صحيفة أمريكية تحذر من سيناريو مشابه لـ مأساة أفغانستان مع إيران

صحيفة أمريكية تحذر من سيناريو مشابه لـ مأساة أفغانستان مع إيران
نشرت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية مقالاً للصحفي جوناثان إس توبين قال فيه إنّه إذا كان هناك شيء واحد يجب أن نتعلمه عن جو بايدن الآن، فهو أنه وبمجرد أن تخطر بباله فكرة سيئة، لا يوجد من يقنعه بإسقاطها أو الاستماع إلى آراء مخالفة.

خط بايدن العنيد وميله إلى إصلاح مفهوم ما، دون التشكيك فيه بشكل كامل، يقطع شوطاً طويلاً نحو توضيح سبب تفاؤله بشأن طالبان، ولم تُفلح التقارير الاستخباراتية بردعه عن إكمال اندفاعه الجنوني للخروج من أفغانستان، دون التأكد أولاً من أن جميع الأمريكيين والحلفاء الأفغان وكنز المعدات العسكرية الأمريكية لم يُتركوا وراءهم.

إذن: هل يمكن لأي شخص الآن الوثوق بوعوده بشأن صفقة نووية مع إيران؟

من المفترض -كما يقول الكاتب- أن انتخاب بايدن منح البيت الأبيض والإدارة الأمريكية أكثر كفاءة وتعاطفاً وصدقاً من الإدارة التي سبقته، ومع ذلك أثبتت أفغانستان أننا حصلنا على عكس ذلك، حتى إن قسماً من وسائل الإعلام الليبرالية السائدة بدأ يعترف بذلك.

ربما يكون مستشاروه محقّين في اعتقادهم أن الجمهور سينسى قريباً أمر أفغانستان، لكن أهواء الرئيس قد تقوده إلى ارتكاب خطأ فادح أكبر مع إيران.

تولى بايدن منصبه عازماً على إعادة الاتفاق النووي مع النظام الإيراني الذي ألغاه الرئيس دونالد ترامب عام 2018، والسؤال الآن هو ما إذا كان لا يزال عاجزاً عن إحياء هذا الاتفاق الضعيف أصلاً، والذي أصبح اليوم عديماً للجدوى مما كان عليه عندما تم إبرامه.

وأضاف توبين أنّ ترامب كان محقّاً في محاولة إجبار قادة إيران على إصلاح عيوب الصفقة التي توصل إليها الرئيس السابق باراك أوباما معهم، ومنذ ذلك الحين، ارتكب الإيرانيون الكثير من الغش واستغلوا أحكامها الفضفاضة لدرجة أنه من الصعب رؤية كيف ستمنعهم اتفاقية جديدة حتى من تجاوز العتبة النووية، هذا صحيح؛ حتى لو تجاهل المرء أحكام الانقضاء المُقرر أن تنتهي بنهاية العقد، والتي ستمنحهم مساراً قانونياً لامتلاك سلاح نووي.

ويعتقد توبين أنّه وبدلاً من الموافقة وبسرعة على إعادة الانضمام إلى اتفاقية 2015، كما أراد بايدن، لعب الإيرانيون دوراً صعباً في المحادثات في فيينا، كما فعلوا مع أوباما، شعروا بضعف بايدن ورغبته في صفقة بأي ثمن، إذن؛ فسياسة بايدن غير المشروطة في أفغانستان والأضرار التي لحقت بمكانة أمريكا في العالم شجعتهم أكثر، الآن يجب أن تكون طهران متأكدة تماماً من قدرتها على حمل واشنطن على إسقاط جميع العقوبات - التي ستزيد من تخصيب اليورانيوم وتمكين نظامها الخطير أصلاً- دون الاضطرار إلى إنهاء أحلامها النووية أو وقف دعم الإرهاب.

إنّ أي رئيس عاقل -والحديث لـ "توبين"- سيكون لديه الشجاعة للابتعاد عمّا هو بالفعل محاولة فاشلة لاسترضاء إيران، كان يجب أن يتعلم أن يشكّك في أحكامه بعد أفغانستان، كان يجب أن يضاعف العقوبات الاقتصادية ويتطلع إلى حلفاء مثل إسرائيل والدول العربية المعتدلة لتشكيل جبهة موحدة وإجبار طهران على التراجع.

لكن هذه ليست طريقة جو بايدن.

وكما هو الحال مع اعتماده الأحمق على طالبان للوفاء بوعدهم، فإن بايدن مستعد مرة أخرى للمراهنة على أمن الغرب وأمن إسرائيل والدول العربية التي يمكن الاعتماد عليها للالتزام بصفقة أوباما الفاسدة أو حتى الموافقة على تقويتها.

وتذكروا -كما يقول الكاتب- أن سجلّه في الرغبة باسترضاء طهران يسبق حتى سجلّ أوباما، وهو الآن ملتزم تماماً برواية مقدرة الدبلوماسية على جلب إيران وبطريقة سحرية إلى المجتمع الدولي، كما هو الحال مع التزامه بالخروج من أفغانستان، ومن المحتمل أن يضاعف بايدن مرة أخرى مفاهيمه الحمقاء العالقة داخل رأسه بعد فترة طويلة من ابتعاده عن المنطق.

سيكون رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في واشنطن هذا الأسبوع في محاولة لإضفاء بعض المنطق عليه وإقناعه بالاستماع إلى حلفاء أمريكا بشأن هذه القضية، لكن بينيت توصل بلا شك إلى بعض الاستنتاجات الرصينة من أفغانستان وأنّه لا يمكنه الاعتماد على هذه الإدارة.

ويختم الكاتب بأنّ كلّ ما نعرفه عن جو بايدن يُخبرنا أنه مرتبك للغاية ولا يستطيع عكس المسار بشأن إيران حتى عندما تقول كل الأدلة أنه يجب عليه فعل ذلك، وبقدر سوء ترك أفغانستان التي سقطت بسرعة في يد طالبان، إذا اتبع بايدن غرائزه ووافق على صفقة نووية جديدة مع إيران، فقد تكون العواقب على الشرق الأوسط وأمن أمريكا أسوأ بكثير.

التعليقات (1)

    Baiden is interested only that putin kill Syrian

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    We are sorry for the ethic quick slow down of USA as country, we hope that they are not thirsty to more children blood of Syria, it is incredible that france and usa and england are thirsty for the blood of our children, curse on UN and international court.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات