وتحدّث شويغو خلال مقابلة تلفزيونية نقلتها وسائل إعلام روسية: "إنهم قوات ولا أسميها تسمية أخرى (...) هم ضباط وعسكريون من الذين تدرّبوا في الاتحاد السوفييتي، وفي مؤسساتنا التعليمية، من الواضح أنّ هؤلاء ليسوا قطاع طرق مألوفين من الشارع".
وأكد شويغو أنّ قوات الاحتلال الروسية ذهبت إلى سوريا لدعم نظام أسد وليس لها أهداف أخرى، مُعتبراً أنّ روسيا "نجحت" في سوريا، بينما "فشلت" الولايات المتحدة هناك، لأن روسيا عند تنفيذها المهام في دول أجنبية، توضح دائماً لشركائها أن هدفها الرئيسي هو دعم هذه الدول، وليس فرض سلطات جديدة هناك.
وأضاف: "نحن نقول، جئنا لدعمكم، وليس لإنشاء نظام جديد، أو سلطة جديدة، أو دولة جديدة، أو فرض الرأسمالية بدلاً من الاشتراكية هناك، أو العكس، بالطبع لا، نحن نقوم بذلك بكل إخلاص، دون أن تكون هناك أهداف ثانية وثالثة".
وأكد الوزير الروسي أن موسكو لا تحاول فرض "أسس الديمقراطية" في سوريا كما يفعل الآخرون، مضيفاً: "أولاً، أود القول إننا لا نفرض أسلوب حياتنا على أحد. ثانياً، لقد جئنا إلى هناك بأهداف محددة للغاية تتمثل في محاربة الإرهابيين، وليس ضد سلطات الدولة".
تصريحات شويغو هذه تُكذّب ما تحدث به وزير خارجية الاحتلال سيرغي لافروف الذي زعم غير مرّة أنّ جيش بلاده حافظ على المسيحية في سوريا، كما "أوجد الظروف المناسبة للعملية السياسية"، مُدّعياً أنّ سوريا هي مهد المسيحيّة وكانت مهدّدة باختفاء جميع المواطنين الذين يعتنقون الديانة المسيحية.
غير أنّ الحقيقة التي يُحاول الوزيران إخفاءها هي ما تحدّث بها الرئيس الروسي فلادمير بوتين الذي أكّد أنّ جيش بلاده جرّب أحدث الأسلحة التي يمتلكها وأثبت مواصفاتها "الفريدة" في عمليات نفذها في سوريا.
تصريحات المسؤولين الروس فنّدها الصحفي الروسي كونستانتين إيغرت الذي أكّد أنّ الغاية الرئيسية من تدخل الكرملين في سوريا هي استمرار الضغط العالمي على الولايات المتحدة الذي بدأه بوتين بخطابه العدواني في مؤتمر ميونيخ للأمن عام 2007.
وأضاف إيغرت بحسب موقع "دويتشه فيله" الألماني: "الكابوس المتكرر للنخبة الروسية هو أن الولايات المتحدة، بحماستها التبشيرية لإرساء الديمقراطية في العالم (والتي أضعفتها سياسة الانسحاب التي اتبعها باراك أوباما ثم دونالد ترامب لاحقاً)، قد ترى الكرملين يوماً ما على أنه التهديد الرئيسي، لذلك فإن إبعاد الولايات المتحدة عن دول ما بعد الاتحاد السوفييتي ودعم الأنظمة المعادية للغرب في جميع أنحاء العالم هما الدعامتان الأساسيتان لما يُعتبر السياسة الخارجية والأمنية الروسية في عهد بوتين".
وقال إيغرت: "بالنسبة للمصالح الوطنية الروسية على المدى الطويل، فإن تأمين بقاء الأسد في السلطة مكسب مشكوك فيه، فموسكو الآن مرتبطة بشدة بمصير النظام السوري، والأمر الأكثر خطورة أنها مرتبطة بمصير رعاة الأسد الإيرانيين، يأتي هذا في عصر التغيرات الدراماتيكية في المنطقة، فتطبيع علاقات إسرائيل مع كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين، والذي تمّ برعاية واشنطن، يمثل تحولاً تاريخياً في الشرق الأوسط، وهذه الخطوة كانت مفاجأة غير سارة أبداً، ليس فقط لملالي طهران، ولكن للكرملين أيضاً، إن الاعتقاد بانحسار النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط وحتمية الهيمنة الإيرانية خدَع كليهما".
التعليقات (5)