ميليشيا أسد تتلاعب بمرضى السرطان بالسويداء.. غايات متعددة وكلمة السر بسماسرة الكيماوي

ميليشيا أسد تتلاعب بمرضى السرطان بالسويداء.. غايات متعددة وكلمة السر بسماسرة الكيماوي

لا يزال مرضى السرطان في السويداء يقصدون العاصمة دمشق للتداوي بصورةٍ دورية عبر رحالات تنظمها لهم جمعيات متخصصة، والتي يصفها البعضُ بالشاقة عليهم والمضجرة، لجهة الوقت الطويل الذي تستغرقه الرحلة، والتدقيق المستمر ببطاقاتهم الشخصية، فحواجز ميليشيا أسد الكثيرة تواظبُ على تقطّيع أوصال البلاد، وتجعل من السفر والتنقل بين المحافظات أمراً شاقاً على الأصحاء، فكيف على المرضى؟!   

ويعاني المصابون بهذا المرض شحّاً في الأدوية العلاجية، وتأخراً في تلقّي جرعات العلاج الكيميائي اللازمة، بحيث قد يشترونها بمبالغ باهظة من سماسرة ووسطاء داخل القطاع الطبي في المحافظة، فكأنه موتٌ إضافي يترتّب فوق موتهم ضمن مناطق سيطرة أسد، حيث تتردى منظومة الخدمات العامة هناك وتهبط إلى القاع، ويأتي تردّي خدمات قطاع الصحة في مقدمتها.

غايات متعددة

وحول معاناة المرضى وخذلانهم من قبل حكومة أسد، قال مصدر مطّلع على هذا الشأن لـ "أورينت" بأن المساعدات الخيرية باتت تعيل جزءاً لا بأس به من مرضى السرطان في السويداء في رحلة علاجهم التعجيزية في أحيان كثيرة، سواء عن طريق جمعية أصدقاء مرضى السرطان "شفاء" أو من خلال تبرعات دروز الخارج إلى هيئات اجتماعية متخصصة بهذا الشأن، ومؤخراً عن طريق مبادرة مؤسسة مرساة التعليمية التنموية الخيرية في السويداء، والتي تعدُّ الأحدث في هذا الإطار.

وأضاف أن حكومة أسد تعرقل منذ سنوات طويلة المساعي الجادة لإنشاء مشفى الشفاء الخيري التخصصي المقرر تشييده في موقع تل أحمر، علماً أنه لن يكلف خزينة نظام بشار أي مبلغ يذكر، فكلفة إنشائه وتجهيزه بالكوادر اللازمة والأدوية العلاجية جميعها مرصود لها مبالغ من تبرعات دروز فلسطين والجولان.

 وتتعمد حكومة ميليشيا أسد عرقلة إنشاء هذا المستشفى التخصصي من أجل حرمان المنطقة هذا الإنجاز، كما تخشى من غياب التوازن الذي قد يخلقه قيام هذا المستشفى المتخصص، بحيث تكون منطقة أقل معاناة من باقي المناطق، إذ إن نظام أسد يهوى إغراق الجميع بفكرة المعاناة، ويمقت تفضيل منطقة على أخرى عدا حاضنته الشعبية، هذا سوى عن تأثر مصالح الممسكين بالسوق السوداء لبيع جرعات العلاج السرطاني، وهم عبارة عن شبكة واسعة ومتداخلة تغطّي كامل المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا أسد.   

رحلة فقدان الأمل!! 

بحسب تقديرات طبيّة فإن عدد المصابين بالسرطان داخل السويداء بات يتجاوز عشرة آلاف مريض، بواقع زيادة سنوية يتراوح بين 300 إلى 400 مريض، وتسجل المستشفيات الحكومية تدنياً في كمية الأدوية العلاجية الضرورية بحيث تظل أقل بكثير من حجم الاحتياج الفعلي لها، وتعزو حكومة ميليشيا أسد في تصريحاتها الدائمة سبب ذلك إلى العقوبات الدولية، علماً أن تلك العقوبات لا تشمل القطاع الطبي والقطاع الصحي في البلاد، وتجدر الإشارة إلى نمو وازدهار سوق سوداء خاصة ببيع تلك الأدوية والجرعات بصورة غير قانونية، وبسعر قد يتجاوز مليوني ليرة للجرعة الواحدة كما يروي أحد المرضى لـ "أورينت".

ويأتي سرطان الثدي في مقدمة أنواع السرطان الأكثر انتشاراً داخل المحافظة، يليه سرطان الرئة، ثم سرطان الجهاز الهضمي، كما تبين معطيات وزارة الصحة لدى حكومة أسد.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات