بعد اعتزال شقيقه.. بهاء الحريري يعلن خوض معركة استرداد لبنان من محتليه (فيديو)

في خطوة فاجأت اللبنانيين مجددا، أعلن رجل الأعمال اللبناني، بهاء الحريري، العودة إلى لبنان ومواصلة مسيرة والده رفيق الحريري في قيادة الطائفة السنية واسترداد السيادة الوطنية، وذلك بعد أيام على اعتزال شقيقه سعد الحريري للعمل السياسي بسبب الهيمنة الإيرانية على البلاد.

وقال بهاء الحريري في بيان مصور على حسابه في "تويتر" مخاطبا اللبنانيين: "يجب التأكيد على أنه لا ديننا ولا أخلاقنا ولا تربيتنا، نحن أبناء الشهيد رفيق الحريري، تسمح لنا بالتخلي عن مسؤولياتنا بوضع جميع إمكانياتنا في سبيل لحظة لبنان، لبنان الرمز، لبنان الوطن".

وأضاف: "عائلة الشهيد الحريري الصغيرة وكما الكبيرة لم ولا ولن تتفكك، بالشراكة والتضامن سوف نخوض معركة استرداد الوطن واسترداد سيادة الوطن من محتليها، سوف أستكمل مسيرة الرئيس رفيق الحريري، وأي تضليل أو تخويف من فراغ على مستوى على أي مكون من مكونات المجتمع اللبناني يخدم فقط أعداء الوطن، فما بالكم التخويف بالفراغ في أكبر طائفة في لبنان التي لي شرف الانتماء إليها".

وتابع الحريري في خطابه: "مستمرون فيما تعلّمناه من والدي الشهيد رفيق الحريري، تعملنا أننا نحن أهل الاعتدال لا التطرف، وأهل الإعمار لا الانهيار، نحن أهل المواطنة لا التفرقة، أهل السيادة لا الارتهان، نحن أهل العمق العربي، ابن الشهيد الحريري ما بيترك لبنان، موجودين معكم وقريبا جدا بيناتكم".

الكلمة المفاجئة لابن الرئيس الراحل رفيق الحريري، تأتي بعد أيام على إعلان شقيقه ورئيس الوزراء السابق، سعد الحريري، اعتزال الحياة السياسية في لبنان بما فيها الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة وكذلك دعوته لحزبه "تيار المستقبل" وطائفته بالاعتزال أيضا بسبب الهيمئة الإيرانية المتزايدة على لبنان ومحاولة عزله عربيا.

اعتزال سعد الحريري

وقال سعد الحريري الإثنين الماضي في كلمة متلفزة: "من باب تحمل المسؤولية أيضا، ولأنني مقتنع أن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة، أعلن التالي: أولا، تعليق عملي بالحياة السياسية ودعوة عائلتي في تيار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها. ثانيا: عدم الترشح للانتخابات النيابية وعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسم التيار".

وأضاف الزعيم السني في كلمته: "بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقع الخيار عليّ لمواصلة مشروعه السياسي… الذي يمكن اختصاره بفكرتين أولا: منع الحرب الأهلية في لبنان، وثانيا: حياة أفضل للبنانيين. نجحت في الأولى، ولم يكتب لي النجاح الكافي في الثانية". 

وتابع الرئيس السابق وقد بدا عليه التأثر حزنا لما آلت إليه حال البلد: "لا شك أن منع الحرب الأهلية فرض علي تسويات، من احتواء تداعيات 7 أيار إلى اتفاق الدوحة إلى زيارة دمشق إلى انتخاب ميشال عون إلى قانون الانتخابات، وغيرها. هذه التسويات التي أتت على حسابي، قد تكون السبب في عدم اكتمال النجاح للوصول لحياة أفضل للبنانيين. والتاريخ سيحكم".

التبدلات السياسية وخاصة في الطائفة السنية في لبنان تأتي بعد زيادة الهيمنة الإيرانية على البلاد عبر "الثنائي الشيعي" المتمثل بـ "حزب الله وحركة أمل" وحليفهما "تيار العونيين"، وخاصة بعد أن وصل لبنان لمرحلة ما قبل السقوط الأخير حين بات ساحة إيرانية لمهاجمة العمق العربي وتحديدا دول الخليج العربي، في محاولة واضحة لسلخه عن محيطه العربي، وتحويله بشكل أو بآخر لمقاطعة إيرانية.

رسالة من بهاء الحريري.. ???????? pic.twitter.com/mNkHKVNDpr

— Bahaa Rafik Hariri (@bahaa_hariri_) January 28, 2022

الحريري المؤسس

قُتل الرئيس الراحل رفيق الحريري بعملية اغتيال عام 2005، نفذتها أذرع إيران من نظام أسد وميليشيا حزب الله لإبعاده عن الساحة السياسية اللبنانية كونه كان يشكل الزعيم السني الأول، وأحد بناة لبنان الحديث، إضافة لأن الحريري الأب كان عائقا في وجه مخططات إيران وأذنابها في المنطقة.

خلف سعد الحريري والده في خوض العملية السياسية وتسلّم رئاسة الوزراء ثلاث فترات، كان آخرها حين قدم استقالته أواخر عام 2019 على خلفية احتجاجات شعبية واسعة في البلاد بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والفساد السياسي، ومنذ ذلك الوقت دخل لبنان في نفق مظلم ولاسيما حادثة انفجار مرفأ بيروت التي أعادت العاصمة عقودا للوراء.

غير أن الأزمات اللبنانية تفاقمت بشكل لافت خلال العام الماضي ولاسيما الانهيار الاقتصادي وفقدان العملة المحلية لمعظم قيمتها وتفشي البطالة والأزمات المعيشية وفقدان المحروقات والخدمات الأخرى بسبب الحصار االدولي الذي جلبته أذرع إيران للبلاد، ومازالت تلك الأذرع تهوي بلبنان إلى أسفل القاع تحقيقا لمشروع نظام الملالي في طهران.