لماذا تقوم القوات الروسية بإفراغ بلدات ريف حماة الشمالي الواقعة تحت سيطرتها؟

لماذا تقوم القوات الروسية بإفراغ بلدات ريف حماة الشمالي الواقعة تحت سيطرتها؟
أكّدت مصادر محلية لأورينت نت أن أهالي ريف حماة الشمالي المتواجدين في "بريديج والجرنيّة" غادروا منازلهم بعد قرار القوات الروسية بإخلاء هاتين البلدتين، بالإضافة إلى أن بلدتي "كرناز والشيخ حديد" سيتمّ إخلاؤها لاحقاً حسب القرار الروسي، وجاء ذلك دون معرفة الأهالي لسبب إخلائهم ومغادرتهم بلداتهم إلى مناطق مجاورة بالقرب من مدينة السقيلبية، ودون الاهتمام بهم أو تأمين احتياجاتهم وحتى السماح لهم بالعودة إلى إشعار آخر.

 وأوضحت نفس المصادر أن أكثر من 200 عائلة تم إجلاؤها من بلدتيّ بريديج والجرنيّة، رغم محاولتهم الوصول لمكتب العقيد "سامر علي محمد" في مطار حماة العسكري والمسؤول عن القوات المتواجدة في البلدتين، ولكنه رفض مقابلتهم وبالتالي تم إفراغ البلدتين من الأهالي والاستيلاء على منازلهم لصالح الميليشيات المتواجدة في المنطقة.

إنشاء قاعدة عسكرية روسية

وعن الغاية من إفراغ هذه البلدات من أهاليها، يقول العميد أحمد رحال لأورينت نت، "تسعى روسيا لتقوية نفوذها في منطقة ريف حماة، وبالتالي استقدمت عدداً من قواتها العسكرية للمنطقة، وطالبت أهالي بعض القرى والبلدات المتواجدة في ريف حماة الشمالي الغربي بإخلائها خلال فترة لا تتعدّى 24 ساعة، وفعلاً تمّ ذلك، والهدف هو إنشاء قاعدة عسكرية روسية ضخمة في المنطقة، وتسليم منازل القرى لهذه القوات".

وكذلك مرصد الجبهة الوطنية للتحرير في ريف حماة الشمالي "المرصد 20"، أكّد لأورينت نت أن، "الغاية من إخلاء بعض قرى ريف حماة الشمالي الغربي  كبريديج والجرنيّة وبعدها كرناز والشيخ حديد هي تركيز قواعد روسية في تلك المنطقة، بالإضافة لنشر قواتهم والميليشيات الحليفة لهم كالفيلق الخامس ضمن هذه المنطقة، وبالتالي سيسيطرون على أكبر رقعة ممكنة بعد سيطرتهم على مناطق سهل الغاب الموالية".

الهيمنة الروسية على المنطقة العازلة

ذكرت مصادر اعلامية لأورينت نت أن القوات الروسية والميليشيات التابعة لها تمركزت منذ أيام في الأراضي الزراعية جنوب بلدة "حيالين" وفي بلدتي"بريديج والجرنيّة" بريف حماة الشمالي الغربي، مُستقدمةً معها عشرات الآليات العسكرية والهندسية تحت غطاءٍ جويّ روسيّ، بالتزامن مع خروج آليات عسكرية تابعة للفرقة الرابعة من هذه البلدات.

وبهذا الجانب، يقول العميد رحال لأورينت نت أنّ، "روسيا تسعى لتقليم أظافر ايران في سوريا وخاصة بالقرب من المنطقة العازلة المُتفق عليها بين روسيا وتركيا، وبما أن بلدات بريديج والجرنيّة وباقي البلدات المحيطة بها تُسيطر عليها ميليشيات الفرقة الرابعة وحزب الله والميليشيات الإيرانية، فإن روسيا تسعى لطرد هذه الميليشيات من تلك البلدات المحاذية للمنطقة العازلة وتسليمها للفيلق الخامس الموالي للقوات الروسية".

وأشار رحال إلى أن روسيا تُحاول فرض هيمنتها على الحلّ السوري وتطبيق اتفاق أستانا وسوتشي بعيداً عن ايران، وبالتالي عليها الهيمنة العسكرية على حدود المنطقة العازلة دون تدخّل أي طرف آخر، وهذا ما حصل سابقاً بعدة مناطق كانت السيطرة فيها مشتركة بين روسيا وايران.

وبنفس الإطار، لم يستبعد الخبير العسكري عبد الرزاق قاجو خلال حديثه مع أورينت نت، أن تكون غاية روسيا من إخلاء هذه المنطقة هو الخلاف الدائر بين ميليشيات الفرقة الرابعة الموالية لإيران وميليشيا الفيلق الخامس الموالي لروسيا، وبالتالي فرض السيطرة الروسية على المنطقة العازلة كما حصل بريف حماة الغربي.

الإيحاء بعمل عسكري

تشنّ القوات الروسية وميليشيا أسد الطائفية حملة قصف عنيفة طالت أغلب البلدات الواقعة ضمن المنطقة العازلة وتجاوزتها لبلدات أكثر عمقاً في الداخل المحرر، بالتزامن مع استقدام بعض القوات الرديفة لها وإخلاء بعض بلدات ريف حماة الشمالي من المدنيين، ممّا جعل البعض يتخوّف من قُرب معركة إدلب الكبرى، رغم استبعادها من الكثيرين.

وبهذا الصّدد، وصف المتحدّث الرسمي لجيش العزّة، العقيد مصطفى بكور الإجراءات الروسية الأخيرة بأنها إيحاءات لعمل عسكري ضخم ضد المناطق المحررة، ولكن الحقيقة غير ذلك.

وأضاف العقيد لأورينت نت، "إفراغ روسيا لأهالي بعض البلدات القريبة من خط المواجهة في ريف حماة الشمالي، عدا على أنه تلويح وإيماء بعمل عسكري وهميّ على إدلب، إلا أنه من أجل منع أهالي تلك البلدات المحتلّة من الحديث عن التحركات الروسية في المنطقة، وإيصال المعلومات العسكرية بقصد أو بدون قصد لفصائل الجيش الحر".

بينما الخبير العسكري قاجو لم يستبعد حدوث عمل عسكري "محدود" ولذلك تم إفراغ تلك المنطقة من قاطنيها، وجعلها منطقة كمنطقة "حلفايا" خاضعة للسيطرة الروسية دون السماح للأهالي بدخولها.

ولكن قاجو رأى أن لا مصلحة لروسيا من العمل العسكري المحدود على محور بريديج، ولذلك ربما يكون الإخلاء للتمويه لا أكثر، حسب كلام قاجو، والعمل على معركة محدودة بمنطقة أخرى أكثر أهمية كمنطقة سهل الغاب القريبة من جبال اللاذقية التي فيها قاعدة حميميم الروسية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات