خطوة جديدة نحو المجاعة.. نظام الأسد يرفع الدعم ويفجّر غضب الموالين

خطوة جديدة نحو المجاعة.. نظام الأسد يرفع الدعم ويفجّر غضب الموالين
شعار (الأمل بالعمل) الذي أطلقه بشار أسد خلال مسرحية الانتخابات الأخيرة في أيار  الماضي، يطبَّق على السكان بمناطق سيطرة نظامه حرفيا ولكن بطريقة معكوسة تتضح من خلال القرارات الحكومية التعسفية التي تضيّق الخناق يوماً بعد يوم على الملايين  بهدف بقاء النظام ومسؤوليه وميليشياته، تحت ذرائع مختلفة لا يصدّقها أقرب الموالين لأسد.

واستفاق مئات آلاف السوريين بمناطق سيطرة النظام اليوم الثلاثاء، على رسائل إلكترونية من تطبيق (وين) المخصّص للدعم الحكومي للسكان، وتفيد تلك الرسائل باستبعادهم من "الدعم الحكومي" عبر ما يعرف بـ "البطاقة الذكية"، في إجراء تعسفي شمل ما يقارب نصف مليون شخص، بمعدل عشرات آلاف الأسر من الذين يملكون سيارة بقدرة (150 cc) صناعة عام 2008، والأسر التي يكون "ربّها" مسافراً  لأكثر من عام.

وقالت معاونة وزير الاتصالات في حكومة أسد، فاديا سليمان، يوم أمس، إن عدد الأسر المستبعَدة من الدعم عبر "البطاقة الذكية" بسبب امتلاك سيارة بقدرة (150 cc) وصناعة عام 2008 وما بعد، بلغ 66 ألف أسرة، والسيارات المستبعدة من الدعم (المحروقات) بلغ 58 ألف سيارة، وإن الموظفين والعسكريين المتقاعدين يشكلون 10 بالمئة من المسبتعَدين.

وعلى ذلك، فإن الحكومة حدّدت بيع ربطة الخبز لغير المشمولين بالدعم بمبلغ 1300 ليرة للربطة، بينما سعرها ضمن الدعم (250 ليرة) بمعدل ربطة يومياً للعائلة المكوّنة من شخصين، وربطتين يومياً لعائلة مكوّنة من ثلاثة أشخاص، كما حددت سعر أسطوانة الغاز بالسعر (الحر) للأشخاص الذين رُفع عنهم الدعم بسعر (30600 ليرة) وذلك عن طريق الموزّعين المعتمَدين فقط، أي لا يحق للمواطن شراء الأسطوانة من السوق الحر وحده.

بورجوازيون وصغار كسَبة

لكن المُضحك المبكي شمول عشرات آلاف الأشخاص ضمن قرار (الاستبعاد من الدعم) دون استيفائهم شروط القرار، كأشخاص موجودين في سوريا ولا يمكلون جواز سفر، واعتبرتهم الوزارة مسافرين منذ سنوات، أو لعائلات فقدت ربَّ أسرتها قبل سنوات، وأيضاً شُملت ضمن القرار التعسفي، وهو ما انعكس سلباً على عشرات آلاف الأسر المعدومة.

وعبّر (عرّاب المحامين) في سوريا، المحامي عارف الشعّال، عن توصيف المشهد "ببلاغة وإيجاز" حين كتب على صفحته قائلاً: "في منتصف الليل وعبر بطاقة ممغنطة (ما بتعبي العين) جرى الانتقال من الفرز الدستوري للشعب بين عمال وفلاحين وباقي الفئات الأخرى، إلى صيغة بورجوازيين وصغار كسبة!!.. فهنيئاً لصغار الكسبة الفوز بدعم وعطف وحنان وحضن الحكومة".

إجراءات تمهيدية

واستبقت حكومة أسد قرارها التعسفي بجملة تصريحات "مبطَّنة" عبر إعلامها الرسمي خلال الأيام الثلاثة الماضية، في مسعًى واضح للتضييق على السكان الذين يعانون أسوأ الأزمات الاقتصادية بتاريخ سوريا، بدلاً من تحسين الواقع المعيشي الذي يهدّد بمجاعة مُقبِلة في تلك المناطق، بسبب ارتفاع الأسعار وانعدام فرص العمل وفقدان وغلاء أهم الأسعار التموينية اليومية.

وكان معاون وزير النفط في حكومة أسد، زعم قبل يومين أن تكلفة ليتر المازوت (2500 ليرة) وأنه يباع بـ (1700 ليرة) وليتر البنزين (2500) ويباع بسعر (1100 ليرة)، وأسطوانة الغاز تكلفتها (36600 ليرة) وتُباع بنفس السعر.

وأشار مسؤول الوزارة إلى أن المستبعَدين من الدعم ستصلهم رسائل للحصول على المخصصات، ولكن "بالسعر الحر"، ما يعني أن تلك المواد ستبقى محصورة بالوزارة ومديرياتها ولن يكون بمقدور المواطن الحصول عليها من السوق السوداء، بحجة أنه "لا يمكن البيع خارج البطاقة بعد إلغاء الدعم لأن هناك نقصاً بالمواد ولا توجد وفرة.. نحن نُدير النقص".

غضب شعبي ضد حكومة أسد

خطوة رفع الدعم أشعلت غضباً غير مسبوق لدى السكان بمناطق سيطرة نظام أسد من خلال ما رصدت أورينت على مواقع التواصل الاجتماعي، حين عبّر المستبعَدون عن سخطهم وغضبهم من قرارات حكومة أسد "التعسفية" تجاههم، في ظل أزمات اقتصادية متفاقمة يعانيها هؤلاء السكان.

وكتبت نائب عميد كلية الإعلام بجامعة “دمشق” الدكتورة (نهلة عيسى)، على صفحتها في "فيس بوك": "اليوم حكومتنا الكريمة استبعدتني من الدعم لأن سيارتي موديل 2009 و1600 سي سي، في أكتر من هيك تعسف ما بظن، لأنه راتبي الهزيل صار ما بيكفي حق بنزيني!؟ وما ضل غير افتح تمي للهوا، وطبعا حالي حال كتير من الناس، وبيجوز رواتبهم أقل من راتبي.. يا حكومتنا ما هكذا تورد الأبل، وملء خزينة الدولة ما بيصير على حساب كرامات الناس، وبس".

فيما قالت الصحفية الموالية (لينا ديوب): "جارنا بمصياف طلع الصبح من المستبعدين من الدعم، لان مسافر خارج القطر، علما انو ما معو جواز سفر، زميلتنا بالتلفزيون مستبعدة من الدعم لان ابوها مسافر، علما انو ابوها رحمه الله متوفي من ١٧ سنة، الواضح انو حديث وزارة الاتصالات عن دقة جمع البيانات غير دقيق".

وكانت الأمم المتحدة  أعلنت منتصف الشهر الماضي، أن 90 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، و 60 بالمئة منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، وذلك خلال تقرير لأمينها العام أنطونيو غوتيريش، بما يعكس إصرار بشار أسد ونظامه على تجويع السوريين المتبقّين بمناطق سيطرته وحصرهم في خيارات الموت البطيء، أو دفعهم للهجرة بعد أن يبيعوا أملاكهم ويدفعوا أثماناً باهظة للحصول على "جواز سفر"، استنفاداً لآخر بريق أمل لديهم، تطبيقاً لشعاره الذي رفعه أثناء مسرحية الانتخابات الرئاسية الأخيرة: "الأمل بالعمل".

التعليقات (1)

    يلي من ايدو الله يزيدو

    ·منذ سنتين 3 أشهر
    الأمر أنه عندما شلح الروس والايرانيين منابع الشفط والنهب من الأسد واذياله لم يتبقى لهم إلا الإتجاه نحو الحلقة الاضعف وهي الشعب وحتى لو كانوا من المؤيدين المضحين بأرواح أبنائهم لا اجل أن تستمر العصابة في الحكم ولكي يستمر الأسد وعائلته ومقربيه بمستوى المعيشة والبذخ الذي تعودوا عليه بالمناسبة أعضاء عصابته عاملين ولائم احتفال بالشيراتون هذا اليوم وع ميلتهموا ماطاب من الأطعمة والمشروبات ههههههههه
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات