الحلبيون بذكرى تهجيرهم.. "راجعين بلا أسد" وقصص ما قبل الخروج تغزو الصفحات

الحلبيون بذكرى تهجيرهم.. "راجعين بلا أسد" وقصص ما قبل الخروج تغزو الصفحات
بمناسبة الذكرى الخامسة لتهجير أهالي حلب الشرقية، أطلق ناشطون حملة على وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة برحيل نظام أسد، وتوفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين.

حملة لإبقاء الذاكرة حية

في حديثه لـ"أورينت نت" قال وسيم الحاج منسق الحملة: إن الهدف من هذه الفعالية هو التذكير بمأساة تهجير أهالي حلب من مدينتهم، والتذكير بتضحياتهم مقابل الإجرام الذي مارسه نظام أسد بحق المدينة التي أمعن فيها قتلاً وتدميراً للمنشآت والبنى التحتية، بعد أن حاصرها ومنع عنها الطعام والدواء، في ظل فشل المجتمع الدولي في حماية 300 ألف إنسان كانوا موجودين هناك.

وأضاف: هذه الحملة تأتي للتأكيد على أن السوريين المهجرين كلهم، بمن فيهم الحلبيون مصرون على حقهم بالعودة إلى منازلهم ومدنهم وقراهم، لكن بعد إزالة أهم أسباب معاناتهم والكارثة التي لحقت بهم وهو نظام أسد، وقد اخترنا عنوان الحملة #راجعين_بلا_أسد للقول إن أي عودة أو تسوية أو بيئة آمنة لا يمكن أن تتحقق بدون رحيل بشار أسد.

الناشط وعضو مجلس مدينة حلب الحرة سابقاً مصعب خلف، أكد بدوره أن المهجرين من المدينة رفضوا الإقامة تحت حكم نظام أسد، وأنهم ما زالوا متمسكين بالأمل بالعودة ولذلك تم إطلاق هذه الحملة.

وتابع في تصريح لـ"أورينت نت": لم نرضَ الذل والهوان، ولم نرض أن نكون تحت حكم أسد وأعوانه، ودفعنا ضريبة ذلك بأن هجرنا من أرضنا الشهباء. اقتلعونا من أرضنا ولم يدركوا أن جذورنا ثابتة في حلب وفرعنا في كل سوريا والعالم، لذلك نطلق اليوم حملتنا هذه لتذكر السوريين عموماً والحلبيين خصوصاً بحجم المأساة على المهجرين ومن بقي في المدينة. حملة نصرخ من خلالها أن عودتنا لحلب أقدم وأعرق مدينة في العالم مرهونة بتحقيق البيئة الآمنة والعدالة ومحاسبة مجرمي الحرب، وعلى رأسهم الأسد ونظامه.

وكانت قوات النظام بدعم من الجيش الروسي وقوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية التابعة له قد سيطرت على الجزء الذي كان خاضعاً لفصائل المعارضة من مدينة حلب، في كانون الثاني ٢٠١٦.

وجاءت سيطرة النظام وحلفائه على الأحياء الشرقية من المدينة بعد حملة قصف همجي استخدمت خلالها القوات المهاجمة أشد أنواع الأسلحة فتكاً، ما أدى إلى قتل وإصابة الآلاف، وتهجير ما تبقى من السكان.

مشاركة كثيفة

الحملة التي أطلقت مساء الأحد على وسائل التواصل الاجتماعي شهدت مشاركة واسعة من قبل الناشطين الثوريين والسوريين المعارضين للنظام، سواء من حلب أو من المحافظات الأخرى.

وتحت وسم #راجعين بلاأسد كتب الكثير من الحلبيين الذين غادروا المدينة نهاية عام ٢٠١٦ تجربتهم مع تلك اللحظات المأساوية، حيث تم تسجيل مئات من المقاطع المصورة والتقاط آلاف الصور التي توثق مشاهد الموت والتهجير من الأحياء الشرقية في المدينة.

القيادي في الجيش الحر علاء سقار غرد على حسابه في موقع تويتر بهذه المناسبة مع نشر مقطع فيديو للدمار الذي لحق بالمدينة قائلاً: في مثل هذه الأيام دقت ساعة التهجير القسري.. كنا ومازلنا أفواجاً في نيل الحرية، لا نريد حلب مع ‎#الأسد، تركنا بيوتنا.. ودعنا مساجدنا.. شممنا عطر ورودك يا حلب، وكتبنا على الجدران ‎#راجعين..راجعين يا ‎#حلب..راجعين_بلا_أسد.

أما الناشطة لبابة الهواري فقد عبرت عن تضامنها مع كل المهجرين السوريين بسبب حرب النظام وكتبت: مع كل مدينة كان يتهجر أهلها ويحتلها الأسد، كنا نخنتق ونبكي.. نسهر ليالي ونحن نفكر ماذا بعد الباصات الخضراء؟ وماذا بعد التهجير؟ وعلى أي مدينة الدور القادم؟

وتابعت: "كنا نعيش خيبة الخذلان وقهر الظلم.. ماني من حلب، بس أكيد رح يسقط الأسد ورح نرجع على كل سورية وأكيد رح زور حلب".

لا عودة مع بقاء المجرم

من جانبه، عضو الهيئة العامة الثورية لمدينة حلب نزار دبوس أكد أن مشاركته في هذه الحملة جاءت للتأكيد على حتمية عودة كل سوري إلى منزله الذي تهجر منه بسبب الحرب التي شنها النظام على الشعب، وأنه لا يمكن أن تتحقق العودة إلا برحيل هذا النظام.

وأضاف في تصريح لـ"أورينت نت": "ببساطة وجدت أن مشاركتي في هذه الحملة بديهية وضرورية في الوقت نفسه، فأنا ابن حلب وحكايتي متل حكاية كل رفاق درب الثورة، وأهلي المهجرين قسراً من هذه المدينة".

دبوس، قال أيضاً: "حكايتي حكاية معظم السوريين الذين لم يفرق النظام المجرم بين أي منهم، فاستهدف الكبار والصغار.. النساء والأطفال والرجال.. حكايتي حكاية كل الثوار الذين كان ذنبهم أنهم طالبوا بالحرية.. حكايتي هي حكاية المتمسكين بالأرض والقضية، ولأنني اشتقت لبيتي وأهلي وحارتي في حلب، فقد أردت من خلال المشاركة في هذه الحملة التي كان عنوانها #راجعينبلاأسد التأكيد على أنه من المستحيل العودة والعيش في ظل وجود نظام أسد، لأنه هو سبب تهجيرنا وقتل أبنائنا وأهلنا.

بينما يسعى حلفاء النظام والدول الساعية إلى التطبيع معه وإعادة تعويمه إلى الترويج لضرورة عودة اللاجئين السوريين، تأتي هذه الحملة التي تزامنت مع الذكرى الخامسة لسقوط مدينة حلب من أجل التأكيد على تمسك السوريين المهجرين بالعودة إلى بلادهم، لكن بعد توفير البيئة الآمنة التي على رأس شروط تحققها رحيل النظام الذي تسبب بمأساتهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات