هكذا انتقد إعلامي تركي سياسة المعارضة تجاه السوريين

هكذا انتقد إعلامي تركي سياسة المعارضة تجاه السوريين
منذ سنوات طويلة والمعارضة تنتهج سياسة معادية حيال السوريين الذين لجؤوا إلى تركيا، وعقب إعلان الحكومة الذهاب إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة كثّفت المعارضة -وعلى رأسها حزبا الشعب الجمهوري والصالح- من سياستها المعادية مستخدمة السوريين كورقة رئيسة في الحملات الدعائية للانتخابات.

وردّا على التصريحات التي طالت السوريين جهارا نهارا، ليس من قبل المعارضة فحسب، وإنّما من قبل إعلامييهم وكتّابهم أيضا، نشرت صحيفة يني شفق مقالة للكاتب (سيفي أوغون) تحت عنوان "السوريون" انتقد فيها استهداف المعارضة للاجئين السوريين في تركيا، والادّعاءات التي روّجوا لها بحق ما يزيد عن 4 ملايين سوري.

وأشار الكاتب إلى أنّ ما قرأه لكتّاب المعارضة من مقالات استهدفت السوريين أدّت إلى خلق دهشة لديه، موضحا أنّ ما أسماهم بكتّاب المعارضة لم يكتفوا بانتقاد سياسات الحكومة حيال سوريا فحسب، وإنما وصل بهم الأمر إلى انتقاد المواطنين السوريين بعينهم.

ويقول الكاتب: "ما الذي لا يكتبه كتّاب الكر والفر عن السوريين؟ يروّجون على أنّ واحدا من كل ثلاثة سوريين غير متعلم وجاهل، وهذا يعني بنظرهم أنّ السوريين لديهم قابلية ارتكاب الجرائم أكثر من غيرهم، ولا يكتفون بذلك، فأكثر ما لفت انتباهي هو انزعاج وشكوى البعض من انخراط السوريين في فعاليات اقتصادية وثقافية، فيحاولون لفت الأنظار إلى أنّ من بين كل 10 شركات أجنبية توجد شركة سورية، وينتقدون إنشاء رجال الأعمال السوريين لجمعيات، وكذلك ينتقدون مشاركاتهم في المعارض التجارية".

وأردف أوغون بأنّ كتّاب المعارضة ينتقدون فتح السوريين لمعامل خاصة بهم، وكذلك لأفران خبز خاصة بهم، وفتح بعضهم لسلاسل مطاعم سورية، وكأنّ هذه الفعاليات التجارية بمثابة الذنب الذي لا يغتفر، مردفا في الإطار ذاته: "من جهة أخرى يحاسبون السوريين على المصاريف التي يقومون بها، وفي نهاية المطاف لا يستحون من قول العبارة التالية (بما أنّ السوريين لديهم إمكانيات لإنشاء شركات خاصة بهم، ويستهلكون بطريقة لا تخلو من الرفاهية والإسراف، فهذا يعني أنّهم ليسوا بحاجة شيء، ولذلك فليعودوا إلى بلادهم صاغرين".

وذهب أوغون إلى أنّ نظرة كتّاب المعارضة للسوريين في تركيا لا تختلف عن النازية بشيء، وما تقوله المعارضة عن السوريين في حقيقة الأمر -بحسب الكاتب- لا تختلف عما قاله النازيون الألمان بحق الأتراك الذين ذهبوا إلى ألمانيا وأقاموا هناك.

وأردف أوغون بأنّ نازية كتّاب المعارضة لم تقف عند هذا الحد، وإنما وصلت إلى ما هو أبعد من ذلك، قائلا: "هناك من بدأ يبدي انزعاجه مدّعيا بأنّ شوارع عدة مثل "فاتح وباغلار باشي" وغيرهم باتت تتحدث بالعربية فقط، ولم يعد بالإمكان سماع اللغة التركية فيها، وكتّاب المعارضة ينظرون إلى الصحف الإلكترونية والإذاعات والقنوات التي يفتتحها السوريون هنا على أنّها ذنب وجريمة، وكذلك الأمر بنظرهم افتتاح السوريين لمستشفيات ومخابر طبية، وكذلك تشكيلهم لفرق كرة قدم، واحترافهم الموسيقا، والمسرح والسينما أمور أيضا أشبه بالذنب، وهي أمور مثيرة للاستهزاء والسخرية لديهم".

وختم الكاتب مقاله موضحا أنّه في حال بقاء السوريين دون تعليم فهم بنظر المعارضة الفئة الأكثر قابلية لارتكاب الجرائم، وفي حال تعلّمهم وقيامهم بمشاريع تجارية وثقافية، فطعامهم ولباسهم بالنسبة لكتّاب المعارضة حرام بحرام، بتعبير آخر فالسوريون لا يفلتون من لسان الكتّاب المعارضين بأي شكل من الأشكال.

ونوّه أوغون إلى أنّ كتّاب المعارضة لم يترددوا بالقول للسوريين الفاعلين في المجتمع، والساعين خلف رزقهم (بدلا من أن تلهو هنا وتسعوا خلف أهوائكم، اذهبوا وحاربوا في بلادكم).

وبحسب الكاتب فإنّ كل ما سبق لا يعكس سوى كراهية الآخر التي تنتهجها المعارضة، ولا يعكس سوى السياسة التي عملت المعارضة على عكسها في مناطق معينة دون أخرى، مضيفا: "على المعارضة ألا تلهث خلف سياسات مبغضة، وإنما عليها أن تتبع سياسات تعود بالفعل بنتائج إيجابية عليها".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات