وخلال مقابلته، أمس الأربعاء، مع قناة الميادين الممولة إيرانياً، شنّ الجعفري هجوماً على الرياض والدوحة على خلفية رفضهم تطبيع علاقاتهم مع نظام أسد.
الجعفري: أجندة السعودية غير عربية
ورداً على سؤال حول تصريحات المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، الأخيرة التي دعا فيها إلى عدم تصديق دعاية نظام أسد بأن الحرب في سوريا انتهت، قال الجعفري إن الرياض لا تزال تطبق أجندة غير عربية وإن السياسة السعودية مازالت مرهونة بالأجندة الأمريكية الغربية.
وفي إشارة منه لتصريحات المعلمي التي فاجأت نظام أسد وحطمت آماله في تطبيع العلاقات، لم يجد الجعفري أمامه إلا التحامل على المعلمي ومهاجمته بتكبر زاعماً "أن سوريا أكبر من أن تتعامل مع تصريح موظف سعودي هنا أو هناك".
واعترف بالفشل الدبلوماسي للنظام في التقرب من الرياض مؤكداً أنه لا يوجد أي تواصل رسمي، بل جرت بعض اللقاءات الأمنية لكنها لم تسفر عن أي شيء، حسب تعبيره.
هجوم على قطر
ورداً على سؤال فيما إذا كانت السعودية وقطر لا تزال تعرقلان عودة النظام للجامعة قال الجعفري إنه لا شك بأن قطر تعرقل العودة، وبعض الدول الأخرى التي تدور في فلك الأمريكي.
كما ادعى أن قطر قادت مؤامرة في العام 2011 لتجميد عضوية نظام أسد بالجامعة العربية، وأنها قدمت رِشاً طائلة لموظفي الأمانة العامة بالجامعة العربية لخرق ميثاق الجامعة إزاء ذلك الإجراء، في اتهام مباشر للأعضاء الجامعة بالفساد.
وحتى حركة حماس لم تسلم من تصريحات الجعفري، وقال إن الحركة هي من خرقت علاقتها السابقة مع النظام وفضلت "التركي والإخواني"، داعياً الحركة إلى إعادة النظر في سياستها تلك.
كما أقر الجعفري ألا مؤشرات على انسحاب أمريكي أو تركي من سوريا، وذلك خلافاً لما كانت تروج له وسائل إعلام أسد وروسيا مؤخراً.
الرياض تحشر بشار الأسد بالزاوية
وتأتي تصريحات الجعفري بعد أيام من هجوم دبلوماسي سعودي مفاجئ ضد نظام الأسد بسبب البروباغندا الإعلامية "الكاذبة" التي يسوقها أمام المجتمع الدولي خلافاً للواقع المأساوي على كافة المستويات في سوريا.
وخلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في 16 من الشهر الجاري، قال السفير السعودي، عبد الله المعلمي متحدثاً عن مزاعم النصر التي يروجها النظام السوري: "لا تصدقوهم إن قالوا إن الحرب قد انتهت في سوريا، وبنهايتها لا حاجة لقرارات الأمم المتحدة.. لا تصدقوهم، فالحرب لم تنته بالنسبة لألفي شهيد أضيفوا هذا العام لقائمة الشهداء الذين يزيد عددهم على 350 ألف شهيد آخر".
وأضاف المعلمي في خطابه: "لا تصدقوهم إن وقف زعيمهم (بشار أسد) فوق هرم من جماجم الأبرياء مدعياً النصر العظيم، فيكف يمكن لنصر أن يعلن بين أشلاء الأبرياء وأنقاض المساكن، وأي نصر هذا الذي يكون لقائد على رفات شعبه ومواطنيه".
ولفت المعلمي إلى أن نظام أسد هو الداعم الأول للإرهاب في المنطقة "عندما أدخلوا إلى بلادهم حزب الله الإرهابي زعيم الإرهاب في المنطقة، والمنظمات الطائفية القادمة من الشرق وشرق الشرق"، في إشارة للميليشيات الإيرانية التي استباحت أرض سوريا وقتلت شعبها وأقامت مشاريعها الطائفية تحت شعارات ودعاوى مزيفة.
يشار إلى أن السعودية مازالت تشترط الحل السياسي وفق قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لأي تسوية ممكنة في سوريا، وعلى رأسها وقف إطلاق النار بشكل كامل والإفراج عن المعتقلين، إلى جانب مطالباتها الحثيثة بفك ارتباط أسد مع إيران وأذرعها في المنطقة، وطرد جميع ميليشياتها من الأراضي السورية.
التعليقات (12)