غداة تطمينات تركية.. إصابة 10 مدنيين بتصعيد ميليشيا الأسد في إدلب

غداة تطمينات تركية.. إصابة 10 مدنيين بتصعيد ميليشيا الأسد في إدلب

أصيب عشرة مدنيين بجروح جراء تصعيد متجدد من ميليشيا أسد وحلفائها الروس تجاه بلدات وقرى ريف إدلب الجنوبي، وذلك غداة تطمينات تركية رسمية نقلها وفد من الضابط الأتراك إلى أهالي المنطقة، أثناء لقاء مطول دعاهم من خلاله إلى العودة لمنازلهم وقراهم مقابل استقرار أمني سيعمّ المنطقة في الفترة المقبلة.

وأفاد مراسلنا مناف هاشم اليوم، أن ميليشيا أسد استهدفت بالمدفعية الثقيلة منذ ساعات الصباح بلدات البارة وسفوهن وفليفل بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وكذلك قرية العنكاوي بريف حماة الغربي، بأكثر من 25 قذيفة صاروخية، ما أسفر عن إصابة 10 أشخاص مدنيين على الأقل.

غير أن التصعيد العسكري من ميليشيا أسد تجاه البلدات المحررة، جاء بعد يوم على تطمينات تركية نقلها وفد من الضباط الأتراك إلى أهالي المنطقة خلال اجتماع استمر نحو ساعتين في النقطة العسكرية التركية بقرية معراتة بمنطقة جبل الزاوية.

وذكر المراسل أن الوفد المؤلف من عدد من الضباط الأتراك وبينهم "لواء"، اجتمع مع وجهاء قرى وبلدات المنطقة في قرية معراتة جنوب إدلب يوم أمس، حيث طالب الضباط الأهالي النازحين بالعودة إلى القرى والبلدات المحاذية لخطوط التماس مع ميليشيا أسد، مؤكدين أن المنطقة ستشهد وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وسيفضي إلى استقرار على المستوى العسكري والأمني.

وفي التفاصيل، قال أحد الحاضرين لأورينت نت (فضل عدم الكشف عن اسمه) إن الضباط الأتراك نفوا خلال حديثهم مع الوجهاء والأهالي أي عملية عسكرية لميليشيا أسد وروسيا على محاور ومناطق (خفض التصعيد) بريفي إدلب الجنوبي وحماة الغربي، وأكدوا أن القصف المتكرر من جانب الميليشيات سيتوقف نهائياً في الفترة المقبلة، ما يتيح إنعاش المنطقة على المستوى الاقتصادي والخدمي (بناء مدارس ومشافي مؤسسات خدمية) ويفسح المجال لعودة جميع النازحين إلى منازلهم.

كما لفت الوفد التركي إلى احتمالية فتح المعابر الاقتصادية مع ميليشيا أسد من خلال فتح الطريق الدولي (M4) قريباً، في إطار تفاهمات بين الجانبين الروسي والتركي الضامنين لملف "أستانة"، الأمر الذي سيضمن الهدوء والاستقرار الأمني ويعود بمنافع اقتصادية على المنطقة، كون الطريق الدولي يمر منها باتجاه مناطق سيطرة ميليشيا أسد.

التطورات الجديدة تأتي بالتوازي مع الاستعدادات التركية لشن عملية عسكرية تجاه مناطق سيطرة ميليشيا قسد (PKK) في منبج وتل رفعت بريف حلب الشمالي، وما أعقبه من توترات أمنية واختلاط للأوراق العسكرية نتيجة الرفض الروسي والإيراني للعملية التركية المرتقبة، إلى جانب التحالف بين ميليشيات أسد وقسد لمواجهة العملية التركية.

وتقع قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وبعض قرى ريف حماة الغربي على محاذاة محاور التماس مع مناطق سيطرة ميليشيا أسد، وتخضع لاتفاق (أستانة) الموقع بين روسيا وتركيا عام 2019، والذي ينص على وقف إطلاق النار بين فصائل المعارضة وميليشيا أسد، وكذلك فتح الطرقات الدولية (M4 و M5) وعودة النازحين إلى قراهم وبلداتهم.

إلا أن ذلك الاتفاق فشل بشكل ذريع نتيجة الانتهاكات المتكررة من ميليشيا أسد وحليفها الروسي، من خلال القصف الصاروخي والجوي تجاه البلدات تحت ذرائع مختلقة ولا سيما "محاربة الإرهاب"، رغم أن ضحايا تلك الانتهاكات والجرائم هم المدنيين بحسب المنظمات الإنسانية في المنطقة، في وقت تحاول تركيا وقف أي عملية عسكرية تجاه المنطقة خوفاً من تفاقم الأزمات الإنسانية، وخاصة ملف النزوح باتجاه أراضيها أو المناطق الحدودية.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات