محللون يوضحون لأورينت الأهمية "الاستراتيجية" لمنطقة طفس بدرعا

محللون يوضحون لأورينت الأهمية "الاستراتيجية" لمنطقة طفس بدرعا
شكل اتفاق بصرى الشام الأخير بين قادة الفصائل المقاتلة في درعا مع الجانب الروسي، مقدمة لانتقال الروس إلى عقد اتفاق جديد مماثل مع الفصائل في منطقة طفس غربي درعا، حيث ترجع الأهمية الاستراتيجية للمنطقة كما يراها محللون، كونها ستُمكّن ميليشيات أسد الطائفية بالدرجة الأولى من الوصول إلى درعا المحطة، وكذلك استلام تلك الميليشيات نقاط الاشتباكات مع تنظيم داعش، هذا فضلاً عن رغبة الروس في رسم ملامح درعا قبل لقاء ترامب بوتين في أول لقاء قمة "كاملة" لهما في العاصمة الفنلندية "هلسنكي" في 16 تموز الجاري، والتي يراها مراقبون تحمل كثيراً من التفاهمات حول سوريا.

خط الخرق رقم 3 

واعتبر العقيد (عبد الله الأسعد) خبير عسكري واستراتيجي، أن "تشكيل المنطقة الغربية لجنة تفاوض وغرفة عمليات هي بإيعاز من الخارج وليس بهدف القتال. وبالتالي فإن منطقة طفس تعد هي خط الخرق رقم 3 باتجاه الغرب الذي يؤدي دخوله للوصول إلى اليادودة والمزيريب ومن ثم الدخول إلى ضاحية درعا السكنية والالتقاء مع ميليشيا النظام المتواجدة في درعا المحطة".

حزام آمن لإسرائيل 

وحول هدف نظام الأسد من تسلّم مناطق الاشتباكات مع داعش من الفصائل المقاتلة كما ينص الاتفاق في منطقة طفس، أشار (الأسعد) في تصريح لـ أورينت، إلى أن "موضوع داعش سيكون شماعة لنظام الأسد للقتال هناك، وأتوقع في المستقبل أن تحتج إسرائيل بدخول قوات النظام إلى المنطقة كون سيكون برفقتها ميليشيات إيرانية وستكون هناك حجة لهجوم إسرائيل على منطقة حوض اليرموك والمنطقة الغربية واحتلال حزام آمن، لإسرائيل من جهة درعا".

"خيانة بعض قادة الفصائل"

وتابع: "موضوع القتال في الوقت الراهن بالنسبة للثوار.. هو مرتبط بما قامت به كل من فصائل (قوات شباب السنة، والمهاجرين والأنصار، وفرقة عمود حوران، وفرقة أسود السنة) حينما ذهب قادتها للتفاوض مع الروس، وهذا ما أثر على الروح المعنوية للمقاتلين في المنطقة الغربية أو منطقة الجيدور القريبة من الصنمين وغيرها".

وحول انجرار بعض قادة الفصائل في درعا، للتسليم والتفاوض مع الروس منذ الأسبوع الأول لبدء الحملة العسكرية، أكد العقيد، أن "للنصر مقومات(...)"، مردفاً أنه "منذ تحشدميليشيا النظام في المنطقة الشرقية في السويداء من أجل الهجوم على درعا لم يكون هناك قرار لصد الهجوم والدفاع عن المدن، وإنما كان القرار مباشرة بعد أسبوع من بدء المعركة هو التفاوض مع الروس".

وأضاف "بالنسبة للقادة درعا هم لم يكونوا على الأرض ورأينا التمثيليات والتسليم، لكن سلبت منهم إرادة القتال(...)، وأن من سلبها هي هيئة التفاوض ابتداء من رئيس الوفد إلى أصغر رجل من أبناء درعا الذين كانوا قنوات اتصال بين الروس وبين قادة الفصائل، حيث كانت تجري اجتماعات حول ذلك في إربد (...)، هذا فضلاً عن ما قدمه نظام الأسد من وعود للمفاوضين باستلام حقائب في المستقبل مقابل تدمير إرادة القتال لدى الثوار، وبالتالي فإن كل شخص استلم منصب في هيئة التفاوض أو في أي مكان آخر، كان مقابل أن يقدم تنازلات في الخيانة في المستقبل".

نوايا الروس

بدوره رأى العميد (أحمد شروف) محلل عسكري واستراتيجي، أن أهمية منطقة طفس تكمن في كونها "تعتبر امتداداً لخط مطار الضعبة  - خربة غزالة - مساكن جلين، وبالتالي فإن السيطرة عليها تحقق عزل درعا عن شمال غرب القنيطرة ، وفصل ريف درعا الشمالي الغربي عن درعا المدينة والحدود الأردنية".

ولفت (شروف) في تصريح لـ أورينت، إلى أن المؤشرات تؤكد نية الروس السيطرة على محافظة درعا والمعابر، وخاصة في ظل وجود تفاهمات روسية إسرائيلية وأمريكية، لا سيما عقب تخلي أمريكا عن المعارضة، مما يؤكد سيطرة تحالف نظام الأسد على الجنوب، وقد أعلن جون بولتن أن أمريكا ليست قلقة من قضاء النظام على المعارضة في الجنوب".

قمة ترامب بوتين

واستطرد العميد بقوله "علينا أن نتذكر جميعا أن التسوية أو الصفقة ستكون في 16 تموز في لقاء ترامب بوتين المرتقب، وما يسعى إليه الروس هو إنهاء حالة درعا قبل ذلك(...)، أما القنيطرة فقد جرى التفاهم عليها مع إسرائيل وأعلن الإسرائيليون أنهم لن يقبلوا أي قوة غير قوات النظام على الحدود مع الجولان".

يذكر أن مراسل أورينت أفاد (الأحد) بدخول الشرطة الروسية إلى مدينة طفس غربي درعا، وإجراء اجتماعات مع الفصائل المقاتلة لترتيب آليات تطبيق بنود اتفاق بصرى الشام قبل أيام، لتتعثر لاحقاً بعد رفض ضابط بالحرس الجمهوري حصول التسوية، ومطالبته باقتحام المدينة. حيث أوضح المراسل أن المفاوضات حول طفس كانت انتهت منذ عقد اتفاق الفصائل المقاتلة مع الجانب الروسي في بصرى الشام مؤخراً ، موضحاً أن ما جرى الآن هو لترتيب آليات تسليم نقاط اشتباك الفصائل مع تنظيم داعش، وتسليم السلاح الثقيل.

يشار إلى أن "لجنة التفاوض في الجنوب السوري" توصلت إلى اتفاق مع قوات الاحتلال الروسي (الجمعة) ينص على انتشار الشرطة العسكرية الروسية على الحدود السورية الأردنية.

وأكدت "لجنة التفاوض" لأورينت أن الاتفاق ينص على وقف فوري لإطلاق النار في الجنوب، والبدء بتسليم السلاح الثقيل للقوات الروسية، بالمقابل تنسحب ميليشيا أسد الطائفية من قرى وبلدات (السهوة والجيزة وكحيل المسيفرة) في ريف درعا الشرقي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات