ميليشيات إيران تستعين بالأموات لتزوير التاريخ في دير الزور (صور)

ميليشيات إيران تستعين بالأموات لتزوير التاريخ في دير الزور (صور)
تسعى الميليشيات الإيرانية جاهدة لتوطيد وجودها وتثبيت أقدامها في سوريا عامة، وفي محافظة دير الزور بشكل خاص، من خلال نشاطاتها العسكرية والاجتماعية والاقتصادية والإغاثية، مستغلة الظرف المادي المتردي للمدنيين في دير الزور، وتعمل من أجل ذلك كل ما بوسعها، حتى وإن تعلق الأمر بتزوير حقائق تاريخية أو حديثة.

وبدأت ميليشيات إيران خلال الأشهر الأخيرة بترميم قبور قديمة في منطقة الجبل عند مدخل دير الزور الجنوبي، والادعاء بأنها قبور لصحابة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، في محاولة منها لتشييع مدينة دير الزور الخالية من المزارات أو القبور الشيعية بشكل كامل.

وأكدت مصادر "أورينت: أن عناصر من ميليشيات الحرس الثوري بإيران زاروا ما أسموها "قبور السادة" مؤخراً، بأمر من الحاج أميري قائد الحرس الثوري الإيراني بدير الزور، مشيرة إلى أن هنالك مفرزة تابعة للفرقة الرابعة بمحيط المقبرة وتعمل على حمايتها، وعدم السماح للأهالي بالاقتراب منها، وأكدت أن هذا الخطوة تعتبر تمهيداً لبناء مزار يحج إليه الإيرانيون في مدينة دير الزور.

حقيقة القبور المزور تاريخها ولمن تعود

لكنّ ادّعاءات ومزاعم الميليشيات الإيرانية يدحضها تاريخ مدينة دير الزور، إذ كانت مقبرة مدينة دير الزور تقع قرب "مجمع فارمكس للأدوية" وتمتد باتجاه الشرق، ولكنها نقلت إلى الجنوب، حيث مكانها الآن جنوب المدينة بعد إزاحة المقابر وإقامة البيوت السكنية مكانها، إثر توسع المدينة في عام 1971 وما تلاه.

وقال "م . ح" ويعمل في مقابر دير الزور منذ عشرات السنين لموقع "أورينت" إن المقبرة التي تم ترميم قبور فيها تعود لعشيرة "الشيوخ" و"البوخريص" و"الظفير"، وإن القبور هذه تعود لعوائل "بعاج" "حوكان" "سند" "معروف" "حيزة" "حباش"، وتقع المقبرة خلف جامع خديجة عند "دوار الدلة"، وليس هناك أي صحة لادعاء ميليشيات إيران.

واستطرد "م . ح" بالقول إن هذه المقبرة لا يتجاوز عمرها المئة عام، وإن من يدّعي أنّ فيها قبوراً لصحابة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يجعل من نفسه أضحوكة إذ إن هذه المنطقة كانت عبارة عن صحراء ولم تأخذ شكل المقبرة إلا بعد أن توسعت مدينة دير الزور ونقلت القبور إليها، والكل يعرف أن أحياء العمال والموظفين والقصور، هي أحدث أحياء المدينة، وأراضيها تعتبر داخلة في تنظيم البلدية المحدث أوائل السبعينات، لتأتي بعدها أحياء الجورة والطب وهرابش.

دير الزور خالية من المعالم الشيعية

ولم تكن "قبور السادة" كما أسمتها الميليشيات الإيرانية أول واقعة تزوير لها في المحافظة، فبعد طرد تنظيم "داعش" من ريف دير الزور أواخر عام 2017 بدأت إيران التي تسيطر على معظم الريف الشرقي بدير الزور، بتغيير معالم المنطقة عموماً، ومنها بئر "عين علي" التي تبعد نحو 10 كم جنوب شرق مدينة الميادين شرق دير الزور، فأخذت ببناء مزار كبير، ونظمت رحلات للحجيج الإيرانيين إلى المنطقة، بزعم أن "عين الماء" هو مكان مبرك ناقة الخليفة علي بن أبي طالب، أو مكان ضربة حافر فرسه رضي الله عنه، ونسفوا بذلك كل الوقائع التاريخية التي سبقت ذلك التاريخ.

هل تأثرت دير الزور بقربها من العراق؟

قرب محافظة دير الزور من العراق أعطى أهلها صفات تتشابه إلى حد كبير بصفات الإخوة العراقيين، بالعادات واللهجة، لدرجة أن أبناء دير الزور عندما يتحدثون في محافظات أخرى بلهجتهم يبادرهم من يسمعهم: "الأخ عراقي؟!".

ورغم هذا التقارب بالعادات والتقاليد واللهجة إلا أن المدّ الشيعي أو المزارات الشيعية لم تكن في يوم من الأيام حاضرة في المحافظة، ولم يكن فيها تاريخياً أو حالياً أي أماكن تعتبر "مقدسة" بالنسبة للشيعة، كالمراقد أو القبور التي تعتبر حجة لجعلها مزارات تتيح لإيران الدخول إليها من بوابة الدين وترميم وبناء المساجد وحمايتها.

تشييع حطلة وماحولها.. القديم المتجدد

ولكنّ التغلغل الإيراني إلى حطلة شرق دير الزور أوائل الثمانينات، أعطى جرأة لدى أذرع ملالي طهران، ليقوموا ببناء حسينيات تقام فيها الطقوس بشكل أشبه ما يكون بالسري، رغم الدعم الأسدي للقائمين عليها، لتزول كل هذه الحسينيات ويهرب القائمون عليها منذ اندلاع الثورة السورية، وبدء المرحلة العسكرية في دير الزور عام 2012، ويشكل ذلك دليلاً آخر على أن الوجود الشيعي في المنطقة أشبه ما يكون بالخرافة التي يهزأ منها الصغير قبل الكبير من أبناء دير الزور.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات