حكومة أسد تستدعي صاغة حماة وتسرقهم.. 100 مليون ثمن فنجان قهوة!

بعد أن رهن مقدرات البلاد لروسيا وإيران، شدد نظام أسد الخناق على من تبقى من الصناعيين والتجار ورؤوس الأموال في مناطق سيطرته في خطوة تهدف إلى تهجيرهم وإحداث تغيير ديمغرافي واقتصادي لصالحه.

وقال أحد الصاغة في مدينة حماة لأورينت نت إن نظام أسد بدأ خطة تهدف إلى سلب التجار والصناعيين أموالهم  لإخراجهم من السوق ودفعهم إلى مغادرة البلاد من جهة ورفد خزينته بالأموال المنهوبة من جهة أخرى.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته (لأسباب أمنية) أن أجهزة نظام أسد الأمنية عمدت خلال الشهرين الماضيين إلى اعتقال كبار التجار في حماة واقتيادهم إلى جهة مجهولة.

فنجان قهوة بـ 100 مليون

وروى المصدر رحلة اعتقال شقيقه التي امتدت لقرابة شهرين من الزمن قبل أن يتم إطلاق سراحه عقب دفعه مبلغاً طائلاً ليس لضباط أسد هذه المرة ولكن لحسابٍ يتبع حكومة النظام بشكل مباشر.

وقال إنه بينما كان أخوه جالساً في محله بسوق الصاغة وسط حماة تفاجأ بدخول دورية تبين لاحقاً أنها تعود إلى فرع أمن الدولة بالمحافظة.

وفي لمح البصر طلب العناصر منه الذهاب معهم على الفور دون الكشف عن هويتهم ومع إصراره على عدم الذهاب أبلغوه فقط بأنهم "أمن" وأنه سيكون بضيافتهم لشرب فنجان قهوة لا أكثر، بحسب تعبير أحد أفراد الدورية. 

 

وعقب ذلك اختفى صاحب المحل بينما باءت كافة محاولات ذويه لمعرفة مكان اعتقاله بالفشل رغم دفع رِشا لعدد من ضباط الأمن بالمحافظة.

غير أن تاجراً من أبناء المدينة كان قد اعتُقل في وقت سابق بظروف مشابهة أكد لذوي الصائغ أنه شاهده في فرع الخطيب في العاصمة دمشق وأنه بحالة صحية جيدة.

وطمأن التاجر ذوي الصائغ أن الأمر لا يعدو محاولة للضغط عليهم وابتزازهم مادياً مشيراً إلى أن الاعتقالات طالت العديد من تجار وصناعيي المحافظة وأنه شخصياً دفع قرابة 120 مليون ليرة مقابل خروجه.

وبالفعل بعد مضي شهرين على اعتقال الصائغ سُمح له بالتواصل مع ذويه وطُلب منه دفع مبلغ يقارب 100 مليون ليرة لصالح مصرف سوريا المركزي.

وحصلت أورينت على صورة الإيصال الذي تم تسديده، إضافة إلى تسجيل يوثق لحظات الإعتقال إلا أنها تعتذر عن نشرهم حفاظاً على سلامة الصائغ وذويه.

    

وأكد المصدر أن شقيقه ليس الصائغ الوحيد الذي تعرض للسجن والابتزاز بل طالت الحالات كذلك أصحاب أبرز محلات الصاغة بالمدينة.

استدعاء التجار بالطائرة

مصدر آخر من تجار حماة كشف لأورينت أن نظام أسد سبق أن اتخذ اجراءً مشابهاً بحق كبار تجار وصناعيي المدينة ولكن ليس بالطريقة نفسها.  

وقال المصدر إنه في نهاية عام 2019 استدعى نظام أسد كبار تجار وصناعيي المدينة تزامناً مع ما يسمى بمؤتمر دعم الليرة السورية.

وأضاف أن نظام اسد أرسل حينها دعوات لعدد من التجار من أجل الالتحاق بالمؤتمر حيث تولت طائرة مروحية نقلهم من مطار حماة إلى دمشق حيث طُلب من كل واحد منهم دفع مبالغ متفاوتة تصل لمئات الملايين.

وبحسب المصدر، تهدف تلك الإجراءات إلى ترميم خزينة نظام أسد الفارغة من جهة وتهجير الطبقة التقليدية للتجار والمستثمرين من جهة أخرى لصالح إحداث تغيير في هيكلية الاقتصاد في البلد.

ودلل المصدر على ذلك بأن تلك الاعتقالات وعمليات الابتزاز لم تطل التجار والصناعيين المنتمين لطائفة النظام الذين بات لهم اليد الطولى في كل القطاعات نتيجة الضوء الأخضر الممنوح لهم.  

 يشار إلى أن نظام أسد أصدر مؤخراً سلسلة قرارات وإجراءات جائرة تهدف إلى رفد خزينته من جيوب المواطنين بعد أن رهن مقدرات البلاد إلى روسيا وإيران.