كيف تنجح تركيا وروسيا في التعاون على الرغم من اختلاف وجهات النظر؟

كيف تنجح تركيا وروسيا في التعاون على الرغم من اختلاف وجهات النظر؟
تقوم العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا، على أسس التعاون المشترك في كثير من المجالات (السياحية والاقتصادية والتجارية بالإضافة إلى الطاقة)، وذلك على الرغم من اختلاف وجهات نظرهما في العديد من الملفات والقضايا الدولية مثل سوريا وليبيا وأوكرانيا وأذربيجان وآية صوفيا وغيرهم.

ما هي أبرز القضايا الدولية التي تختلف حولها روسيا وتركيا؟ وكيف ينجح الطرفان في انتهاج دبلوماسية وعلاقات ثنائية، وكذلك إقامة تعاون مشترك حتى في القضايا المختلف حولها مثل سوريا على الرغم من اختلاف وجهات نظرهما؟ أسئلة تطرّق إليها الكاتب والإعلامي التركي البارز "سامي كوهين" في مقالة نشرتها صحيفة ملييت، أكّد فيها على أنّ كلّا من الطرفين نجحا - على الرغم من الاختلافات الموجودة - في التوصل لصيغة توافق وتعاون مشترك في كثير من القضايا.

قضايا الخلاف

وبحسب ما أورده كوهين، فإنّ التعاون المشترك في القضايا الثنائية الداخلية بين البلدين لا يقتصر على السياسة فحسب، وإنما يشمل مجال الطاقة والدفاع والتجارة والسياحة وغيرهم من المجالات الأخرى، موضحا بأنّ أبرز القضايا التي يختلف حولها الطرفان هي:

1- سوريا: يختلف البلدان في موقفهما حيال الملف السوري، حيث تدعم روسيا النظام، فيما تعارضه تركيا، ولكن على الرغم من ذلك يسعى الطرفان لحل الخلافات عبر انتهاج الدبلوماسية، والتعاون العسكري المشترك في الساحة.

2- القوقاز: في الصراع الأذربيجاني- الأرميني، تدعم روسيا يريفان، فيما تساند تركيا باكو، حيث يحرص الطرفان في هذه القضية على الابتعاد عن كل ما يؤدي إلى تدهور علاقاتهما.

3- ليبيا: تدعم تركيا حكومة السراج، فيما تدعم روسيا حفتر، حيث يسعى دبلوماسيو البلدين إلى إيجاد حل للأزمة القائمة بين الطرفين في الملف الليبي.

4- أوكرانيا: أثار هجوم روسيا على أوكرانيا عام 2014، وكذلك ضم الاتحاد الروسي للقرم، إلى استياء تركيا، حيث مازال الاختلاف حول هذا الملف ينعكس بين الحين والآخر في التصريحات الرسمية.

5- قبرص: تعلن روسيا بين الوقت والآخر عن دعمها لـ حكومة الروم، الأمر الذي يدفع بتركيا إلى التعبير عن امتعاضها من هذا الدعم.

وذهب الكاتب إلى أنّ الملفات المذكورة أعلاه دليل على الفروقات واختلاف وجهات النظر بين الطرفين في العديد من القضايا، إلا أنّ هذا الاختلاف لا يؤثر في العلاقات بين موسكو وأنقرة بشكل كبير، بل على العكس العلاقات الثنائية مستمرة، وتكتسب زخما في كثير من الأحيان.

وبحسب الكاتب، فإنّ السرّ في تمكّن الطرفين من الاستمرار في العلاقات الثنائية المشتركة، يكمن أولا في إدراك كلّ من روسيا وتركيا لمصالحهما، وثانيا في تحرّك كلّ منهما في سبيل تحقيق المصالح تلك بعقلانية وبراغماتية.

ويرى الكاتب بأنّ كلّا من موسكو وأنقرة توليان أهمية كبيرة - بالدرجة الأولى - للتعاون المشترك، وأنهما يسعيان في الملفات الإشكالية للحوار وانتهاج الدبلوماسية بدلا من التصعيد.

ويهتم كل من البلدين بالأسلوب المنتهج في المواقف والتصريحات، حيث يحرص كل منهما قدر الإمكان على عدم انتهاج أسلوب يستفز الطرف الآخر، وأنهما يفضلان بدلا من ذلك اتّباع أسلوب ليّن قدر الإمكان، من شأنه أن يوجد حلا مشتركا في النقاط المختلف حولها.

ووفقا للكاتب، فإنّه من الأسباب الأخرى التي تُمكّن الطرفين من مواصلة التعاون المشترك، هو كون الخلافات ليست ذات صلة مباشرة بالقضايا المتعلقة بالمصالح الوطنية المشتركة لكلا الطرفين، مثل السيادة على المناطق الجوية والبحرية، وإنما مشاكل دولية متعلقة بطرف ثالث مثل سوريا وليبيا وأرمينيا، موضحا بأنّ الطرفين دائما ما يبحثان في هذه الخلافات عن حل وتوافق بدم بارد وأعصاب هادئة.

وختم الكاتب: "إنّ هذه التجربة في السياسة المتّبعة من قبل موسكو وأنقرة تشكل مثالا يُحتذى به، ومن الضروري انتهاج هذا المثال من قبل روسيا وتركيا في علاقاتهما مع باقي الدول أيضا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات