وذكرت حسابات وصفحات موالية منها ""بانياس الصقور"، يوم أمس أن المدعو (شادي محمد منصور) الملقب بـ "أبو الزهراء" البالغ من العمر 43 عاما، وهو من أشهر شبيحة أسد في بانياس، توفي متأثرا بإصابته نتيجة المعارك.
ونشر أصدقاؤه صورة للشبيح شادي قبل يومين أثناء تلقيه العلاج في أحد مشافي بانياس، مطالبين له بالدعاء بالشفاء بعد إصابته ووصوله لحالة حرجة، دون ذكر تفاصيل إصابته ومكانها، وكتب قريبه "أسد منصور" على "فيسبوك": "ندااااء…..لكل الناس أرجوكم كل الرجاء من بعد رجائي لرب العالمين أن تدعو بالشفاء للأخ والصديق والحنون شادي محمد منصور .. أبو زهراء".
ويعد أبو الزهراء أحد مسؤولي ومنفذي مجزرة قرية البيضا في بانياس التي ارتكبتها شبيحة أسد بداية أيار عام 2013، وأسفرت عن ذبح وإعدام مئات الأهالي، ولا سيما الأطفال والنساء الذين جرى قتلهم بطرق وحشية وبدوافع انتقامية على خلفية المظاهرات المناهضة لنظام أسد.
المجزرة الشهيرة
وقدّرت لجنة التحقيق التابعة لمنظمة الأمم المتحدة عدد ضحايا مجزرة البيضا بين 300 و450 ضحية، بينما أحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عدد الضحايا بنحو 495، فيما تبقى الإحصائيات الحقيقية أكثر من الموثقة في تلك التقارير بسبب صعوبة إحصاء الضحايا نتيجة فرض حصار خانق وحظر تجوال على الأهالي في ذلك الوقت، بحسب شهود عيان وناشطين محليين.
مجريات تلك المجزرة الشهيرة بدأت عندما قامت دورية أمنية باعتقال شبان من بلدة البيضا، فتصدت لهم كتائب "الجيش الحر" حينها واشتبكت مع عناصر الدورية وأردوا من فيها بين قتيل وجريح، وذلك بعد تزايد حالات الاعتقال العشوائي في قرية البيضا بشكل كبير وعودة أغلبهم جثثاً هامدة.
عقب ذلك بدأت ميليشيات أسد والشبيحة بمحاصرة البلدة، وتم انسحاب الحواجز الموجودة في مدينة بانياس تمهيداً لقصفها، وجرى استهداف المنطقة بقذائف الدبابات والمدفعية براً ،ما أدى لتهدم عدد من المنازل، وبحراً من البارجات الحربية المرابطة مقابل ساحل بانياس، وطال القصف رأس الريفي وبطرايا وبانياس البلد ومسجد البيضا.
بعد الحصار لمدة ساعات اقتحمت ميليشيا أسد والشبيحة بلدة البيضا وقاموا باعتقال الرجال والأطفال والنساء وأحرقوا المنازل، وذهبوا بالناس إلى ساحة البلدة الشهيرة، وبدأت عمليات القتل ذبحاً أو حرقاً أو إعداماً ميدانياً بالرصاص، وقد ظهرت صور مروعة لمشاهد الأطفال وهم مذبوحون، ونشر مؤيدون لنظام أسد تلك الصور على صفحات "فيسبوك" للتعبير عن فرحهم بما حصل لأهالي البيضا، إضافة للتحريض على قتل كل الموجودين بالقرية، أما باقي الأهالي فقد تم اقتيادهم معهم للقرى المؤيدة المحيطة بالبيضا وبقي مصيرهم مجهولاً.
وكانت بانياس وريفها من أول المدن التي تظاهرت ضد نظام أسد وميليشياته وسجلت أولى مظاهراتها في (18-3-2011)، ما دفع ميليشيا أسد لاقتحامها واعتقال المئات من أهالي بلدة البيضا وتجميعهم في ساحتها وإجبارهم على الهتاف لقائدهم، مع توجيه أنواع الضرب والإهانات، وقد أثار الفيديو المسرب عن طريقة تعامل الشبيحة مع المواطنين ردود فعل عالمية، ورغم محاولات إعلام أسد نفي تلك الصور والزعم أنها في العراق وليس في سوريا، ظهر الناشط أحمد بياسي وهو أحد المعتقلين في نفس الساحة ليكذب رواية التلفزيون الرسمي لنظام أسد.
التعليقات (11)