداث الأرمن عام 1915: ""إن كانت ألمانيا تريد التعمق فيما يخص الإبادة الجماعية فلتنظر إلى نفسها، أقل ما يمكن أن نصف الأمر بأنه "المضحك المبكي" عندما يقوم بلد خرج من ثناياه وحش بحجم هتلر، بإعطاء دروس عن الإنسانية للآخرين".

وتصريحات باهشتي ممتلئة بمثل هذه الأمثلة التي تعكس مدى انتقاد الحزب لسياسة  النقياد والانصياع للعالم الغربي.

اللافت للانتباه أنّ سياسة العصبية للقومية التركية، ونبذ القوميات الأخرى لا تقتصر على القومية الكردية فحسب بل تقريبا هي سياسة تنطبق على سائر القوميات الأخرى، إذ وصف باهشلي في وقت سابق خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه الأرمن بالعصابات الإرهابية، حيث قال: "إن الإمبراطورية العثمانية دخلت الحرب العالمية الأولى كحليفة لألمانيا، وكانت آنذاك العصابات الأرمنية تقوم بعمليات إرهابية في مناطق مختلفة من البلاد، أما العثمانيون ظلوا محافظين على وقارهم وحكمتهم أمام إجرام الأرمن، وبعد أن استمرت العمليات الإرهابية آنذاك تم تغيير أماكن الأرمن".

شعبية حزب الحركة القومية

مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم، وتبنيه سياسة احتضان كافة فئات الشعب ومنحهم الحريات، بما فيهم الأكراد، تراجعت نسب الأحزاب السياسية الأخرى كافة إن صحّ التعبير، بما فيهم نسب حزب الحركة القومية، حيث بالكاد تجاوز الحزب في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت في 2015 عتبة الدخول إلى البرلمان التركي والمتمثلة بـ 10 بالمئة، محققا نسبة بلغت 11,90 فقط.

وفيما يتعلق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع عقدهما في الرابع وعشرين من الشهر الجاري أعلن الحزب تأييده لحزب العدالة والتنمية، كما أعلن عن رجب طيب أردوغان زعيم العدالة والتنمية مرشحا توافقيا للحزبين معا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، الأمر الذي دقع ببعض المحللين إلى تفسير تحالف حزب الحركة القومية مع العدالة والتنمية إلى إيمان الأول بعدم قدرته على الحصول على العتبة المطلوبة لدخول البرلمان، والمتمثلة بـ 10 بالمئة، ولذلك لجأ -بحسب مراقبين- إلى التحالف مع العدالة والتنمية، وخصوصا بعد التعديل الدستوري الجديد الذي ينص على إمكانية دخول حزب من الأحزاب السياسية الموجودة في تركيا البرلمان في حال تحالفه مع حزب آخر، وتجاوز الحزبين معا للعتبة المطلوبة.

موقف الحزب من الثورة السورية

أعلن حزب الحركة القومية دعمه للثورة السورية منذ اندلاع الشرارة الأولى لها، معلنا وقوفه إلى جانب المطالب المحقة للشعب السوري ضد بشار الأسد الذي نعته مرارا بالقاتل والظالم، مؤكدا على عدم إمكانية اشتمال المرحلة السياسية المقبلة في سوريا على بشار الأسد.

إلا أنّ حزب الحركة القومية عارض قرار الحكومة التركية فيما يخص منح السوريين الجنسية التركية، موضحا أنّ للجنسية التركية وقارها واحترامها، مشددا على ضرورة ألا يكون منحها سهلا إلى هذا الحد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات