آخر ما تفتّق عنه ذهن وزير التربية والتعليم بحكومة صنعاء اليمنيّة يحيى الحوثي -وهو لا يحمل أيَّ مؤهلٍ علمي سوى أنّه درس على يد والده العلم الشرعي- هو تغيير الجغرافيا واستبدالها بأخرى على مقاس المُعمَّمين القادمين من قُم، وأظهرت صور تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حذف اسم السيدة عائشة واسم الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب من المناهج الدراسيّة القديمة، وإبقاء الأحاديث الموجودة في تلك المناهج دون أيِّ إسناد.
واستبدلت حكومة الحوثي النشيد الوطني اليمني بما تُسمّيه "الصرخة الحوثيّة" في المدارس وفي الطابور الصباحي للطلبة، أما الأسوأ من ذلك فهو وضع صورة لقيادي من ميليشيا الحوثي على غلاف كتاب التربية الوطنية، بهدف تثبيت تلك الميليشيات وإرهابيّيها في أذهان الأطفال اليمنيين.
أكثر من ذلك؛ وفي تناغمٍ كامل مع المشروع الإيراني، استبدلت ميليشيا الحوثي اسم الخليج العربي بالخليج الفارسي، وهكذا تكون ميليشيا الحوثي لبست الرّداء الإيراني بشكلٍ كامل، وأكّدت ما قاله عدد من المسؤولين الإيرانيين، كوزير الاستخبارات الإيراني السابق حيدر مصلحي، ونائب قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي والقائد الجديد لميليشيا فيلق القدس إسماعيل قاءاني، بأنهم سيطروا على أربع عواصم عربية من ضمنها صنعاء.
وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الأرياني عبّر عن استهجانه واستغرابه مما تمارسه جماعة الحوثي من عبَث بالمناهج الدراسية في مناطق نفوذها، وقال الأرياني في تغريدة على موقع تويتر: "استمرار ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في العبث بالمناهج التعليمية لمختلف المراحل الدراسية، ومساعيها في تزييف وعي الأجيال القادمة، وتعبئتهم بالأفكار الطائفية الدخيلة على بلادنا ومجتمعنا، تهديد خطير للسلم الأهلي والنسيج الاجتماعي، ونسف لفرص الحوار وإحلال السلام والتعايش بين اليمنيين".
وقال المحلل والكاتب السياسي اليمني، صلاح نعمان الأغبري في تصريحات صحفيّة إنّ ما يفعله الحوثيون ليس "عبثاً" بل خطة مُحكَمة، مضيفاً: "تلك الميليشيات تعلم ما تفعل وهي تسير وفق خطة ممنهجة تهدف إلى خلق جيل يمني مشبع بالأفكار الطائفية والإرهابية والموالية لإيران، وفي نفس الوقت يعادي أمته العربية التي تشكّل عُمقه وأمنه القومي".
وكان السفير البريطاني في اليمن منذ أوائل 2018 وحتى يوليو تموز 2020 "مايكل آرون"، قال إنّ استمرار سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء من شأنه أن يزيد من نفوذ نظام الملالي في اليمن، يقول آرون: "الحوثيون يغيرون المجتمع اليمني، والمناهج في المدارس، ويسيطرون على الجامعات ويغيّرونها، ويرسلون الأطفال لجبهات القتال، ويرسلون الطلاب للدراسة في قم بإيران. هم يُغيّرون الظروف على الأرض والمجتمع".
التعليقات (3)