في روايات جديدة تعكس مدى إجرام ميليشيات أسد وانتهاكاتها لحُرمات جميع الأديان، حصل موقع أورينت نت على شهادات جديدة لمعتقلين سابقين في سجني صيدنايا وفرع فلسطين، حول عمليات التعذيب والترهيب التي قامت بها تلك الميليشيات بحقهم خلال فترة اعتقالهم، وخاصة في المناسبات والشعائر الدينية كعيدي الفطر والأضحى.
التكبيرات وسبّ الذات الإلهية
يقول (محمد عجنجي) وهو معتقل سابق في سجن صيدنايا بدمشق لأورينت نت: "أكثر ما كان يغيظهم أيام الأعياد وخاصة في بدايات الثورة، عندما كانت المظاهرات تعني لهم الكثير هو أصوات التكبيرات، أذكر حتى الآن صبيحة عيد الفطر عندما علت أصوات التكبيرات من المساجد، كيف بدأ عدد من العناصر بالكفر وسب الذات الإلهية، معتبرين أن (هذه الكلمة جلبت الخراب للبلاد) وفق زعمهم.
وتابع: "يوم عيد الفطر سنة 2017، كان الفارق الوحيد في ذلك اليوم أنه لا يوجد محققون للتحقيق أما الضباط المناوبون فقد كانوا أكثر قذارة، دخل أحدهم علينا وطلب منا أن نقوم بتنظيف الحمامات (لأن اليوم عيد)، ثم أمر العناصر أن يتبولوا تباعاً، كان كل واحد من العناصر يتبول ليأتي أحدنا ويقوم بالتنظيف خلفه، فيما كانت عبارات الطائفية تخرج كالرصاص كـ (أننا /نحن السُنّة/ خدم عندهم وسنبقى خدماً) وغيرها، مع جلدنا بواسطة كابل كهربائي بسبب (عدم التنظيف جيداً)".
تعذيب على هيئة علاج
أما (غفار بركات) المعتقل السابق في فرع فلسطين، فقد روى لأورينت نت ما فعله عناصر ميليشيات أسد بهم صبيحة عيد الأضحى قائلاً: "صباح عيد الأضحى قام أحد الحراس بفتح (الطاقة) وصرخ (الكل عالحيط)، وقفنا جميعاً على الحائط وإذ بـ (طبيب السجن) الذي لا يشبه الأطباء سوى بصدريته البيضاء فوق بدلته العسكرية يدخل علينا، فيما بدأ العنصر يتحدث عن (التوجيهات الحكيمة بمناسبة العيد) مراعاة لصحتنا رغم أننا إرهابيون".
وتابع: "بدأ الطبيب يسألنا إن كنا نعاني من أمراض، ولأننا كنا نعرف ما يفعلونه بـ (المريض) لم يُجِب أحد، فبدأ بفحصنا من الخلف وقد وجد أن أغلبنا يعاني من الندبات والخرّاجات الناجمة عن التعذيب والأمراض الجلدية، ليخرج من حقيبته مشرطاً وقماشة ويبدأ في تجريحها جميعاً، فيما كان العنصر من الخلف يلكم ويركل ويصفع أي شخص يُصدر أنيناً أو يعبّر عن أي شعور بالألم"، مشيراً إلى أن طبيب السجن مارس تلك العمليات الجراحية (عالواقف) ودون أي مخدّر أو شيء يشبهه واكتفى بإعطائنا قطعة "شاش" كي لا نلوّث المكان بدمائنا (وفق تعبيره).
لعنة العفو
وتحدث (بركات) الذي أمضى في زنزانته عاماً ونصف العام لأورينت نت، عن حقيقة ما يجري في السجون عند صدور العفو قائلاً: “قبل كل عفو، يتم اعتقال العشرات من على الحواجز واقتيادهم إلى الفروع الأمنية، أذكر حين استقدموا نحو 9 أشخاص جدد إلى زنزانتنا قبل عيد الفطر بأسبوعين فقط، وأخرجوهم بموجب العفو بعدها بأيام قليلة، لقد أخبرونا أنهم جاؤوا على متن حافلة مليئة بمن هم مثلهم”، مشيراً إلى أن جميع مراسيم العفو لم تشمل (المعتقلين) بجرائم إرهاب أو غيرها كما كان يُروّج لها.
وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" أكدت في تقرير مؤخراً أن ميليشيا أسد تحتجز نحو 132 ألف معتقل موثّقين بالاسم، مشيرة إلى أنّ "العفو المزعوم" شمل فقط 476 شخصاً بينهم 55 سيدة، و13 شخصاً كانوا أطفالاً حين اعتقالهم.
يشار إلى أن “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا” أكدت في تقرير مفصل أن نظام أسد جنى من ابتزاز عائلات المعتقلين والمختفين قسراً ما يقارب 900 مليون دولار أمريكي منذ بداية 2011 وحتى بداية العام 2021.
التعليقات (4)