إعلام الأسد سارع إلى اتهام "جبهة النصرة" إحدى الفصائل المسلحة التي تقاتل ضد النظام بأنها وراء هذه المجزرة، وأن الضحايا هم من مؤيدي الأسد، والمنطقة التي عثر عليهم فيها يسيطر عليها المسلحون، ولا يمكن لأن يكون النهر جرفهم إلى هذه المنطقة كون جريانه منخفض المستوى. غير أن دلائل كثيرة تؤكد تورط نظام الأسد القاتل في المجزرة ، لعل آخرها العثور على جثة الشهيد إبراهيم محمد كدرو سناق والذي كان معتقلاً في سجون المخابرات وتم انتشال جثته ليلة أمس ، وهو من بلدة تفتناز بريف إدلب . كما أن أهالي حي الكلاسة وجوار النهر أكدوا أن قوات الأسد هم الذين ارتكبوا هذه المجزرة المروعة، فالضحايا قتلوا وأيديهم موثقة، وهذه طريقة الشبيحة في إعدام المدنيين السوريين. يقول الناشط الميداني موفق الحلبي: "الأسد يحاول إلصاق التهمة بجبهة النصرة زوراً وبهتاناً، نحن نعرف أن مقاتلي النصرة لا يقومون بمثل هذه الأعمال الوحشية، ولا يخفون عملياتهم التي يقومون بها، كما أن الشهداء قتلوا بنفس الوحشية والطريقة التي يقتل بها جنود الأسد معتقليهم، إنها محاولة بشعة من الأسد لإرهاب الأهالي، ونحن نعرف عدونا وغريمنا جيداً، كما أن حجة مكان وجود الضحايا في منطقة يسيطر عليها الجيش الحر وأن النهر لا يمكنه جرف الجثث غير صحيحة، الجثث كانت منتفخة وتدل على أنها ألقيت قبل أكثر من 48 ساعة في النهر، هذه المدة كافية لأن تتنفخ الجثث ويجرفها النهر على انخفاض مستوى مجراه".
من جهته قال الناشط الميداني ج.ج لأورينت نت: "هناك شاب من الذين أعدموا كان يحمل مبلغ 350 ألف ليرة، طبعاً لم تكن معه حينما وجدت جثته، وجبهة النصرة لم تتهم لحد الآن بحالة سرقة واحدة وكلنا نعرف ذلك جيداً". ويضيف ناشط آخر: "كل المدنيين الذين يقطنون في المناطق المحررة هم أعداء بنظر الأسد، وهو مستعد للقضاء على كل الشعب ليبقى في السلطة". وكان نشر على موقع يوتيوب أمس الأول مقطع فيديو مصور، توعد فيه العقيد عبد الجبار العكيدي، رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب، نظام الأسد المجرم بالرد السريع والمزيد من الضربات الموجعة والانتقام لدماء الشهداء. وأضاف العكيدي في المقطع نفسه: "نقول لهذا النظام المجرم بأن هذه المجازر لن تزيدنا إلا إصرارًا على المضي بثورتنا المباركة حتى تحرير كامل التراب السوري من دنس هذه العصابات الأسدية". ويقول أحد الأهالي أنه ربما يجرف النهر في الأيام المقبلة المزيد من الجثث التي لاتزال عالقة في مكان ما من النهر، حيث لا يمكن تمشيط النهر صعوداً باتجاه المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد، فالقناصة هناك يعتلون كل المباني على جانبي النهر.
وكان تم التعرف على 46 من الشهداء الذين عثر عليهم في النهر، فيما بقي 55 شهيداً مجهولي الهوية، ورجح أحد سكان حي بستان القصر أن هؤلاء ربما يكونوا من الجنود الذين تم تصفيتهم لرفضهم الأوامر العسكرية، أو لمحاولتهم الهرب أو الانشقاق.
ورغم محاولة الأسد انكار ارتكابه للمجزرة وإلصاق التهمة بجبهة النصرة، إلا أن أهالي حي القصر والكلاسة يؤكدون بما لا يدع مجالاً للشك أن جنود النظام وشبيحته هم مرتكبو المجزرة، وهذه الفعل من الخسة والإجرام بدرجة لا يقدم عليها سوى الأسد وأتباعه.
التعليقات (9)