المجلس الإسلامي.. المظلّة التي يصرّ أصحابها على تحطيمها!

المجلس الإسلامي.. المظلّة التي يصرّ أصحابها على تحطيمها!

عندما تأسّس المجلس الإسلامي السوري عام ٢٠١٤ لم تتردد الغالبية الساحقة من الثوار والمعارضين عن إعلان تأييدهم له، بما في ذلك كثير من العلمانيين أو حتى من الطوائف الأخرى.

لكن الأمل في أن يشكّل المجلس مظلة معتبرة للثورة تعوّض فشل مؤسساتها السياسية والعسكرية في جمع كلمة السوريين، تقلص منذ اللحظات الأولى، عندما فشل المؤتمر التأسيسي في أن يكون مقبولاً من الجميع، فانسحب البعض، بمن فيهم ممثلون عن فصائل كبيرة في ذلك الوقت، مثل حركة أحرار الشام وجيش الإسلام، بالإضافة إلى علماء مستقلّين.

لكن الحاجة الوطنية لمثل هذه المؤسسة، والرغبة الملحّة باستمرارها، على أمل أن تعالج نقاط الضعف من داخلها مع الوقت، جعلت من التمسك بالمجلس ودعمه أولوية لدى الثوار، الذين تتالت صدماتهم بأدائه لاحقاً.

العجز عن القيام بأي دور فاعل، والفشل في إحداث أي تغيير وفقدانه التأثير على القوى والأحداث، أصابت الكثيرين بالإحباط، فحسموا أمرهم مبكراً بالتوقف عن التعويل عليه، خاصة مع استمرار حالات الاقتتال بين الفصائل التي ذهب ضحيتها الآلاف من شباب الثورة، بينما كان المجلس يكتفي بإصدار بيانات لا تُرضي أي طرف، ولا تُقنع أيّ أحد.

لكن المرض العضال والمزمن الذي عانى منه المجلس وكان يتفاقم بمرور الوقت، تمثل بالسعي المستمر للهيمنة عليه من قبل تيارات مرجعية منظمة، على حساب المستقلين تحديداً، حيث تصارع الإخوان والسروريون والسلفيون من أجل السيطرة، لكنهم توافقوا على إقصاء العلماء والمشايخ غير المنتمين لهذه القوى.

إبراز شخصيات ضعيفة

وبعد أن غادر معظم هؤلاء بصمت، مفضّلين عدم الحديث العلني عن مشاكله وأزماته، كما هو حال الكثير من أبناء الثورة، ونحن منهم، تفرّغ رؤوس التيارات التي دانت لها المؤسسة من أجل إبراز شخصيات ضعيفة أو يسهل استتباعها في الواجهة، ليتم تعيينهم في مواقع المسؤولية وصنع القرار، مقابل إبعاد من يستحق ممن ظل متمسكاً بجمرة الأمل إلى خلف الستار.

تراجع الاهتمام بالمجلس الإسلامي بسبب كل هذا وغيره، إلى درجة لم يعُد فيها أحد تقريباً يكترث بما يصدر عنه من حين لآخر من كلمات أو بيانات أو فتاوى، إلى أن ألغى بشار أسد منصب مفتي الجمهورية، فتلقّف الجميع اللحظة وأيّدوا تعيين رئيس المجلس، الشيخ أسامة الرفاعي في منصب المفتي.

لكن البريق الذي عاد لاسم المجلس، والحيوية التي أحياها بجسده هذا الحدث، لم يكن كافياً ليبدأ المتنفّذون فيه والمسيطرون عليه صفحة جديدة يستغلّونها لإصلاح المؤسسة وتعزيز علاقتها بالسوريين، حيث استمر استغلال اسم الشيخ أسامة الرفاعي وبساطته، بالإضافة طبعاً إلى رمزية أن أعضاءه وقيادته من المشايخ، من أجل تغطية الكوارث التي كان يرتكبها المتحدثون باسمه أو الممثلون له في الائتلاف أو المسؤولون عن سياساته وقرارته.

فقد المجلس الثقة به كمرجعية وازنة معتبرة ومستقلة أيضاً، إلى درجة لم يكن فيها حتى فصيل صغير بحجم فرقة العمشات لتقبل بحكم لجنة شكّلها من أجل حسم الشكاوى ضد الفرقة، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى التحيّز الذي لم يتوقف المجلس عن ممارسته، ولا أدلّ على ذلك من سكوته على تجاوزات وانتهاكات ومظالم فصائل ومنظمات مجتمع مدني، بل وتبريرها أحياناً، مقابل مسارعته في إدانة فصائل ومنظمات أخرى.

ليأتي اللقاء الذي عقده المجلس في تركيا مؤخراً مع إسماعيل هنية ممثل حركة حماس، بحجة السعي لإقناع الحركة بالعودة عن قرار التطبيع مع نظام أسد، ليشكل الضربة الأقوى التي يعرّض المجلس الإسلامي نفسه لها، ما يؤكد أن المتحكّمين بهذه المؤسسة لا يستهينون فقط بمشاعر ملايين السوريين وحسب، بل وينفّذون أجندات وسياسات لا علاقة للثورة بها، متحامين بغطاء أسماء يحترمها الجمهور أو يُحترَم تاريخها، وكأن التاريخ والأسماء تمنح حصانة..!

التعليقات (3)

    تعليق عام

    ·منذ سنة 9 أشهر
    كنت بالسابق من متابعي و محبي اورينت لان كنت مفكركن اصحاب حرية وقناة علمانية، بس ما توضحت الامور انو انتو عبارة عن اصوليين واسلاميين متشددين و طائفيين متل بشار تماماً ، سقطتو من عيني ...

    Sundus

    ·منذ سنة 9 أشهر
    مجموعه من القتله والارهابيين الذي يمكن فقط مقارنة اجرامهم وتملقهم وغيهم مع اجرام وتملق ولصوصية النظام البعثي. هذه الوجوه الكالحه التي ينز منها القتل والموت والاجرام هم من اعطوا النظام تلبعثي فرصة العيش والبقاء. فلولا هذه القذارات من الاخونجيه والدواعش الخنازير لانتصرت ثورة الشعب السوري على خنازير البعث الارهابي. ولكن ارهاب هذه العصابه اعطت لبشار اسد الحظ في البقاء عليهم اللعنه جميعا بعثيين قتله واخونجيه مرتزقه اكثر اجراما وقتلا من البعثيين

    sundus

    ·منذ سنة 9 أشهر
    اين تعليقي يا دعوشي صغير حالي,يا من كنت اخونجي وبعثي سابق مرتزق للبعث والان مرتزق للاتراك
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات