من المسؤول عن الاغتيالات في الشمال السوري وما الغاية منها؟

من المسؤول عن الاغتيالات في الشمال السوري وما الغاية منها؟
تصاعدت في الأسابيع الماضية وتيرة الاغتيالات بحق قيادات عسكرية وأخرى مدنية في الشمال السوري، ومن بينها اغتيال فريق تابع لمنظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) بريف حلب الجنوبي وسط ظروف غامضة، ودون معرفة المنفذين للعملية وغيرها من عمليات الاغتيال الاخرى التي لا يخلو يوم إلا وتكون حاضرة في قرية أو بلدة في إدلب وريفها أو أرياف محافظة حلب.

زعزعة استقرار الشمال

ويقول الصحفي السوري "بشير ليوش" في حديث لـ "اورينت نت"، إن "الاغتيالات التي تجري يتم تنفيذها من قبل فصيل لا يريد تحقيق استقرار في المنطقة، وأن ذلك الفصيل ينفذ أوامر تم إملاؤها عليه بدقة من قبل داعمه أو داعميه، فيما تبقى الطريقة (ارتجالية) أي أن تلك الجماعة أو الفصيل حر التصرف في ضرب الاستقرار او زعزعته أو تنفيذ غايات أخرى مشابهة لذلك، مشيراً إلى من ينفذ الاغتيالات لا يمكنه السيطرة المطلقة وهو عاجز عن إخضاع الشمال له وهو ما دفعه لاتباع هذا الأسلوب".

ومنذ أواخر شهر نيسان/أبريل الماضي بدأت سلسلة الاغتيالات في إدلب وريف حلب بمقتل عدد من قادة الفصائل وعلى رأسهم تحرير الشام، إضافة لعناصر وضباط في جهاز (الشرطة الحرة) وهو ما دفع قادة الفصائل الآخرين لاتخاذ تدابير احتياطية لكن دون جدوى، وما زاد الامور تعقيداً هو مقتل عدد من المدنيين برصاص مجهولين (بعضهم مهجر من الغوطة الشرقية) بريف إدلب وصولاً لمقتل عناصر إغاثة وصولاً لاغتيال فريق الدفاع المدني في بلدة "تلحدية" جنوب حلب، وهو ما خلق حالة من الذعر والرعب ترافقت مع موجة من السخط على الفصائل التي وصفوها بـ "العاجرة عن ضبط الوضع"

ضعف التجهيزات

وعلى الرغم من اعتبار "ليوش" أن العمليات تتم من الداخل، إلا أنه في الوقت ذاته أكد أنه لا يمكن اتهام جهة معينة بما يحدث، لافتاً إلى أن مسألة ضبط الأمن وحفظه (مهمة صعبة) وتعجز عنها دول بأكملها، معولاً بذلك على ضعف الكفاءات والنقص العددي في صفوف الفصائل وعدم وجود (سرية في الأداء) وضعف التجهيزات، حيث أشار أنه (لو تم جمع عناصر جميع الفصائل في الشمال) لن يستطيعوا تغطية أكثر من بضع قرى صغيرة وفق تعبيره.

ويعتقد سكان الشمال السوري أن الاغتيالات الحاصلة هي ناتج طبيعي لإهمال الفصائل لواجباتهم تجاه المدنيين والتفاتهم فقط لما وصفوه بـ (مصالحهم) أو الاقتتال فيما بينهم وهذا ما زاد من سخطهم، معتبرين أن حواجز الفصائل والاستنفار الذي يسود صفوفهم وإغلاقهم للطرقات لا يتم إلا في حال كان هناك اقتتال فيما بينهم.

أما بالنسبة لاغتيال عناصر غير عسكريين فهم ما زالوا في حيرة من أمرهم وهو ما أكده "ليوش" الذي اعتبر أن حادثتي اغتيال عناصر الدفاع المدني التي تمت إحداهما قبل عام تقريباً والأخرى قبل أسبوع (أمر لا يمكنه تخمينه حتى لعدم معرفة الدوافع)، مرجحاً في الوقت ذاته فرضية (الثأر) من أحدهم والقتل كان جماعياً للتمويه وتغطية منفذ الجريمة وفق اعتقاده، مؤكداً أن دور تركيا التي بدأت تبسط نفوذها على الشمال يتجلى حالياً في سحب السلاح من العامة والاعتماد على فصائل مدربة ومطيعة لها كـ "جيش إدلب الحر" واصفاً إياها بـ (المنقذ الوحيد للشمال من أتباع تنظيم الدولة وحاملي فكر جند الأقصى).

انفلات أمني

واعتبر الناشط السوري "كريم عنكير" في حديثه لـ "أورينت نت"، أنه "من الصعب تحديد الجهة المنفذة لتلك الاغتيالات وإن كانت هناك إشارات وأدلة مبدئية على تنفيذها من قبل تنظيم الدولة، لكن تبقى هيئة تحرير الشام هي المسؤولة الأولى والأخيرة عما يجري في مناطق سيطرتها من خلل وانفلات أمني واضحين.

وأشار إلى أن هذه الاغتيالات تبدو مرحلية ومؤقتة، ولكنها ستبقى مستمرة حتى وإن خفت وتيرتها بحيث يتم استهداف شخصيات ثورية بالدرجة الأولى (مدنية منها أكثر من عسكرية)، مضيفاً أن تركيا ستلعب دوراً كبيراً في استقرار المنطقة ويمكن الرد على ذلك من خلال النظر لتجربة الفصائل الموالية لتركيا أو التابعة لها في مناطق درع الفرات، فهي مناطق آمنة نسبياً وبشكل جيد وإن تخللها حوادث متفرقة، إلا أن ذلك لا يؤثر على استقرارها وقدرتها على إدارة أمورها بإشراف تركي".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات