الاقتصاد الإيراني ينزف جراء العقوبات الأمريكية.. وميليشياتها تعاني من قلة الدعم

شهد أواخرُ القرن العشرين انهيارَ الاتحاد السوفيتي على الرغم من كل قوتهِ والمساحةِ الجغرافية الكبيرة التي كان يسيطرُ عليها إلا أن ذلك لم يكنِ الضامنَ لبقائهِ و استمراره... الركودُ الاقتصادي الكبير الذي عاناه الاتحاد السوفيتي في أواخر ِأيامه كان من العواملِ الحاسمة التي أسرعت بتآكلهِ من الداخل.. فالتنافسُ والصراع المحمومُ بالحرب ِالباردة مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي دفعته للإنفاق بلا حسابٍ على الجيش وتطويرِ مقدراتهِ التقنية الفضائية بالإضافة للحصار ِالاقتصادي الذي فرضته الولاياتُ المتحدة وحلفاؤها أسهم بشكلٍ أساسي بنهايته.. نذكر هذه الحادثة بعد أشهر من فرض ِواشنطن عقوباتِها الاقتصادية على طهران، فإيران التي كانت تعاني من صعوباتٍ اقتصادية قبلَ العقوباتِ أصبح اقتصادها على شفى الانهيار الكلي بعد اقرار العقوبات.. وعلى ما يبدو أن العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على إيران بدأت تؤتي أوكلها، ومظاهر تأثيرها وصلت إلى أذرعها بالمنطقة، التي أصبحت تعاني من نقص المعونات الإيرانية لها.. فقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن تخفيض إيران لرواتب ميليشياتها في سوريا حتى وصل الأمر بالبعض فقده لنصف راتبه الذي كان يحصل عليه من إيران، بالإضافة إلى فقدان الكثير من الميزات التي كانوا يحصلون عليها، كما أن البعض لم يعد يتقاضى راتبه المخصص له منذ أشهر.. 

قائد ميليشيا حزب الله حسن نصر الله كان يستجدي أتباعه ليجمعوا التبرعات له، لأن الأيام الذهبية للدعم الإيراني اللا محدود قد ولت إلى غير رجعة.. طهران التي تعاني من أزمة مالية خانقة أصبحت تبحث على ما يعيد لها ولو جزء بسيط من خسائرها التي دفعتها بسوريا، وذلك على شكل مشروعات اقتصادية تحتكرها من النظام، فقد صادق مجلس وزراء النظام على مشروع لمحطة توليد للطاقة الكهربائية في اللاذقية بقيمة 411 مليون يورو.. فهل استطاعت العقوبات الأمريكية أن تقلص ولو بشكل جزئي الدعم الإيراني لميلشياتها في المنطقة؟ وهل ستسهم هذه العقوبات بلجم النشاط الإيراني في سوريا؟ وهل ستخسر طهران الموالين لها في دول المنطقة بعد انقطاع الدعم عنهم؟ وهل تسعى إيران من خلال المشاريع التي تحصل عليها من نظام الأسد تعويض ما تكبدته من خسائر في سوريا؟

الضيوف 

د. عبد المنعم الحلبي – أكاديمي مختص في العلاقات الاقتصادية الدولية – غازي عنتاب – dtl 

د. نبيل العتوم - خبير في الشأن الإيراني - عمان – DTL

د. ديفيد بولك - كبير الباحثين في معهد واشنطن - واشنطن